٥ تحديات تواجه الرئيس العراقي الجديد

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يعقد العراقيون الكثير من الآمال على الرئيس العراقي الجديد برهم صالح، في انتشال هذا البلد الذي عانى الكثير خلال السنوات الماضية والنهوض به، فانتخاب برهم صالح وتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، يمثل بداية حل وإنهاء الأزمات في البلاد.

وصول صالح إلى كرسي الرئاسة يأتي في ظل مشهد سياسي معقد يحمل الكثير من الخلافات بين الأحزاب، هذا المشهد وضع الرئيس الجديد الذي تسلم مهام منصبه أمس، أمام العديد من التحديات والأزمات التي عليه مواجهتها للسير في الطريق الصحيح للوصول بالبلاد إلى الاستقرار.

ثغرات دستورية

أول التحديات التي تواجه برهم صالح، تلخصت في آخر كلمات الرئيس السابق فؤاد معصوم، الذي سلم صالح مهامه، وهو التشديد على حاجة الدستور إلى تعديل جذري.

ففي أثناء مراسم تسليمه مقاليد المنصب لصالح أمس، أكد أن "ممارسة صلاحياتنا خلال السنوات الأربع الماضية، وبعيداً عن أي تدخل خارجي، كشفت جملة من الثغرات الدستورية كانت سبباً في عرقلة وإعاقة عمل الدولة ومؤسساتها بشكل سليم".

اقرأ أيضا : «كردستان العراق» على موعد مع أول برلمان بعد انهيار حلم الانفصال 

وباعتبار أن الدستور هو القانون الأساسي والأعلى، فيرى معصوم أنه في حاجة ماسة إلى المراجعة والتعديل بهدف التطوير ومعالجة الثغرات والنواقص ومواكبة التطورات القانونية العالمية. 

معصوم أوضح أن الأزمة السياسية الحالية هي أساساً ذات جذر دستوري أو قانوني، وفاقمها غياب لجنة التعديلات الدستورية عن الوجود من دون أن تنجز مهامها، ووجود تفسيرات متباينة حول هذه المادة الدستورية أو تلك ما سمح بالتدخل في إساءة توظيفها أحياناً، حسب "الشرق الأوسط".

"داعش والإعمار"

صحيفة "فايننشال تايمز" أشارت إلى تطورات الوضع في العراق بدءا من انتخاب الرئيس العراقي الجديد برهم صالح وتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، حيث أشارت إلى أن عبد المهدي وصالح يعتبران من قدامى السياسيين المحنكين في مرحلة ما بعد صدام حسين.

الصحيفة أوضحت أن عبد المهدي وصالح يواجهان تحديات كبيرة من بينها إعادة بناء المدن المتهالكة، وتطوير البنية التحتية للخدمات العامة، ودمج الميليشيات التي شكلت لقتال تنظيم "داعش" .

ومن أبرز التحديات التي يواجهها صالح والحكومة، مطاردة فلول تنظيم داعش، بعد أن تمكن العراق من تحرير أراضيه من التنظيم الإرهابي في نهاية العام الماضي، إلا أن عودة بعض الفلول ما زالت تؤرق السلطات العراقية.

اقرأ أيضا : «الدبلوماسية العراقية» في مأزق بعد حديث وزير خارجيتها بالأمم المتحدة 

من بين الملفات والتحديات الهامة أيضا، ملف إعادة إعمار العراق بعد تحريره من الإرهاب، خاصة أن المجتمع الدولي عقد خلال الشهور الماضية مؤتمرا دوليا لجمع الأموال لإعادة العراق، بعد الدمار الذي لحقه بسبب الأعمال الإرهابية لداعش.

وتنتظر القيادة العراقية الجديدة، ملف التدخل الإيراني وانتفاضة الشعب العراقي خلال الفترة الماضية، ضد هذا التدخل الإيراني في شؤون بغداد.

تحدي البصرة

محافظة البصرة تعتبر من الملفات الهامة، فتلك المحافظة المنتفضة تشهد ازديادًا ملحوظًا فى حالات الإصابة بالكوليرا نتيجة لزيادة نسبة الملوحة فى مياه الشرب، مما أدى إلى حدوث حالات تسمم كثيرة.

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش أوضح أنه سيكون بمقدور الحكومة الجديدة توحيد البلاد والشروع في إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة تضمن نجاح مكافحة الفساد وتعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير الخدمات، وفقا لـ"سبوتنيك".

الرئيس برهم صالح الذي انتخبه البرلمان يحظى باحترام كل من الولايات المتحدة وإيران، الخصمين اللدودين اللذين غذى تنافسهما على النفوذ في العراق النزعة الطائفية، وفقا لـ"رويترز".

مع اكتمال الرئاسات الثلاث في العراق واختيار سياسي كردي يحظى بالاحترام رئيسًا جديدًا للعراق، وتعيينه لشخصية توافقت عليها الآراء لرئاسة الوزراء واختيار أصغر رئيس برلماني محمد الحلبوسي، يمكن أن يتيح فرصة مهمة للبلاد لتحقيق الاستقرار بعد سنوات الصراع الطائفي والحرب والاضطرابات الاقتصادية.

اقرأ أيضا : العراق «الخاسر الأكبر» من العقوبات الأمريكية على إيران

شارك الخبر على