رأي الوطن .. كلمة أكدت الرشد السياسي وصواب نهجه
ما يقرب من ٧ سنوات فى أونا
مسقط في أول أكتوبر/العمانية/ قالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إن
السلطنة وضعت قضايا العالم وفي مقدمتها قضايا المنطقة نصب عيني
الجمع الأممي بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين،
حيث أكدت في الكلمة التي ألقاها معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير
المسؤول عن الشؤون الخارجية مرتكزات عدة يمكن أن تقود هذا العالم
المضطرب إلى واحات الاستقرار والأمن والاطمئنان، تبدأ من دور منظمة
الأمم المتحدة في التركيز على مواجهة التحديات وتسوية النزاعات
والصراعات الدولية، وتحقيق السلام الذي يعد ركيزة أساسية للاستقرار
والتنمية، والتوافق مع مبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية،
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ورأت الصحيفة أن أغلب دول العالم تسلم بهذه الرؤية العمانية العقلانية
والحكيمة والمتبصرة في حل قضايا الشعوب، وحلحلة النزاعات، ومن لديه
نظر حيال ذلك، لا يسعه إلا التسليم في نهاية المطاف، ذلك أن القوة
الطائشة أثبتت تاريخيًّا أنها من أفشل الوسائل في تحقيق الأهداف أولًا،
وأنجح الوسائل في ضرب مظاهر الأمن والسلم الدوليين، وتدمير مقدرات
الشعوب، والعبث بالاستقرار، وتمزيق أواصر الشعوب، وتعميق الخلافات
والجراح، وإفساد العلاقات بين الدول. لذلك، العالم بحاجة اليوم إلى وسائل
مختلفة وعملية وفعالة، وليس هناك وسائل أجدى وأقوى وأنفع من
الوسائل المنهجية التي طرحتها السلطنة في كلمتها، والتي يجب أن يكرس
حولها العمل، بداية من صدق النيات والشفافية والصراحة والوضوح،
وبناء الثقة، والتخلي عن النزعات التسلطية، والأنانية، واعتبار العالم
مزرعة خاصة.
ووضحت الصحيفة أن القضية الفلسطينية ـ كما يفهم وتؤكد عليه السلطنة
في كلمتها ـ هي الميدان العملي لتعاون المجتمع الدولي الذي تنشده
السلطنة وغيرها من الدول لإيجاد بيئة مناسبة تساعد الأطراف على إنهاء
الصراع كضرورة استراتيجية ملحة، حيث الظروف القائمة حاليًّا ـ رغم
صعوبتها، وتوقف الحوار ـ باتت مواتية لإيجاد بيئة لنقاشات إيجابية بين
الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى تسوية شاملة على أساس حل
الدولتين، فعدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي إلى استمرار العنف والإرهاب.
كما أن هذه القضية والقضية اليمنية تعدان مقياسًا لصحوة الضمير
الإنساني، وتفاعله مع معاناة الشعبين الفلسطيني واليمني وإدراك الحاجة
الماسة إلى مساعدة هذين الشعبين، والعمل المشترك على إنهاء الوضع
الكارثي وغير المقبول لهما. وفي سبيل ذلك تؤكد السلطنة أنها منفتحة على
المجتمع الدولي، ومادة أياديها بالخير والمساعدة للتخفيف من الأعباء التي
تعانيها شعوب المنطقة والعالم
/العمانية/.