ورشات أجعوط.. معرضٌ لروائع المنمنمات والزخرفة بالجزائر ..النشرة الثقافية..

أكثر من ٥ سنوات فى أونا

الجزائر في أول أكتوبر /العمانية/ يحتضن رواق باية بقصر مفدي زكريا بالجزائر
معرضاً فنيّاً تحت عنوان "ورشات أجعوط.. الأب والأبناء"، من توقيع الفنان
مصطفى أجعوط وابنَيه أحمد وأمين، يضمُّ أكثر من 70 عملاً فنيّاً، ما بين لوحات
تشكيلية في فن المنمنمات والزخرفة، وقطع أثاث تمّ زخرفتها وتلوينها مع تأثر واضح
بخصوصيات الفن العربي الإسلامي الذي تزخر به الجزائر.
كما تستند الأعمال المعروضة إلى الميراث الزاخر في فنون الخط والزخرفة
والمنمنمات الذي يعود إلى مئات السنين، وما زالت شواهده إلى اليوم، في مناطق
مثل شرشال (تيبازة)، وتيمقاد (باتنة)، ولومبيز (تبسة)، وهي الشواهد التي ساهمت
في تشكيل ذاكرة فنية جماعية في الجزائر.
وقد استخدم أصحاب المعرض الكثير من الأدوات، مثل الخشب والورق والسيراميك
والجلود، لتنفيذ أعمالهم الفنية التي حفلت بمشاهد من الأزقة والحارات القديمة،
ومشاهد مقتطعة من التاريخ، وهذا ما يُمكن للزائر أن يلمسه من خلال عناوين
اللّوحات المعروضة، على غرار "أمنا الأرض" التي أُنجزت انطلاقاً من تقنية
الغواش المذهب على الرق، و"عائلة في مأوى" (غواش على الرق)، و"انتزاع
الأراضي" (غواش مذهب على الرق)؛ وتروي مأساة الفلاحين الجزائريين الذين
عانوا من اضطهاد المستعمرين، و"ساقية سيدي يوسف" (غواش على الرق)؛
وتروي فصولاً من تلك الملحمة التي خطّها الجزائريون والتونسيون في ساقية سيدي
يوسف على الحدود بين البلدين، حين امتزجت دماؤهم إثر قصفهم بالطائرات
الفرنسية سنة 1958، انتقاماً من دعم التونسيين للثورة الجزائرية.
ويُعدُّ مصطفى أجعوط واحداً من أبرز الفنانين المختصّين في المنمنمات والزخرفة في
الجزائر، حيث وُلد سنة 1948 بمنطقة بني ورتيلان (سطيف)، وتلقّى تدريبه
بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة على أيدي أشهر المختصّين في هذا المجال، مثل
محمد تمام، ومصطفى بن دباغ، ومحمد غانم. وتعود أولى أعماله إلى ستينات القرن
الماضي.
وتمتاز رسومات أجعوط بنوع من "الثورة" على الأعمال الكلاسيكية لبعض أساتذته،
حيث تذهب فلسفته الفنية، إلى أنّ إظهار أبعاد الحياة الاجتماعية في رسوماته، أفضل
من توشيتها بالأرابيسك الزهري أو الهندسي.
وقد تُوّجت أعمال هذا الفنان بالعديد من الجوائز، على غرار الجائزة الكبرى للفنون
والآداب (1972)، كما تُزيّن لوحاته الفنيّة جدران أهمّ المؤسّسات الرسمية في
الجزائر، وهو يعكف حالياً، رفقة ابنيه، على المساهمة بتزيين المسجد الأعظم في
العاصمة بأعمال في فنّي المنمنمات والزخرفة.
/العمانية/ 178

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على