رحيل «القبضة الحديدية» في الكنيسة القبطية

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

في وسط الأحداث المتلاحقة التي تمر بها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، منذ واقعة قتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، يأتي خبر وفاة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، وسكرتير المجمع المقدس لمدة 27 عاما، في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، عن عمر تجاوز السادسة والسبعين، إثر تعرضه لأزمة قلبية وفق ما أعلنت الكنيسة، ليضفي مزيدا من الصخب داخل الأوساط الكنسية، نظرا لتاريخ المطران الراحل الطويل، وعمله كرئيس للجنة الحوارات المسكونية مع الكنائس الأخرى، وتوليه المحاكمات الكنسية سابقا، حتى إنه لقب بـ«الرجل الحديدي».

برحيل الأنبا بيشوي، مع الأنبا إبيفانيوس الذي عينه البابا تواضروس قبل رحيله بشهور ليكون مراقبا للحوارات التي تجريها الكنيسة القبطية مع الكنائس الأخرى، تكون كنيسة الإسكندرية فقدت المتحدثين باسمها في الحوارات اللاهوتية، مما يعني أنه سيبدأ عهدا جديدا من بعدهما.

ومثل الأنبا بيشوي اتجاه البابا الراحل شنودة الثالث، المتشدد تجاه الكنائس الأخرى، حيث اشتهر كثيرا بتصريحاته المثيرة للجدل ضد الطوائف المسيحية الأخرى، لذا لم يحدث جديد في مكلف الحوار. 

من هو الأنبا بيشوي؟

ولد مكرم إسكندر نقولا، في 19 يوليو 1942، بمدينة المنصورة، ولكن والده أصلا من دمياط، وهو من عائلة الشهيد سيدهم بشاي، أحد شهداء الكنيسة في دمياط، توفي والده وهو في سن الرابعة، تولى تربيته عمه ألفونس نقولا.

تلقى دراسته الأولى في بورسعيد، ثم جاء إلى الإسكندرية حيث حصل على بكالوريوس الهندسة، قسم كهرباء، بتقدير امتياز عام 1963، من جامعة الإسكندرية، وعُيِّنَ معيدًا بكلية الهندسة بالإسكندرية، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية، في 28 مايو 1968 م.

وفق جدول ترقي الرهبان المتبع في عهد البابا شنودة، ترهبن مكرم إسكندر، في دير السيدة العذراء «السريان»، بوادي النطرون، باسم الراهب توما السرياني في 16 فبراير 1968، ورسم كاهنا بدرجة «قس» في 12 أبريل 1970، ونال رتبة «قمص» أي مدبر في 17 سبتمبر 1972، ورسم أسقفا بعدها بأيام في 24 سبتمبر، أي أنه في 4 سنوات فقط تحول من مكرم إسكندر، إلى الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ، ثم ترقى لدرجة مطران في 2 سبتمبر 1990، مع الأنبا باخوميوس مطران البحيرة.

بيشوي ذراع البابا الحديدية

كان الأنبا بيشوي واحدا من الأساقفة والكهنة الذين صدر بحقهم قرار اعتقال ضمن قرارات 5 سبتمبر 1981، بعد إلغاء قرار التحفظ على البابا شنودة وخروجه من دير الأنبا بيشوي في 6 يناير 1985، اختاره البابا، في نفس العام ليكون سكرتيرا للمجمع المقدس، خلفا للأنبا يوأنس مطران الغربية الراحل، الذي غضب عليه البابا بسبب قبوله الدخول في عضوية اللجنة الخماسية لإدارة الكنيسة وقت صدور قرار التحفظ من الرئيس السادات، وكان يوأنس من تيار فتح الحوار مع الكنائس الأخرى.

طوال 27 عاما، تولى الأنبا بيشوي المحاكمات الكنسية، وحصل بسببها على لقب «الرجل الحديدي»، حيث لم يترك صوتا من الأساقفة أو الكهنة يظهر كواعظ أو معلم، وحاكم بعض الأساقفة على أخطاء إدارية، ومن هؤلاء الأساقفة الأنبا إيساك الأسقف المساعد بالقليوبية سابقا، وأسقف عام البحيرة حاليا، والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، والأنبا متياس أسقف المحلة، والأنبا تكلا أسقف دشنا، كما تولى محاكمة الدكتور جورج حبيب بباوي الأستاذ بالكلية الأكليريكية إلى أن تم عزله من الكنيسة عام 2006. 

مسؤوليات ومناصب

مثل الأنبا بيشوي الكنيسة في عدة مؤتمرات بالخارج، واختير عضوا بعدد من المجالس العالمية، وكان أستاذا لمادتي اللاهوت والمسكونيات في الكليات الأكليريكية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور وشبين الكوم، ومسؤول لجنة الحوار اللاهوتي، ومثل الكنيسة في كثير من اللقاءات والحوارات اللاهوتية مع كنائس الروم الأرثوذكس، والكنائس البروتستانتية، والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجليكانية.

الترشح للبطريركية

كانت أوراق ترشح الأنبا بيشوي ضمن 17 مرشحا، عام 2012، إلا أن لجنة اختيار المرشحين استبعدته من القائمة النهائية التي ضمت 5 مرشحين فقط. 

الظهور الإعلامي الأخير

ظهر الأنبا بيشوي للمرة الأخيرة عبر قناة مار مرقس، ليعلن القرارت ضد الراهب المجرد يعقوب المقاري ويؤكد أنه تولى لجنة الإعلام لكنه مسؤول عن لجنة التشريع الكنسي، ولجنة الحوارات المسكونية، بالمجمع المقدس.

شارك الخبر على