وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية بريطانيا تقدر مبادرات جلالة السلطان لإيجاد مخارج لأزمات المنطقة

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط - العمانيةأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية، عضو البرلمان البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رئيس الجانب البريطاني في مجموعة العمل العُمانية البريطانية المشتركة معالي أليستر بيرت أن بلاده تقدر الجهود والمبادرات التي تقدمها حكومة السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لإيجاد الحلول والمخارج للأزمات التي تعصف بالمنطقة.وقال معاليه في حديث خاص لوكالة الأنباء العمانية إن السياسة الحكيمة التي تنتهجها السلطنة بقيادة جلالته -أعزّه الله- مكّنتها من أن تكون حلقة وصل بين كافة الأطراف المتنازعة، مؤكدًا حرص بريطانيا على التشاور مع السلطنة فيما يخص قضايا المنطقة نظرًا لخبرتها في التعامل مع مختلف القضايا الشائكة وإيجاد الحلول المناسبة لها واصفًا السلطنة بأنها "شريك استراتيجي وموضع للثقة".وبين معاليه أن السلطنة والمملكة المتحدة ترتبطان بعلاقات تاريخية ضاربة في القِدم وهي في تطوّر مستمر وتشمل كافة المجالات الاقتصادية، السياسية، السياحية، التعليمية ومجالات الدفاع والأمن، موضحًا أن البلدين يسعيان على الدوام لتطويرها لتشمل مجالات أرحب وأوسع وتعزيز التعاون الثنائي المشترك، مؤكدًا أن المملكة المتحدة حريصة على العلاقات الخاصة التي تربطها مع السلطنة في ظل المتغيرات المتواترة التي يشهدها العالم.وفيما يتعلق بالتمرين العسكري العماني- البريطاني المشترك "السيف السريع3" الذي سيبدأ خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر الجاري ويستمر إلى نهايته قال معاليه: "هذا التمرين تم الإعداد له منذ عام 2012 ويشارك فيه ما يقرب من 5500 جندي بريطاني ويعد واحدًا من أكبر التمارين العسكرية المشتركة للقوات البريطانية خلال العقد الأخير". مبينا أن التمرين يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين "إذ لا يمكنك المشاركة في تمرين ضخم كهذا إلا إذا كنت تعمل مع شريك استراتيجي موضع ثقة". وأضاف الوزير البريطاني أن التمرين يختبر قدرة القوات البريطانية وقوات السلطان المسلحة أيضًا على التعامل مع مختلف الظروف والعوامل، مؤكدًا أن السلطنة والمملكة المتحدة "تتمتعان بشراكة إستراتيجية خاصة في مجال الدفاع والأمن ويشتركان في العديد من التوجهات كالسعي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة" وأنهما "قادرتان على الدفاع عن نفسيهما إذا تطلب الأمر ذلك ومستعدتان لدعم بعضهما البعض" معتبرًا أن الرسالة التي يُراد إيصالها من إقامة هذا التمرين هي "الاستعداد للتحديات القادمة التي تفرضها الظروف في المنطقة وتعزيز التعاون والثقة والاحترام المتبادل بين الجانبين".وتطرق معاليه في حديثه لوكالة الأنباء العمانية إلى "مجموعة العمل العُمانية- البريطانية المشتركة" ووضح أنه ومنذ تشكيل هذه المجموعة في العام 2010 عملت على تعزيز التعاون والشراكة الثنائية بين البلدين الصديقين من خلال اجتماعاتها الدورية، مشيرًا إلى أن المجموعة تتعامل مع العديد من المواضيع والقضايا الشائكة وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها كما أنها تتعامل كذلك مع الموضوعات ذات الصلة بالجوانب التجارية والاستثمارية.