صحف ومحللون يشككون في تمكن الاتحاد الأوروبي من تجاوز العقوبات الأمريكية على إيران

أكثر من ٥ سنوات فى كونا

من نواب خان

(تقرير اخباري)

بروكسل - 2 - 10 (كونا) -- شككت صحف اوروبية ومحللون في تمكن الاتحاد الاوروبي من تجاوز العقوبات الامريكية على ايران بعد اعلان الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي ونائبة رئيس المفوضية الاوروبية فيديريكا موغيريني مؤخرا عن مقترح لإنشاء نظام دفع خاص يسمح للشركات الاوروبية لاسيما النفطية بمواصلة التعامل مع إيران والالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وجاءاعلان موغريني عقب اجتماع رفيع المستوى عقد في نيويورك في 24 سبتمبر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وتناول آلية تطبيق الاتفاق النووي الايراني والمعروفة باسم خطة العمل المشتركة الشاملة.
وجمع اللقاء وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع نظرائه من الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وهي الدول الخمس المتبقية في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
وقالت موغريني للصحفيين لدى الاعلان انه "من الناحية العملية سيعني هذا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستنشئ كيانا قانونيا لتسهيل المعاملات المالية الشرعية مع إيران وهذا سيسمح للشركات الأوروبية بالاستمرار في التجارة مع إيران وفقا لقانون الاتحاد الأوروبي ويمكن أن يكون ذلك مفتوحا للشركاء الآخرين".
وأشارت إلى "أن المشاركين أكدوا من جديد إرادتهم القوية في دعم المزيد من العمل الذي يهدف إلى تفعيل مثل هذه الآلية ذات الأغراض الخاصة بالإضافة إلى المشاركة المستمرة مع الشركاء الإقليميين والدوليين".
إلا انه حتى الآن لا توجد أي تفاصيل عن موعد وكيفية عمل نظام الدفع المقترح كما أن الصحافة الأوروبية تثير بالفعل الشكوك حول جدواها.
وفي هذا السياق كتبت صحيفة (دير ستاندرد) النمساوية قائلة "إن المخاطر التي ستتعرض لها المؤسسات المالية المشاركة في هذا الكيان هي أكبر بكثير ولذا ألغى عدد من الشركات الأوروبية بالفعل مشاريع في إيران ضمن إطار حرصها على الامتثال للعقوبات" مشيرة الى انه "بدون وجود شركات أوروبية تتحدى (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب علانية فإن الجهود الرامية للحفاظ على الاتفاق النووي ستكون بلا جدوى".
ويشير المحللون إلى أنه بعد قرار إدارة ترامب الانسحاب من خطة العمل المشتركة في مايو الماضي عقد الاتحاد الأوروبي والأعضاء الخمسة المتبقون في الاتفاق النووي الإيراني اجتماعات عدة لتأكيد التزامهم بالصفقة لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على أي خطوات حقيقية وعملية لتجنب العقوبات الأمريكية.
من جهتها رأت صحيفة (دي تغيزيتونغ) اليومية الألمانية انه "بهذا التحرك فإن الاتحاد الأوروبي يكون قد تجاهل الحكومة الأمريكية وبما أن الخلاف التجاري عبر المحيط الأطلسي لا يزال مشتعلا فانه يبدو من غير الحكمة أن يشترك الاتحاد الأوروبي مع ترامب في مواجهة القوة والتي من شأنها أن تزيد من تعريض تجارة شركاتها مع الولايات المتحدة للخطر".
واشتكت إيران عدة مرات من أن الزيادة الموعودة في الاستثمارات والتجارة الأوروبية بعد الصفقة لم تتحقق وانه بدلا عن ذلك ومنذ الانسحاب الأمريكي من الصفقة انخفض الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأمريكي وارتفعت أسعار السلع الأساسية.
ويرى المحللون أن الجولة المقبلة من العقوبات الأمريكية التي تستهدف قطاعي النفط والمال في إيران والتي سيتم تنفيذها في شهر نوفمبر المقبل ستؤدي إلى خلق المزيد من الاضطراب في الاقتصاد الإيراني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه مؤخرا تحذيرا شديد اللهجة أكد فيه أن أي شخص لا يمتثل للعقوبات الأمريكية "سيواجه عواقب وخيمة".
ويعتبر المراقبون أن هيمنة الولايات المتحدة على التجارة العالمية تعني أن المزيد من الشركات والصناعات الغربية ستنسحب من إيران خوفا من عواقب تحدي الحظر الأمريكي. (النهاية) ن خ / ر ج

شارك الخبر على