الصفقة المشبوهة وسياسة الاتحاد تحت مجهر خبير وطني

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 أكرم سلمان: كاتانيتش لن يطوّر كرتنا ولا تحاسبوه في الإمارات
 نحن غرباء عن اللعبة بدلالة هزيمة لوف ومرض تاباريز!
 مواجهة الأرجنتين فرصة مجانية للأسود لكسب الثقة
 حاوره في عمّان/ إياد الصالحي
دعا مدرب المنتخب الوطني الأسبق أكرم سلمان اتحاد كرة القدم وزملاءه المدربين والإعلام والجمهور الى التحلّي بالحكمة والصبر عند تناول أية مسألة تخص علاقة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش بمنتخبنا حفاظاً على سمعة اللعبة وبلدنا أمام أنظار ومسامع العالم، لاسيما في قضية التعاقد معه بمبلغ مليون و200 ألف دولار وما أحيط العقد من شبهات لم تؤكّد صحتها حتى الآن أثارت اللغط وأساءت إلى منظومة الكرة العراقية برمّتها. وقال سلمان في حديث لـ(المدى) بمقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمّان: إن الاتحاد أخطأ بتوكيل اللجنة الثلاثية التعاقد مع المدرب السلوفيني، وكان حري به أن يشكّل لجنة من ذوي الاختصاص تدرس العروض المقدّمة من وكلاء المدربين الأجانب وتعطي الخلاصة له لاحقاً، بينما ما حصل هو دراسة عرض كل مدرب بصورة مستقلة وبالتوالي، وتم التفاوض مع مَنْ قَبَل بشروطنا، وبذلك لم يناقش الاتحاد العروض جميعها في سلة واحدة ويفاضل بينها لاختيار المدرب المناسب.وأضاف، عملياً، لا تمتلك اللجنة الثلاثية أية صلاحية لاختيار المدرب، بل يطلع الاتحاد على شهادة خبرته وسيرته، وعندما تحصل القناعة يخوّل اللجنة بالتفاوض مع المدرب، وبرأيي أن المدرسة السلوفينية ليست بمستوى الكرة العراقية، والاتحاد فكّر أولاً بمدرب أعلى مستوى من المدربين المحليين الذين عملوا مع كرتنا للاستفادة منه على صعيد واجبات المدربين واللاعبين، لكن الاتحاد فاجأنا بتعاقده مع مدرب أقل مستوى من المدرب العراقي، وبذلك لن يحصل أي تطوير لكرتنا ولا أتوقع أي فائدة نجني من مدة وجود كاتانيتش مع منتخبنا، وحتى لا نظلمه مبكّراً سنتابع عمله وما الخبرة والنتائج المستحصلة اللتين تشفعان له، علينا أن نعترف بعدم قدرة الاتحاد على توفير احتياجات المدرب الفنية مثلما وفّرها الأشقاء الإماراتيون له ومع ذلك خرج خالي الوفاض من تجربته معهم.لا مقارنة مع فييرا وأوضح، من الصعب عقد مقارنة بين كاتانيتش وفييرا (بطل آسيا 2007) لأن منتخبنا يمرّ اليوم بمرحلة بناء صعبة، وشخصياً عملت سنة ونصف السنة، مع المنتخب قبل أن يتسلّمه البرازيلي فييرا بصورة جاهزة، حيث تصدّرنا تصفيات أمم آسيا ونافسنا في غرب آسيا، وكل شيء كان سهلاً أمام فييرا الذي استمرّ مع المنتخب وحصل على اللقب أول مرة في تاريخ الكرة العراقية، أما كاتانيتش فسيواجه متاعب جمة، أولها معالجة الخلل الكبير في مركز الهجوم، وأمام المدرب وقت طويل لرسم سياسة الأسود، ومن غير المنطقي أن نطالبه بنتائج سريعة.
فريق المستقبلوأشار سلمان الى أن مدة ثلاثة اشهر لا تكفي لترتيب أوراق منتخبنا إذا أردنا أن نبني فريقاً للمستقبل، كنا نتوقع أن يتم التعاقد مع مدرب كبير، لا يُحاسب عن نتيجة أمم آسيا في الإمارات لضيق الوقت. وبما أن الاختيار وقع على كاتانيتش فأمامه فترة مناسبة ليُخبر إمكانيات اللاعبين المحليين كون المدرب الوطني وحده يعرف كيفية العمل معهم في المنتخب والأندية ويعيش ظروفهم وسط البلد، مثل المدرب القدير باسم قاسم الذي حقق رصيداً جيداً من النتائج في مبارياته الصعبة، وكنت من دعاة الإبقاء عليه حتى انقضاء أمم آسيا 2019 وبعدها يصبح الاتحاد حراً في التفاوض مع مدرب كبير لقيادة الأسود.
لوف "البطل المهزوم"ولفت الى أن اتحاد الكرة العراقي لا يصبر على المدربين الوطنيين، ولا يستفيد من تجارب غيره، فالألمان مثلاً أبقوا على يواكيم لوف الذي حقق لقب كأس كأس العالم 2014 لكنه جاء بعد أربع سنوات وهُزم أمام المكسيك وكوريا الجنوبية (0-1) و(0-2) على التوالي وتذيّل المجموعة السادسة وخرج من الدور الأول، ولم تحدث ثورة عارمة لإقصائه، على العكس من تعاملنا مع المدرب، حيث تسحب الثقة منه مباشرة بعد مباراة تجريبية واحدة، فهل نحن أكثر فهماً بكرة القدم من ألمانيا وبقية المنتخبات العالمية؟! وتابع، ماذا لو قاد منتخب العراق مدرباً وطنياً على عكاز كالذي تمسّك به أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب الأورغواي برغم مرضه ولقي الدعم من بلاده وتصدّر المجموعة الأولى بـ(9) نقاط وخرج من الدور ربع النهائي أمام فرنسا (0-2)؟ أكيد لن يمنح المدرب العراقي الثقة، بل لن يمكث يوماً واحداً تحت وابل التقريع، حقاً نحن غرباء عن أجواء كرة القدم، ولو حلّلنا المونديال الفائت، سنجد إننا في وادٍ والكرة العالمية في وادٍ آخر!
