المشاركون في اختتام مؤتمر الهوية في رؤية قطر يؤكدون على الاهتمام باللغة العربية

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

الدوحة في 15 نوفمبر /قنا/ أسدل الستار اليوم بالدوحة على أشغال مؤتمر الهوية في رؤية قطر الوطنية 2030 والذي نظمه مركز قطر للتراث والهوية على مدى يومين تحت عنوان "التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الهوية" تحت رعاية سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات.

وأوصى المشاركون ، في ختام المؤتمر، إلى الارتقاء باللغة العربية عبر وسائل الإعلام المختلفة والحرص على فرضها كلغة رسمية حاضرة في البرامج والمسلسلات الدرامية إذاعيا وتلفزيونيا وفي شبكات التواصل الاجتماعي مع الاهتمام بسلامة اللغة.

ومن أجل تسخير التكنولوجيا لخدمة الهوية والمحافظة عليها، دعا المؤتمِرون إلى العمل على زيادة المحتوى العربي عبر الشبكة العنكبوتية العالمية "الإنترنت" وتعزيزه ونشره، مع السعي لدعم جهود الترجمة من وإلى اللغة العربية، فضلا عن الاهتمام بالبحوث العلمية في مجال اللغة العربية والإعلام ونشر نتائج تلك الدراسات للاستفادة منها نحو معالجة الصعوبات والتحديات التي تواجه اللغة العربية في وسائل الإعلام، مع عقد المؤتمرات والندوات العلمية للتأكيد على أهمية اللغة العربية في وسائل الإعلام.

وفي ذات السياق، شدّد المشاركون على الاهتمام بأدب الطفل وتشجيع الدراسات المتعلقة به وتقديم بعض البرامج التلفزيونية بهذا الخصوص لتنمية الذوق العام للغة الطفل، فضلا عن التأكيد على أهمية الإعلام التقليدي رغم هيمنة الإعلام الجديد وتغييره الجذري لقواعد البث الإعلامي، مع رفع كفاءة وفعالية الإعلام العربي في ممارسة أدواره المنوطة به أو المفترض قيامه بها، بالإضافة إلى الدعوة إلى أن يكون الإعلام جزءا من منظومة الحماية وإحدى ركائز الأمن القومي.

وناشدت التوصيات بعصرنة التراث من خلال المحافظة على التوازن بين التحديث وحفظ ثقافة الوطن وهويته العربية والإسلامية والذي أصبح اليوم يمثل تحديا كبيرا ومتصاعدا، وكذلك وضع الضوابط والشروط التي تطلِقُ الحرية لوسائل التواصل الاجتماعي وبما يسمح لها المشاركة الفاعلة في دعم ومناصرة العديد من القضايا الوطنية، ثم توظيف التقنية لبيان قيمة اللغة تاريخيا وإسهاماتها في مجال العلوم عبر التاريخ الناصع للأمة.

ودعت التوصيات إلى الاهتمام بتعليم الأبناء تاريخهم من خلال التركيز على الجوانب المشرقة لهذا التاريخ، والحرص على إبراز إسهامات العلماء المسلمين والعرب في مجالات العلوم المختلفة.

