الكشف عن رسالة من بلومنتال إلى كلينتون مرسي خائف من «حماس» والسيسي يطمئنه

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإٍسرائيلية عن رسالةٍ، بعث بها سيدني بلومنتال المسؤول بالبيت الأبيض إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، تحتوي على تقرير به معلومات من مصادر ذات صلة مباشرة بأجهزة استخباراتية غربية حول حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحرب غزة في 15 نوفمبر 2012، وذلك بعد يوم واحد من اغتيال إسرائيل لأحمد جباري أحد العقول المدبرة في "حماس".

وبحسب الرسالة، فقد قال الرئيس المعزول محمد مرسي -وقت أن كان رئيسًا- إنَّه يشعر بالقلق من عدم وجود نفوذٍ كافٍ له على "حماس"، وحذَّر من أنَّ القتال مع إسرائيل قد يخرج عن نطاق السيطرة، كما أعرب عن قلقه من جر مصر إلى الصراع الدائر، ولكن وزير الدفاع "آنذاك" عبد الفتاح السيسي طمأنه بأن الأمور تحت السيطرة. 

وذكرت الرسالة، وفقًا للصحيفة: "كانت هناك لقاءات سرية بين أجهزة مخابرات مصرية وإسرائيلية، ووافقت تل أبيب على لعب القاهرة دورًا إيجابيًّا في الوساطة من أجل إنهاء الصراع في ذلك الوقت، حيث أوضحت أنَّ السيسي تفهَّم أنَّ اغتيال جباري جاء بسبب دوره في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط".

وجاء في الرسالة أنَّ مرسي كان يشعر بضغوط من الإسلاميين الذين طالبوه بمواجهة إسرائيل، كما ألمح إلى شعور السيسي بالقلق من الأوضاع في هذا الوقت، حيث كتب "بلومنتال" الذي كان يعمل مستشارًا لكلينتون، قائلًا: "مرسي قائد جديد يمتلك قبضة متزعزعة على بلاده، الأمر الذي يخلق بيئة خطيرة، لكن السيسي لم يخبر مرسي بوجهة نظره الخاصة تجاه تلك المسألة".

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنَّ خروج مرسي من الحكم بعد سبعة أشهر من الرسالة وتولي السيسي مقاليد الحكم، أمر يؤكِّد أنَّ السيسي كان يخشى على أمن مصر، ويراوده قلق عميق تجاه التوترات الطائفية وصعود الإسلاميين والجماعات الجهادية، لا سيما في سيناء.

وأشارت إلى أنَّ السيسي قضى العام الأول بعد عزل مرسي محاولًا تعزيز شعبيته ومحو مخالب جماعة الإخوان من السلطة، وفي أواخر مايو 2014، إلى أن انتخب رئيسا بأغلبية كاسحة، حسب تعبير الصحيفة.

وذكرت: "قبل الإطاحة بمبارك، كانت مصر تعمل مع إسرائيل بشكل وطيد في القضايا الأمنية، فعلى سبيل المثال، بحسب برقية أمريكية دبلوماسية، حذَّر مبارك الجنرال الأمريكي ديفيد باتريوس عام 2009 من أنَّ قطر وسوريا دفعتا لحماس 50 مليون دولار للاحتفاظ بالأسير جلعاد شاليط، وكان مبارك يرغب بوضوح في الإفراج عن شاليط، لكن بالرغم من ذلك كانت هناك ثغرة في العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد اتجاه القاهرة للشأن الداخلي".

واعتبرت الصحيفة أن السيسي حصل على فرصته الأولى للعب دور في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عندما ضربت تل أبيب  غزة في يوليو 2014، حيث ذكر تقرير بصحيفة "المونيتور" أن تلك الحرب كانت بمثابة نصر كبير للسيسي، فقد غيرت موازين القوى في صراع الشرق الأوسط، وتسببت في تهميش قطر وتركيا وحماس، ووضعت كل الكروت في يد إسرائيل ومصر والخليج باستثناء قطر، ولم تمنح تلك البلدان أي وزن لإدارة أوباما في خطوة غير مسبوقة.

وأضافت الصحيفة: "في مارس 2015، أجرى السيسي مقابلتين تحدث خلالهما عن رغبته في العمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي ذلك قال بريت ستيفنز الصحفي بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنَّ التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر لم يكن أبدًا في متانة الوضع الحالي، حيث ذكر السيسي خلال المقابلة مع الصحيفة الأمريكية أنَّه يتحدث مع نتنياهو كثيرًا، معلنا رغبته في تحقيق اتفاق تاريخي مع إسرائيل".

ورأت الصحيفة أنَّ زيارة سامح شكري لإسرائيل التي وصفتها بـ"العلنية جدا" ولقاءه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هما نتاج تراكمي لجهود مصرية لإعادة العلاقات كما كانت قبل الربيع العربي، حيث تظهر محاولات السيسي ليصبح قوة مركزية دبلوماسية بالنسبة لتل أبيب.

للاطلاع على نص التقرير.. اضغط هنا

 

شارك الخبر على