جوني الإنجليزي.. أي مبعث سارٍ تقصده الكوميديا

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

سنان باسم
أي مبعث سارٍ تقصده الكوميديا ‏في نفس المشاهد ، والغاية ‏بيضاء هدفها صنع الضحك ‏والارتياح ، من فيلم لاتكلف نفسك ‏في متابعته ، سوى الاستمتاع ‏بقراءة الترجمة ، وتفسير ‏مايبتغيه المؤلف في مضامين ‏الحوار ، فيلم " ‏Johnny ‎English Strikes Again‏ " ، ‏محصلة كوميديا للممثل البريطاني ‏روان أتيكنسون ، الممثل الذي ‏توفي بعدد أعماله ، ونال من ‏الشائعات الدرك الاسفل منها ، ‏حيث الموت دون سواه , الفيلم ‏يمر على مراحل من الترحال ‏والبحث ، من بريطانيا الى اجواء ‏فرنسا الخلابة ، والقصة تنطلق ‏من هجوم قرصنة الكتروني ؛ ‏تتعرض له الاستخبارات ‏البريطانية ، بعد فضح عملائها ‏على مستوى أوروبا والعالم تحت ‏اسماء وشخصيات سرية ، ليصل ‏الأمر الى أعلام رئيسة الوزراء ‏بالأمر لتسارع باصدار امر ‏بضرورة التحرك ، المؤلف هنا ‏استند على أمر مطروح في سياق ‏مختلف الأفلام وهو الاتكاء على ‏شخصية مستقيلة من العمل الاستخباري ، ‏وهي القادرة على فك اللغز أو قتل ‏الغول إن وجد ، لينتهي الامر عند ‏جوني الذي أصبح يدرب الصبية ‏في إحدى المدارس الداخلية فن ‏الاختفاء وصناعة الافخاخ ، إذ ‏تصله رسالة تطلبه الى لندن على ‏وجه سرعة .‏المرحلة الثانية تبدأ بالتكليف ‏وشرح أبعاد العملية ، وكأن ‏الأمر مشابه الى جيمس بوند ( ‏‎007‎‏ ) ، ليختار جوني مساعده ‏وينطلقا بالبحث عن الفاعل ‏الحقيقي في إفشاء اسماء وصور ‏العملاء البريطانيين السريين ، ‏لتظهر أول بوادر المؤامرة من ‏خلال سفينة تتوسط البحر في ‏جنوب فرنسا والتي يتضح أمرها بأنها هي التي تحمل المستقبلات والمرسلات السرية التي كشف من خلالها أمر العملاء ، ومن هنا تبدأ ‏المغامرات التي تتكشف فيها ‏الخيوط الاولى ، في اتضاح أمر ‏الاستخابرات الروسية وتورطها ‏بالأمر , من خلال حديث العملية ‏السرية ‏Ophelia ‎‏ الروسية ‏المتحجرة القلب والمشاعر كعادة ‏هوليوود في ابراز وترسيخ ‏الصورة النمطية الباردة للعميل او المواطن السوفيياتي سابقاً والروسي حالياً حيث ‏تؤدي دورها الممثلة ‏Olga ‎Kurylenko ، اذ ينساب المؤلف ‏والمخرج على حد سواء الى ‏مسار جيمس بوند في الموسيقى ‏والاداء واستخدام السيارة ‏والادوات ، إذ تبدو السخرية على أعلى مستوياتها ، بالإضافة الى ‏ملاحقة العميلة الروسية لجوني ‏الذي يتصرف برفعة الانكليز في ‏مواجهة برود الروس ، وليستمر ‏الصراع وتستمر الملاحقة ، حتى ‏يظهر للعيان ‏Jason‏ والذي يلعب ‏دوره Jake Lace، ذلك ‏المهندس الشاب الغني والذكي ، ‏والذي يتضح فيما بعد بأنه ‏المتورط في كل عمليات القرصنة ‏والعبث بحركة السير في شوارع ‏لندن ، إذ تطلبه بشكل شخصي ‏رئيسة الوزراء البريطانية بعد أن تنطلي عليها الحيلة ، ‏وتحاول تقديمه الى زعماء ‏ورؤساء العالم في أحد ‏الاجتماعات التي ستحتضنها ‏اسكتلندا ، ظناً منها بأنه سيطرح ‏منهجاً جديداً لحماية بلدانهم من ‏المخاطر ، لتتعقد مهمة جوني في ‏البحث واقناع الحكومة البريطانية وعلى رأسهم رئيسة الحكومة ‏بأن الخبير الشاب متورط في ‏عمليات القرصنة تلك .هذا الفيلم الذي حصل على تقييم ‏‎6.3 ‎‏ ‏بحسب موقع ‏IMDb افتقر الى ‏حبكة الكوميديا الضاربة ، وأضاع ‏المتلقي متاهات بعض المشاهد التي ‏غيرت من ثوابت بعض ‏الشخصيات ، ليسحبنا أيضاً الى ‏مساحة سياسية شغلت العالم ‏حالياً ، تمثلت بتدخل الروس في ‏الانتخابات الاميركية وتشويه ‏صورة الروس في مختلف ‏المحافل السينمائية والدرامية ، ‏ليتماشى الفيلم مع زخم النتاجات ‏التي سبقته متناولا بالقصدية ‏الخشنة ، صراعاً بريطانياً روسياً ‏، ليعيد الى الاذهان أيام الحرب ‏الباردة ، وليحذف من أذهاننا ‏براءة المحتوى الكوميدي كما ‏عهدناه على يد " مستر بين " ‏ودبه الصغير الذي يعبث معه ، ‏الى العبث مع دب روسي كبير يسير على ‏نهج ( كل شيء مباح في الحب ‏والحرب ) .‏

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على