كفاءة أمير مرتضى تفضح فشل الخطيب في إدارة الكرة بالأهلي

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

كتب - محمد صيام

المناضل الأمريكى الراحل مالكوم إكس له كلمات رائعة قالها فى ستينات القرن الماضى تقول إن وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير.

والإعلام وحده هو من يستطيع أن يمنح من يشاء كل القداسة والهيبة والكفاءة ولديه القدرة على أن يسحبها ممن يريد دون أى اعتبارات أو مساءلة لدرجة بخس حقوق الآخرين وإهدار ما يبذلونه من جهد وهذا الموسم يقدم الزمالك نموذجا رائعا على المستوى الإدارى يتجاهله الكثيرون عن عمد أو بجهل - يستوى الأمران - وتحديد فى إدارة الكرة التى أصبحت فى أوروبا أهم من من كل الجوانب الفنية وحتى الإمكانات المالية وتحديدا ما يعرف باسم المدير الرياضى أو مدير الكرة ولا يوجد فريق وصل لأعلى درجات التألق والمجد والإبهار على المستوى العالمى إلا وكانت كلمة السر لمدير الكرة أو المدير الرياضى، وليست اللاعبين ولا الجهاز الفنى.

وكثير من الفرق الكبيرة فى أوروبا تقدمت بفضل المدير الرياضى ومدير الكرة الكفء مثل اليوفى ونابولي وبرشلونه وتشيلسى، والعديد منها إنهار عندما خسرت كفاءة المنصب مثل الميلان وريال مدريد فى فترات ليست بعيدة والنموذج الأخير أشبيلية الذى تراجع لحد الانهيار برحيل مونشى لروما، وهو منصب غاية فى الخطورة كفاءة من يشغله تحدد مستقبل النادى وقدرته على تحقيق الأهداف بالكامل والطموحات مهما كانت صعوبتها.

والزمالك يمتلك واحدا من الأكفاء فى منصب المشرف على الكرة، أمير مرتضى، الذى قدم الكثير للنادى منذ توليه المنصب لكن أحدا لا يعلم ولا يعرف ولا يريد أن يقيمه كما يستحق، ففى الوقت الذى حقق للفريق الاستقرار الكامل على المستوى الإدارى وصنع حصانة وحماية للجهاز الفنى من مغامرات رئيس النادى، لأول مرة لا يتعرضون للانتقاد العلنى منه ويخسر المدير الفنى كل هذه النقاط ولا يتعرض للإقالة، ويستبعد من تشكيل الفريق أسماء بحجم أيمن حفنى وكهربا من قبل وعبدالله جمعة وأحمد مدبولى ولا يسمع لهم صوت، ويتخلص من نجوم ثقيلة الوزن ولا يرتبك الفريق مثل الشناوى وعلى جبر وباسم مرسى وشيكابالا.

وهذه أشياء تدلل على أن ملف الكرة يديره أمير مرتضى بكفاءة عالية لكن الأهم أنه فى الوقت الذى صنع فيه الاستقرار للزمالك على المستوى المالى والفنى، ودعمه بصفقات رائعة، فإنه تسبب فى اهتزاز منافسه الأهلى بمفاوضاته أو بدقة أكثر مع نجميه الكبيرين عبدالله السعيد وأحمد فتحى فحرمه من الأول وتسبب فى تمرد الثانى عليه لينزع من إدارته كل الهيبة بل ويكشف مدى ضعفها أمام الجميع ومحدودية فكرها، كل ذلك حدث بإجادة عالية لا يقدر عليها إلا شخص يمتلك من الذكاء الإدارى الكثير ولديه موهبة استثنائية رغم أنه لم يلعب الكرة ولم يمارسها على المستوى الاحترافى، لكن منذ متى والممارسة شرط النجاح فكل الذين أجادوا فى هذا المنصب أوروبيا غالبيتهم لم يلعبوا الكرة.

وبمقارنة بسيطة بين أمير مرتضى ومن يشغل المنصب فى الأهلى وهم كثيرون ويملكون التاريخ الكبير بداية من محمود الخطيب، رئيس لجنة الكرة والمشرف عليها مرور بزيزو، المدير الرياضى، وما بينهما علاء عبدالصادق، وحسام غالى، وعلاء ميهوب، نهاية بمحمد يوسف، فإن كل هؤلاء إذا وضعوا فى كفة وهو فى أخرى لرجح ميزانه وطبت كفته بعدما لاحقهم الفشل فى ملفات عديدة، لعل أهمها التجديد للاعبين ومؤمن زكريا النموذج أو إيقاف استياء اللاعبين من أمور كثيرة والعجز الشديد الكبير فى صفقات دعم الفريق.

أمير مرتضى نموذج رائع فى الإدارة ومشروع مدير رياضى من طراز فريد ليس فى مصر فقط وإنما على المستويين العربى والإفريقي لكن أزمته تكمن فى أن الإعلام لا يسانده.

شارك الخبر على