وكان اليوم الأخير من المؤتمر، قد شهد تنظيم ثلاث جلسات، تحدث في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور خالد يوسف الملا، المدير العام لمركز قطر للتراث والهوية، الدكتور ميسرة طاهر، مدير بيت المشورة للاستشارات النفسية بالسعودية عن "التكنولوجيا والأسرة والهوية"، بينما تحدثت الدكتورة بيترا أكزل الأستاذة بجامعة العلوم الاجتماعية والعلاقات الدولية في بودابيست عن إدمان الإعلام وتأثيره على الهوية. 
وشدد ميسرة طاهر على أن الثقافة هي المكان الأساسي لوجدان أي مجتمع، وتعبر عن العمق التاريخي والمتراكم في المجتمع، وهي تعبر عن الهوية والانتماء الوطني، منبها إلى أن العولمة الثقافية تعتبر تهديدا للهوية القومية من خلال محاولة تحويل نمط الحياة، إلى نمط حياة غربي. 
ودقّ ميسرة ناقوس الخطر الذي يهدد ضعف العلاقة بين الأبناء والآباء بسبب التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث أضعفت قدرات الأبناء على التوجيه الذاتي وصاروا أكثر تبعية لما يُقدّم لهم، كما أنها قلّلت من قدراتهم اللفظية وزادت سلبيتهم. 
أما الباحثة الهنغارية بيترا أكزل، فلفتت إلى أن التحولات المتسارعة بفعل التقنية تشير إلى نوع من التفكك، وهو ما يعانيه الآباء في أوروبا على حدّ تعبيرها، منوهة بأن هذه الأجهزة (تقصد الحواسيب والهواتف النقالة) لا ينبغي أن تكون ذكية، بل الإنسان هو الذي ينبغي له أن يكون ذكيا، مشيرة إلى أنه في هذا العصر أصبحت الأجهزة هي الصديق الأول للأطفال، وتتخطى كونها مجرد أدوات، معربة عن خشيتها من أن تسيطر عليهم وعلى ثقافتهم. 
وذكرت بيترا، أننا حاليا افتقدنا عصر القصص التي تشكل شخصية الطفل. 
وأثناء الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور وليد الحديثي، خبير ثقافي بوزارة الثقافة والرياضة، تحدث فيها السيد علي عبدالله خليفة من مملكة البحرين، ورئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي عن "وسائل التواصل الاجتماعي وتأكيد هوية النشء" أما الدكتورة حنان الفياض، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر، فتطرقت إلى "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الهوية". 
وناقش علي عبد الله خليفة في ورقته، فعالية وسائل التواصل الاجتماعي والأثر الكبير لتكنولوجيا الاتصال، مشيرا إلى أنه صار من المستحيل تصور الحياة المعاصرة دون هذه الوسائط التي أسهمت في تقريب المسافات وإنجاز المهام في أوقات قياسية. 
من جهة أخرى، نبه خليفة إلى مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، التي لخصها فيما ينتج عنها من أمراض العزلة والإدمان والعدوانية، داعيا إلى مواجهة هذه الأخطار بتعزيز الهوية وثوابت العقيدة. 
وتحدثت الدكتورة حنان الفياض، عن الأثر المتبادل بين الهوية الذاتية للفرد، والهوية الوطنية للمجتمع. 
وقالت الدكتورة حنان فياض: "إذ كان البعض يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلبا في تشكيل الهوية الوطنية للمجتمعات، وفي هذا قدر من الصحة، لكننا يجب أن نقرّ بالتأثير الإيجابي لهذه الوسائل في تشكيل الهوية، حيث يلتقي المثقفون والمفكرون ورجال الدين والسياسة والشباب، ويساهم هذا اللقاء في غرس القيم النبيلة والتبشير بها وذلك باستخدام هذه الوسائل لمحاربة الفساد والإلحاد والمظاهر السالبة". 
وتم تخصيص الجلسة الأخيرة لنشطاء التواصل الاجتماعي بمشاركة الإعلاميين حسن الساعي، عبدالعزيز آل إسحاق والخبير التربوي الدكتور عبدالرحمن الحرمي، فيما أدار اللقاء الإعلامية موزة آل إسحاق. 
وأبرز عبدالعزيز آل إسحاق، أن المسؤول عن حماية الأبناء هم الآباء، معتبرا إياهم بمثابة "حائط الحماية"، داعيا إلى الاستفادة مما توفره بعض الجهات الحكومية من تطبيقات تفيد الأبناء. 
في حين أن حسن الساعي، دعا إلى الالتفات إلى فئة الشباب وإشراكهم في مثل هذه اللقاءات والاستماع إليهم، ومنحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم. 
أما عبدالرحمن الحرمي، فشدد على أن "تشفير" العيون والقلوب، أولى من تشفير أجهزة الأطفال، محذرا من مقولة "السلام بأي ثمن" مع الأبناء بإلهائهم بالأجهزة الإلكترونية وخطورتها التربوية. 
وثمنت الإعلامية موزة آل إسحاق، تفعيل التوصيات والخطوات التي تم اتخاذها في هذا المؤتمر. 

شارك الخبر على