فورين بوليسي هل بوتين سعيد بفوز ترامب أم أنه خائف؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الأربعاء، الضوء على العلاقات الروسية الأمريكية، عقب نتائج انتخابات الرئاسة، التي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

قال الكاتب مارك جيليوتي في تقريره بالمجلة الأمريكية، إنه "من المغري عندما نتعامل مع روسيا أن نفترض أنهم أكثر ذكاء منا، فمن أزمة اللاجئين في أوروبا إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى فوز دونالد ترامب المفاجئ هذا الأسبوع نرى يد فلاديمير بوتين تعمل، ولذلك نعتبره دائما سابقا لنا، لكن الحقيقة هي أنه قد يكون مندهشا من نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كأي شخص آخر".

وأضاف جيليوتي أنه "بالرغم من التصيد الذي قامت به روسيا للنظام السياسي الأمريكي كله، بما في ذلك قرصنة البريد الإلكتروني، الأمر الذي تنكره روسيا رسميا، إلا أن بوتين، كما كتب سابقا، لم يكن يحاول أن يجعل الأمريكيين ينتخبون ترامب، لكن لأن مراقبي أمريكا في روسيا كانوا يخشون من أن هيلاري كلينتون قد تكون أكثر شراسة وتحديا من سابقها، فكانوا يريدون إضعافها وتشتيتها قبل أن تصل إلى البيت الأبيض".

وتابع الكاتب بقوله: "لم يكن الأمر أنهم كانوا يعتقدون أن ترامب لن يفوز، لكن لم يكونوا متأكدين من أنهم يريدونه أن يفوز فعلا"، مضيفاً "مع أن البرلمان الروسي صفق لدى سماع الأخبار، وقام السياسي القومي فلاديمير شيوينورفسكي واحتفل بالشمبانيا، إلا أن بوتين كان أكثر حرصا، وقال ببساطة إنه يأمل العمل مع الرئيس الأمريكي الجديد لعلاج الأزمة في العلاقات، أما نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف فقال إن الروس لا يشعرون بفرحة عارمة".

وأشار الكاتب إلى أن "ترامب كان يقول خلال حملته أشياء تحبها روسيا، ومن خلال مدحه المتكرر لبوتين، مثل قوله إنه قائد حقيقي، وإنه يمارس سيطرة قوية على بلده، إلى تلميحاته بأنه سيعترف بضم موسكو للقرم في أوكرانيا، إلى وعده بأنه سيقول للناتو (تهانينا، ستقومون بالدفاع عن أنفسكم بأنفسكم)، وهذه أشياء تسعد الروس فعلا، ومع ذلك، فإن هناك مخاوف حقيقية في موسكو، أولا مثل البقية منا التي تعلم أن الروس لا يصدقون خطب الحملات الانتخابية، حيث قال وزير الخارجية سيرجي لافروف (هذه هي الحياة، وهذه هي السياسة، سمعت كلاما كثيرا، لكن سنحكم على الأفعال)، كما أن هناك إدراكا واضحا بأنه لا يستطيع أي رئيس أن يقوم بما يريد تماما، وأن الكونجرس ووزارتي الدفاع والخارجية والعناصر الأخرى، التي تكون المؤسسة السياسية الأمريكية، تقيده إلى حد ما".

وأوضح جيليوتي، "أن هناك قلقا أيضا من خطابات ترامب، بشأن أمريكا أولا، وطريقته المتهورة، واستمتاعه الواضح بتشجيع الجمهور، الذي يمكن أن يجعله قابلا لتبني توجهات لا تناسب موسكو بشكل جيد، بالتأكيد هو معجب ببوتين الآن، لكن أحد السيناريوهات التي تقلق البعض هو أن تجد أوكرانيا طريقة للوصول بشكل شخصي للرئيس، ويمكن لسياساته الشرق أوروبية أن تنقلب بين ليلة وضحاها".

واستطرد الكاتب بأن "ما يقلق الكرملين أيضًا بالنسبة لرئاسة ترامب، إنه شخص لا يمكن التنبؤ بما سيفعل، فليست لدونالد ترامب قصة قديمة مع السياسة الخارجية يمكن دراستها لمعرفة توجهاته واهتماماته”.

وأكمل جيليوتي بأنه "لذلك لا يمكن لروسيا أن تعتمد على أن أمريكا ستلتزم بضبط النفس والالتزام بإتيكيت التصرفات الدبلوماسية الملائمة، فقد تجد روسيا أن محاولاتها ستلقى ردا، فيجب ألا ننسى أن الرئيس المنتخب قال إنه عندما تقترب الطائرات الروسية من السفن أو الطائرات الأمريكية فيجب إسقاطها إن كان ذلك ضروريا".

وتساءل الكاتب: "ماذا سيحدث إن اعتبر ترامب أن بوتين منافسا له؟ وأن روسيا تشكل خطرا؟"، مضيفاً أن "الأمر ليس أن واشنطن لا تملك أي خيارات لو أرادت أن تتحرك ضد بوتين، فقد قال لي ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية: (نستطيع خلط الأوراق في روسيا، دون شك، لكن عدم معرفتنا ماذا سيحصل بعد ذلك يجعلنا نتوقف عن فعل ذلك)".

واختتم الكاتب بسؤاله "إن كان هدف ترامب هو (أمريكا أولا) وعقيدته هي (فن الصفقات)، أفليس من المنطق أن تتعامل أمريكا مع الصين الغنية والصاعدة بدلا من روسيا الفقيرة والمعزولة؟".

شارك الخبر على