«الجارالله» يسيء إلى لبنان.. والكويت تحاول التهدئة

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

"ما أفصح بري حين يحاضر بالعفة!"، عنوان مقالة افتتاحية بصحيفة كويتية، كادت تشعل أزمة بين كل من لبنان والكويت، إلا أن الأخيرة سرعان ما أعربت عن أسفها البالغ لما جاء في المقالة.

المقالة المثيرة والتي أساءت إلى لبنان، كتبها أحمد عبد العزيز الجارالله، رئيس تحرير جريدة "السياسة" الكويتية، تحدث خلالها عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بعبارات مسيئة، قال فيها "إنه حين يتحدث عن نشر ثقافة "متحدثا عن بري" اللاعنف ينطبق عليه القول ما أفصح (…) حين يحاضر بالشرف"، وحذف ما بين القوسين وهو مثل عربي شهير أصله "ما أفصح العاهرة حين تحاضر بالشرف".

الجارالله أضاف خلال مقالته "هذا الآتي إلى الحكم على حراب البنادق التي استخدمها في الحرب اللبنانية لتسعير الانقسام الطائفي والمذهبي، والقابع فيه تحت وهج السلاح، لا يزال يطلق، بين الحين والآخر، عصاباته تروع الآمنين في أحياء بيروت الغربية، وتعتدي على المؤسسات الإعلامية، إنه دون شك يعاني من انفصام في الشخصية السياسية، أو إنه يريد أن يظهر بمظهر العفيف الشريف اللاعنفي".

 

رفض التطاول

نقابة الصحافة اللبنانية أكدت رفضها للهجوم الذي أصدره أحمد الجارالله ضد رئيس مجلس النواب، واعتبرت "أن هذا التهجم على شخص الرئيس بري ومواقفه الوطنية، فضلا عن كونه مرفوضا من ناحية المبدأ، رغم اعتذار رئيس "السياسة" من بري، محاولة بائسة للنيل من هذه المواقف الوطنية اللبنانية والعربية لمسؤول لبناني بارز، وتطاولا على الإنجازات المشرفة والتاريخية اللبنانية والكويتية". 

النقابة اتهمت الجارالله بمحاولة إثارة النعرات الطائفية وضرب الوفاق والوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن بري لا يزال يواصل مساعيه من أجل إنقاذ لبنان من تداعيات الخلافات والصراعات الإقليمية.

إساءة الجارالله للبنان، تأتي بعد أزمة الإعلامي في قناة "المنار" اللبنانية، سالم زهران، الذي زعم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استدعى أمير الكويت الذي كان في الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، والتقاه مدة خمس دقائق، ليطلب منه إلغاء عقود موقعة مع الصين والتوقيع مع شركات أمريكية، بحسب "الوكالة الوطنية".

اقرأ أيضا: هل تعكر «المنار» صفو العلاقات بين الكويت ولبنان؟
 

 أسف وتحقيق

نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أعرب عن الأسف البالغ لما جاء في مقالة الجارالله، من إساءة شائنة للأشقاء في لبنان، وهجوم لاذع على نبيه بري.

خالد الجارالله أكد رفض بلاده القاطع لما ورد في المقالة، ونوه بأن "كل ما ورد في المقالة إنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه لا وجهة النظر الرسمية التي تحرص من خلالها الكويت على العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين وعلى عدم الإساءة لها وأن يبقى فضاء تلك العلاقات نقيا صافيا بعيدا عن الشوائب".

وفي رد فعل سريع بادرت الكويت بإحالة صاحب المقالة المسيئة للبنان إلى التحقيق، وذلك "انطلاقا من رفضها القاطع لمثل هذه الإساءة للبنان الشقيق"، وفقا لـ"روسيا اليوم".

رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق علي الغانم استنكر ما ورد من إساءات تجاه اللبنانيين، مؤكدا خلال اتصال أجراه ببري متانة العلاقات الكويتية اللبنانية، وتقدير الكويت لنبيه برى.

نبيه بري أكد أن عشرات المقالات لن تؤثر على علاقة لبنان مع الكويت، ولا على علاقته الشخصية بدولة الكويت.

شخصية مثيرة

أحمد الجارالله شخصية مثيرة للجدل، فهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها حالة من الجدل بتصريحاته أو بمقالاته، فقد سبق أن حكم عليه بالسجن في 2015 سنة مع الشغل والنفاذ؛ لإدانته بالإساءة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، في إحدى التغريدات.

اقرأ أيضا: التخلص من الأسلحة الأمريكية في الصحراء يثير غضب «الكوايتة»

جاء هذا الحكم على خلفية تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اعتبرت مسيئة إلى النبي محمد.

تعرض الجارالله أكثر من محاولة اغتيال ففي عام 1985 تعرض لمحاولة اغتيال عندما فتح مسلح النار عليه وأصيب خلالها بست رصاصات، وتم اتهام منظمة تسمى كتائب الألوية الثورية العربية بمحاولة اغتياله ، وفي 2003 انفجر طرد ملغوم تم إرساله إلى الجارالله في وجه مدير مكتبه عندما قام بفتحة مما أدى إلى إصابته.

اقرأ أيضا: ما حقيقة الأزمة الدبلوماسية بين الكويت ولبنان؟ 

 

 

شارك الخبر على