وحول الاجتماع الرابع عشر للمجموعة الذي عُقد هذا الأسبوع في مسقط قال معاليه إن المجموعة بحثت خلال الاجتماع وسائل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مجالات التعليم وموائمة التخصصات الدراسية مع احتياجات سوق العمل العُماني، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين "في تطور مستمر" مشيرًا في هذا الصدد إلى الاتفاقيات الاقتصادية والشراكات الموقعة بين الجانبين خلال الفترة الفائتة كاتفاقية تطوير مشروع "خزان" بين حكومة السلطنة وشركة "بي بي" البريطانية واتفاقية الشراكة بين شركة عُمان للحوض الجاف ومجموعة "بابكوك" الدولية البريطانية.وأشار معالي الوزير البريطاني إلى أن حجم التبادل التجاري بين بلاده والسلطنة وعوائد الاستثمارات المشتركة ونتائج زيارات الوفود التجارية شهدت زيادة ملحوظة خلال الفترة الفائتة، موضحًا أن ذلك يعكس مدى الإسهامات المباشرة وغير المباشرة التي تقدمها المجموعة من أجل تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها.وأوضح أن حجم التبادل التجاري (الصادرات والواردات) بين السلطنة والمملكة المتحدة بلغ ٣.١ بليون جنيه إسترليني في العام ٢٠١٧ ليسجل بذلك ارتفاعا قدره ٩٢.٢ بالمائة عن ٢٠١٦، مؤكدًا أن بريطانيا تعد المستثمر الأكبر في السلطنة بنسبة ٤٧.٦ بالمائة وباستثمارات تقدر بـحوالي ٨.٩٧ بليون جنيه إسترليني في ٢٠١٧، مبينا أن وكالة ائتمان التصدير البريطانية خصصت 3 بلايين جنيه إسترليني من أجل دعم التصدير من المملكة المتحدة إلى السلطنة، مؤكدًا حرص بريطانيا على الشراكة مع السلطنة خاصة في مشاريع البنية الأساسية.كما أشار وزير الدولة بوزارة الخارجية- عضو البرلمان البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- رئيس الجانب البريطاني في مجموعة العمل العمانية- البريطانية المشتركة معالي أليستر بيرت إلى أن المجموعة أسهمت في تذليل كافة الصعوبات التي تواجه المواطنين العمانيين فيما يتعلق باستخراج تأشيرة السفر إلى المملكة المتحدة عبر برنامج الإعفاء الإلكتروني من التأشيرات البريطانية الذي تم تطبيقه اعتبارًا منذ بداية العام 2014.وتحدث معالي أليستر بيرت عن الوضع في اليمن وأكد دعم بريطانيا لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، معتبرًا أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة يتمثل في الحوار والمفاوضات والتوصل إلى حل سلمي.وقال في هذا الجانب: "يجب أن تنتهي هذه الأزمة في أقرب وقت من أجل إيقاف معاناة الشعب اليمني الذي يدفع ثمن هذا الوضع"، مشيرًا إلى أن الحكومة البريطانية خصصت مبلغا من المال لدعم منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية التي تعمل في اليمن من أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني.وفيما يخص الاتفاقية الموقعة بين مجموعة 5+1 وإيران والتي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها منها أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية عضو البرلمان البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معالي أليستر بيرت أن بلاده "لا تشاطر أمريكا التقييم نفسه للاتفاقية". ومضى يقول في هذا الجانب: "يجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام ببنود الاتفاقية التي تعد الأساس من أجل بناء الثقة ونحن نؤمن أن إيران ملتزمة ببنود الاتفاقية ونحثها على الالتزام بجميع تفاصيل الاتفاقية كما وضحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".وحول خروج بلاده من منظومة الاتحاد الأوروبي أكد الوزير البريطاني أن العملية "ليست بهذه السهولة" لكنه يثق في قدرة بلاده على التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول هذا الأمر وحرص بريطانيا على الإبقاء على علاقاتها القوية مع بقية الشركاء الأوروبيين خاصة التجارية منها والسياسية قائلا إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "لن يؤثر على علاقاتها مع شركائها وحلفائها من خارج المنظومة".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على