ماذا تكشف إهانة ترامب لمراسلة «إيه بي سي نيوز»؟
ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير
إهانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للنساء، ليست بالأمر الجديد، فخلال حملته الانتخابية في 2016، انتشر تسجيل صوتي مسرب له، وهو يهين النساء.
ودائمًا ما كان ترامب ينفي هذه التهمة عن نفسه، ويؤكد احترامه لهن، إلا أن طريقة تفكيره تكشفت للجميع خلال مؤتمر صحفي عقده الإثنين الماضي، في البيت الأبيض، حيث أعلن ترامب عن التوصل لاتفاقية جديدة للتجارة الحرة في أمريكا الشمالية.
وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن ترامب كان متحمسًا، ومستمتعًا بالإشادات التي نالها، حتى إنه قرر استقبال بعض الأسئلة من الصحفيين.
ودعا ترامب سيسيليا فيجا مراسلة شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، لطرح سؤال، ونشر البيت الأبيض النسخة الأصلية من الحوار، حيث أشار ترامب إلى فيجا بعد اختيارها لطرح سؤال، قائلا "لقد صُدِمت أنني اخترتها، إنها في حالة من الصدمة".
لترد فيجا "أنا لست كذلك، شكرا سيدي الرئيس"، وأجابها ترامب مستهزئًا "لا بأس، أنا أعلم أنك لا تشكرينني، أنتِ لا تفعلين ذلك أبدًا"، لتستنكر فيجا إجابة ترامب، قائلة "عفوًا؟"، لكن ترامب تدارك الموقف وطلب منها استكمال طرح الأسئلة.
بعد ذلك، في صباح يوم الثلاثاء، أصدر البيت الأبيض نسخة مصححة من الحوار، وهي تعكس ما قاله ترامب بالفعل، إلا أنها جعلت الأمور تبدو أسوأ.
اقرأ المزيد: تصرفات ترامب «غير المنطقية» تهدد الولايات المتحدة
حيث استبدل البيت الأبيض بعبارة "لا بأس، أنا أعلم أنك لا تشكرينني، أنتِ لا تفعلين ذلك أبدًا"، التي قالها ترامب، عبارة "لا بأس، أنا أعلم أنك لا تفكرين، أنتِ لا تفعلين ذلك أبدًا".
وقالت "سي إن إن" إن هناك ثلاثة دروس يمكن تعلمها أو يمكن إعادة تسليط الضوء عليها من خلال هذه المحادثة التي وصفتها بـ"القصيرة لكن مهمة".
1- ترامب متنمر
ترى الشبكة أن تقدم الرئيس في السباق الرئاسي لعام 2016، كان مدفوعًا بشكل كبير بواسطة تصرفاته التي تدل على تنمره بشكل واضح، حيث وصف جيب بوش حاكم فلوريدا السابق بـ"الكسول"، واتهم السيناتور الجمهوري تيد كروز بالكذب.
مضيفة أن ترامب قام، خلال الحملة الانتخابية، باعتماد توجيه الإهانات والسخرية كاستراتيجية سياسية، وأشارت إلى أن الناس كانت متصالحة مع ذلك، طالما أنهم لم يكونوا هم من يتعرضون للتنمر.
وظهرت صفة التنمر واضحة خلال واقعته مع مراسلة "إيه بي سي نيوز"، حيث كان ترامب محاطًا بمؤيديه، بينما كانت "فيجا" مراسلة وحيدة تقف لطرح سؤال.
وحاولت أن تسأل ترامب عن الصراع الدائر في الكونجرس للموافقة على تعيين بريت كافانو مرشحه للمحكمة العليا، لكنه رفض الإجابة، لأن السؤال لم يكن يدور حول الصفقة التجارية.
اقرأ المزيد: ترامب يطرد مراسل «سي إن إن» من مؤتمر صحفي (فيديو)
وتُشبّه الشبكة الأمريكية هذا الموقف بحوادث التنمر في المدارس، حيث يكون شخص ما في موقع قوة، ويقرر هو ورفاقه أن يسخر من شخص يقوم بعمله.
2- ترامب لا يفهم كيف تعمل وسائل الإعلام
ما حدث بين ترامب و"فيجا" يوم الإثنين ليس أمرًا جديدًا، حيث فعل الأمر نفسه في الأسبوع الماضي في مؤتمره الصحفي في نيويورك مع مراسلة "سي إن إن" كيتلان كولينز.
ودائمًا ما يستفسر ترامب من المراسلين عما إذا كانوا سيسألونه "سؤالًا جيدًا أم سؤالًا سيئا"، وما يعنيه بذلك بسيط، هل السؤال سيكون هو الذي يريده أم سؤالا آخر لن يعجبه؟ وبالتأكيد سيكون سؤالًا حول موضوع لن يهتم به أي مراسل حقيقي، حيث ترى الشبكة أن "المراسل يطرح السؤال الذي يعتقد أنه من المهم أن يعرف الجمهور إجابته".
وحاولت كل من "فيجا" و"كولينز" أن يسألاه أسئلة حول كافانو، حيث يعد تعيين قاضي في المحكمة العليا قضية مهمة، لكن ترامب رفض الرد عليهما لأن الأسئلة لم تكن في موضوعه المفضل وهو التجارة.
3- ترامب لا يعي تأثير حركة "#مي تو"
تقول "سي إن إن" إنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب غير مدرك أو ببساطة لا يهتم بالتحول الثقافي الهائل الذي حدث على مدى الأشهر الثمانية عشرة الماضية، بعد كشف العديد من النساء عن تعرضهن للاعتداء الجنسي من رجال في السلطة.
لكن أحد الدروس المستفادة من حركة "#مي تو" هو أنه يجب الاستماع إلى النساء، ولا يجب أن تتم مقاطعتهن أو تعرضهن للأذى النفسي.
اقرأ المزيد: مخططات الإطاحة بترامب تهز واشنطن.. وإدارته تفشل في تطهير نفسها
وبالنظر إلى ذلك، من المثير للقلق عندما يبدو أن رئيس الولايات المتحدة، وهو شخص تتهمه أكثر من 12 امرأة بأنه تصرف بشكل غير لائق تجاههن، سعيد وهو يحاول إحراج مراسلة تقوم بعملها فقط.
وترى "سي إن إن" أنه لا يوجد أي من هذه الأشياء التي ذكرتها يعد أمرًا جديدًا، لكن في الوقت نفسه لا يعد أمرا طبيعيا، مضيفة "أنه يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإيقاف ذلك".