المعارضة السورية ترفض دعوة روسيا للانسحاب من «إدلب» وتقصف حلب

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

في الوقت الذي دخل فيه اتفاق إدلب حيز التنفيذ، كثفت الميليشيات المسلحة قصفها لأحياء حلب المتاخمة والقريبة من خطوط تماس الجبهات الغربية للمدينة، خاصة بعد رفض أكثر من فصيل الانسحاب لوجود قوات روسية بالمنطقة.

"الوطن" السورية، رصدت أمس، خرقًا واسعًا للتهدئة من قبل الميليشيات المسلحة المتمركزة على طول جبهات غرب حلب، والتي أطلقت 9 صواريخ متفجرة سقطت فوق التجمعات السكنية الآمنة في أحياء شارع النيل والأندلس وتشرين والموكامبو ومساكن السبيل بعد منتصف الليل، ما تسبب بحالة من الخوف في صفوف المدنيين العُزَل.

وأكد خبراء عسكريون، أن تصعيد المجموعات المسلحة في حلب هو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاق إقامة منطقة منزوعة السلاح بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يعني أن الجماعات المسلحة تريد أن تنقض على الاتفاق لعدم رضاها على بنوده.

وأوضح الخبراء، أن جبهات حلب الغربية والشمالية والجنوبية مشمولة في الاتفاق، الذي ينص على انسحاب مسلحيها منها بعمق 15 إلى 20 كيلو مترًا، وفقًا للاتفاق الروسي التركي.

اقرأ أيضًا: أوروبا تدخل على خط المواجهة في سوريا.. وتهدد برد عسكري 

في المقابل، أكد مصدر، أن ما يسمى "جيش العزة" رفض تسيير دوريات روسية في مناطق سيطرة الإرهابيين بالمنطقة العازلة التي اتُفق عليها في "سوتشي"، وطالب أن تكون المنطقة العازلة مناصفة بين المسلحين والجيش.

وأوضح المصدر، أن أي خرق لـ"اتفاق إدلب" يقدم عليه الإرهابيون سيقابله الجيش بالنار، وبتسديد ضربات نارية موجعة لهم في مختلف المحاور والمناطق، بحسب الحياة السعودية.

إلى ذلك، أبلغت الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم أبرز الفصائل المعارضة في محافظة إدلب ومحيطها، الجانب التركي رفضها أي تواجد روسي في المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة، بموجب اتفاق أبرمته موسكو وأنقرة قبل أسبوعين.

وجنّب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في 17 أغسطس، محافظة ادلب هجومًا واسعًا أشارت إليه الحكومة السورية خلال الأسابيع الماضية.

وينص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلو مترًا على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة روسية.

اقرأ أيضًا: هل ينهي الاتفاق بين روسيا وتركيا الحرب في سوريا؟ 

وتعكس المواقف الرافضة للاتفاق، حالة من الإرباك في صفوف الفصائل المعارضة، بعدما كانت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير رحبت بمضمونه وأكدت استعدادها التعاون مع تركيا لتطبيقه، وإن كانت أبدت في الوقت ذاته عدم ثقتها بروسيا.

المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى، قال: إنه تم عقد لقاء مطول مع الحليف التركي بخصوص بنود الاتفاق وموضوع التواجد الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد، بحسب الإماراتية.

وتأسست الجبهة الوطنية للتحرير مطلع شهر أغسطس، وتضم غالبية الفصائل غير الجهادية المقربة من تركيا، أبرزها حركة أحرار الشام وفيلق الشام وحركة نور الدين الزنكي وجيش الأحرار. ويبلغ عديد مقاتليها قرابة ثلاثين ألفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويرى مراقبون أن مصير الاتفاق لتلافي هجوم الحكومة السورية على محافظة إدلب، يرتبط برد فعل المقاتلين الجهاديين في المنطقة، وقد ينهار سريعًا إذا لم تستطع جهود موسكو وأنقرة المشتركة أن تفرض الخطة على الجماعات المتشددة.

اقرأ أيضًا: لماذا ترفض الفصائل المسلحة فى إدلب الاتفاق الروسي التركي؟ 

سنان أولجن دبلوماسي تركي سابق ومحلل لدى مركز كارنيجي في أوروبا، قال: إن المشكلة الأساسية هي المقاتلون الأجانب، لأنه لم يعد لديهم مكان يلجأون إليه، بحسب "رويترز".

وأضاف أولجن، أن تركيا تعلق آمالها فيما يبدو على الانقسامات المحتملة بين الجهاديين، وتتوقع أن المقاتلين السوريين سيكونون أكثر ميلا لتسليم سلاحهم من الأجانب.

وتعكف الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مناطق من ريف حلب الجنوبي الغربي وصولًا إلى الريف الشمالي الغربي، على إطلاق القذائف والصواريخ المتفجرة على أحياء حلب الآمنة، قبل وبعد انسحابها من أحياء المدينة الشرقية نهاية العام 2016.

شارك الخبر على