هل تشن إسرائيل حربًا ضد «حزب الله» في لبنان؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يبدو أن التقلبات في توازن القوى بالمنطقة، تشير إلى مخاطر عديدة، خاصة بين إسرائيل و"حزب الله"، قد تندلع بموجبها حربًا جديدة في ظل الاتهامات التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى لبنان عامة، والجماعة الموالية لإيران خاصة، ما يشير إلى وجود احتمالية أن توجه تل أبيب ضربة عسكرية، وذلك تزامنًا مع مساعي الولايات المتحدة الأمريكية للإعلان عن تسوية تجهزها للقضية الفلسطينية، لتحافظ بها على وجودها في قلب منطقة الشرق الأوسط التي تشهد توترات عديدة.

نتنياهو زعم في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجود 3 مواقع للقذائف والصواريخ، تابعة لـ"حزب الله"، في العاصمة اللبنانية "بيروت".

وقال رئيس حكومة إسرائيل: إن "حزب الله يستخدم الأطفال كدروع بشرية، وقام ببناء منشآت لتصنيع وتخزين الصواريخ والقذائف في قلب بيروت، بالقرب من الاستاد الرئيسي، ومن مطار بيروت الدولي"، بحسب "لبنان 24".

تصريحات نتنياهو، دفعت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى اصطحاب السفراء الأجانب المعتمدين لدى بلاده قبل أيام، وذهب بهم إلى المواقع التي زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن بها مواقع للقذائف الصاروخية.

اقرأ أيضًا: إيران توسع نفوذها في سوريا.. 3 قواعد عسكرية ومصنع للصواريخ الباليستية 

خطوة "باسيل" جاءت كمحاولة لإثبات كذب مزاعم نتنياهو، لكن هذا الأمر يفتح الباب أمام التساؤل حول ما إذا كانت "تل أبيب" تعتزم توجيه ضربة إلى لبنان.

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، أكد أن إسرائيل بالفعل ستوجه ضربة عسكرية إلى لبنان، بالتزامن مع مساعي واشنطن للإعلان عن تسوية تجهزها للقضية الفلسطينية، للبقاء في الشرق الأوسط.

وصرح الرز، بأن واشنطن وخلفها تل أبيب لا يمكن أن تطمأن إلى نجاح هذا المشروع، وعلى حدودها نحو 120 ألف صاروخ تابعة لحزب الله، تهدد فعليًا الاستقرار الإسرائيلي في هذا المجال.

وتابع: "بالتالي الضربة ستكون محاولة لتمهيد الأرض لهذه التسوية الأمريكية، والتي لن تنجح إذا استمر الشعور الإسرائيلي بأنها مهددة من ناحية لبنان، والمبررات كثيرة لتبرير الضربة"، بحسب "الوطن السورية".

اقرأ أيضًا: إسرائيل تتوعد لبنان بحرب اقتصادية.. ومساع لاحتواء الأزمة 

الكاتب الصحفي اللبناني أشار إلى 3 سيناريوهات لتلك الضربة، أولها: إما أن تكون محدودة جدًا، وتكون مركزة على محيط مطار بيروت، لشل هذا المرفق الحيوي باعتباره الشريان الرئيسي للاقتصاد اللبناني، ما يدفع لبنان إلى الانهيار الاقتصادي.

أما السينايو الثاني، أن تكون الضربة قاصرة على بعض المواقع، التي يمكن أن يضع فيها حزب الله الصواريخ في جنوب لبنان، وأخيرا أن تكون هناك ضربة متجهة إلى حزب الله، ثم تتسع لتشمل كل لبنان، وربما سوريا.

فيما أشار المحلل العسكري أليكس فيشمان، إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعرف منذ وقت طويل مخططات إيران ونواياها المتمثلة ببناء مصانع للصواريخ الدقيقة من أجل حزب الله، واحتمالية توجيه ضربة عسكرية بعيدة المنال، وفقا لـ"معاريف".

في المقابل، استبعد مصدر دبلوماسي فرنسي أن تشن إسرائيل هجومًا على لبنان، قائلًا: إن "ليس من مصلحتها أن تقوم بعمل مثل هذا، قبل 6 أشهر من الانتخابات الإسرائيلية"، بحسب صحيفة الحياة.

اقرأ أيضًا: لبنان يتخلى عن «حزب الله».. أدلة جديدة تثبت تورط ميليشيا إيران باليمن 

"المصدر" اعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في سوريا من ضربات على إيران مختلف عن الوضع في لبنان، نظرا لأن سوريا تحتضن مواقع السلاح والصواريخ الإيرانية، وتل أبيب تريد إخراج إيران.

فإسرائيل تضرب بشكل حازم المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا لكي تبلغ إيران أنه ينبغي عليها مغادرة الأرض العربية، في حين أن ضرب "حزب الله" في لبنان يعد أكثر تعقيدا لإسرائيل، بحسب المصدر.

وأوضح المصدر أن حزب الله في لبنان لديه القدرة على الرد، عكس تواجد إيران في سوريا، منوها إلى أن تل أبيب لا ترغب في بدء حرب صواريخ مع "الحركة".

وأخيرًا، فإن إسرائيل ترى أن "حزب الله"، لديه قدرات ربما تفوق قدرات عسكرية لدول كبرى، مثل بعض دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على أمن تل أبيب.

شارك الخبر على