تحضيرات مرتبكةوكشف سلمان أن الدوري الممتاز وفق نظامه هذا لا يطوّر لاعب المنتخب، فهو يحتاج الى تطوير عنصري اللياقة والتكنيك ولن يتحقق ذلك بوقت قريب. وهنا أتساءل كم وحدة تدريبية يحتاج كاتانيتش، وهل أن برنامج الدوري يتوافق مع منهاجه عبر التنسيق مع الاتحاد لينتظم مع المباريات؟ صراحة أن عملنا عشوائي والتحضيرات مرتبكة وغير كافية، وعليه لا أحمّل كاتانيتش مسؤولية أي اخفاق في الإمارات ومن الخطأ وضعه تحت الضغط.وأكد ضرورة تحديد الاتحاد العراقي برنامجه للمدى القصير بتلافي سلبيات تصفيات كأس العالم الأخيرة التي سمّى لها خمسة مدربين وطنيين، ويجب أن يوفّر كل مستلزمات نجاح المدرب الاجنبي ويطلب منه النتائج على المدى الطويل، ولابد أن يدع خبرة المدرب تحدّد العناصر المؤهلة لرحلة الدفاع عن العراق في الطريق إلى كأس العالم 2022.
فرصة الأرجنتينوبخصوص قرار المشاركة في البطولة الدولية في الرياض 11-16 تشرين الأول الحالي، قال : هي فرصة مجانية مهمة وفرتها السعودية ليحتكّ الأسود مع الفرق الجيدة وتزامنت مع رغبة المدرب في الاستفادة من اللعب امام منتخبات قوية، وأأمل ألا تجعلوا البطولة تشكّل ضغطاً أيضاً على اللاعبين والمدرب، لدينا من لا يفهم غاية مشاركة العراق أمام منتخبات قوية، اللاعب يكتسب فائدة كبيرة سواء بوجود منتخب الأرجنتين بعناصر كاملة أم نصفها، المهم أن يكتسب اللاعب العراقي الثقة لأنه من الصعب علينا تأمين هكذا مباراة، كم سندفع للعب أمام فريق التانغو لو بادر الاتحاد بذاته لترتيب اللقاء؟ فرصة مهمة علينا استثمارها ولا تتكرر بيسر.
لجنة التحقّق الفنيةورأى مدرب المنتخب الأسبق والمساهم في تأهّل العراق الى مونديال المكسيك عام 1986، أن يخضع برنامج المدرب كاتانيتش إن كان قدّمه بعد التعاقد معه الى تمحيص لجنة متخصّصة من ذوي الخبرة تناقشه في برنامجه، لجنة مستقلة عن لجنة المنتخبات المشغولة بعمل كبير مع المنتخبات الوطنية، نريد لهذه اللجنة أن تتفرّغ لمهمة الوطني حصراً وتضمّ مدربين كباراً بخبرة عالية، تدرس البرنامج وتطبيقه ونتائجه والفترة الزمنية الممنوحة له والمستوى الفني الذي يتحقق منه. وعندما يجد المدرب الأجنبي لجنة علمية وفاهمة تحقّق في عمله عن أمور فنية سيحسب حسابها ويعمل بصورة جدّية ويرفع نسب الانجاز الفني والبدني للاعبي المنتخب. وبشأن وجود المدرب أحمد خلف مساعداً لكاتانيتش، فهو مدرب وطني كفء ومقدرة شبابية جيدة، وبالرغم من أنه ليس مدرباً أول لن يضيف شيئاً للمنتخب أو يؤثر سلبياً فيه فلا ضير من عمله بحكم امتلاكه الخبرة الجيدة في الدوري وسيكتسب معلومات فنية من المدرب الأجنبي حيث سيعمل تحت سيطرته.
صفقة خيانة واختتم أكرم سلمان حديثه: سمعت الكثير عن شبهة صفقة كاتانيتش، ولو كنت مسؤولاً وصاحب قرار في اتحاد الكرة وتأكد لي وجود خيانة في الصفقة سألغي العملية كلها، فليس معقولاً أن مدرباً على مستوى عالٍ يقود منتخب العراق ويعمل على تطويره يرضي أن تتم عملية توزيع نسب من عقده على اشخاص مستفيدين من قربهم له. كيف وقّع على العقد وهو يعلم بذلك، مؤكد أن ثقتي كمسؤول ستنعدم تماماً بالمدرب وأعلن ذلك الى الجمهور، أما أن أعقد مؤتمراً للمكاشفة بملف الخيانة فهذا إجراء غير صحيح ويضرب مصلحة البلد بالصميم، الصحيح لا أطرح الملف بدافع مصلحة شخصية بل عامة، والتقي رئيس الاتحاد بعجالة وأطلعه على حيثيات الموضوع إن كنت أمتلك أدلة قاطعة لا تتعكّز على القيل والقال، ففي هذا الظرف الصعب نحتاج الى جهود الخيّرين ليتمّوا رسالة السلام الرياضي المجتمعي كونها الوسيلة الوحيدة لجمع الشعب العراقي، أما الفساد الذي بات ينخر في مواقع عدة، نتمنى أن تنظف الرياضة منه لأنها أرقى وأنقى.

شارك الخبر على