هل يحقق «يوم الدين» نجاحا في دور العرض أم يكرر فشل «أفلام المهرجانات»؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

«بشاي» رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، وبعد وفاة زوجته المصابة هى اﻷخرى بالجذام، قرر أن يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة صديقه النوبي "أوباما" وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته والوصول إلى قريته بقنا.. بهذه القصة استطاع فيلم «يوم الدين» للمخرج الشاب أبو بكر شوقى، الذى يخوض تجربته الأولى فى الإخراج من خلال العمل، أن ينال إشادات النقاد والسينمائيين، وكل من شاهد الفيلم، وأن يصل بالعمل إلى مهرجان «كان» السينمائي بفرنسا ويشارك فى الدورة الـ71، ولم يكن وجوده مجرد مشاركة فقط، بل نجح فى حصد جائزة «فرنسوا شاليه»، وهى جائزة تمنح للأفلام، التي تتناول قيم الحياة والصحافة.

لم تنته رحلة «يوم الدين» عند هذا فقط، فهو الآن يعرض ضمن فعاليات الدورة الثانية في مهرجان «الجونة السينمائى»، ليكون بذلك العرض الأول له فى العالم العربى، وشهد إقبالا كبيرا من الجمهور والفنانين، الذى حرصوا على أن يشاهدوا الفيلم الذى شارك فى «كان»، ورشحته مصر ليمثلها فى جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وظهرت حفاوتهم بالعمل على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد قالوا عنه إنه «أفضل الأفلام المصرية».. (لمعرفة الفنانين الذين أشادوا بالفيلم من هنـــــــــــا)

الفيلم الذى يجسد بطولته شاب بسيط مريض بالجذام يدعى راضى أمين،  أقام له صناعه عرضا محدودا فى مدينة المنيا، التى تم اختيارها لتكون البلدة الأولى التى تشهد عرض العمل لأنها مسقط رأس بطل الفيلم، وليستطيعوا أيضا أن يحققوا شروط الترشح للأوسكار التى تلزمهم بعرض جماهيرى لمدة أسبوع على الأقل، قبل بداية أكتوبر القادم.. والآن الفيلم الذى احتفى به العالم كله أصبح بين أيدي الجمهور فى كل المحافظات، فهل سيعطيه محبو السينما حقه، ويكونون حريصين على مشاهدة تلك التجربة؟ أم سيكرر العمل فشل ما سبقوه من «أفلام المهرجانات» كما يطلقون عليها، ويحظى بإيرادات ضعيفة ويرفع مبكرا من دور العرض؟

نأمل أن يكسر فيلم «يوم الدين» قاعدة فشل أفلام المهرجانات فى دور العرض، لأن العديد من الأفلام التى شهدت حفاوة العالم وحصدت الكثير من الجوائز فشلت فى السينمات ومنها..

فوتوكوبي

فيلم «فوتوكوبي» الذى يشارك فى بطولته كل من محمود حميدة وشيرين رضا، كان موجودا فى العديد من المحافل الدولية، وكان آخرها مهرجان «كازان الدولي» بروسيا، الذى أقيم فى الفترة من 4 لـ10 من الشهر الجارى، وسافر معه بعض صناعه للمشاركة فى ندوة عن الفيلم ومنهم المخرج تامر عشري، والمنتج صفى الدين محمود، وحصل العمل على العديد من الجوائز فى المهرجانات التي شارك بها، ومنها جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم عربى بمهرجان الجونة السينمائي فى الدورة الأولى له التي أقيمت العام الماضى، فى الفترة ما بين 22 إلى 29 سبتمبر الماضى.

ولكن إذا نظرنا إلى ما حققه الفيلم في دور العرض، فنجده لا شيء، فالعمل وصل إلى المليون الأول بصعوبة، وتم رفعه من دور العرض بعد أسبوعين فقط من وجوده.

يوم للستات

أما فيلم «يوم للستات» الذي فاز بخمس جوائز من 7 مهرجانات دولية شارك بها، منها جائزة الجمهور في «مهرجان الفيلم العربي روتردام»، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان السليمانية الدولي للأفلام بالعراق، وعدد آخر من الجوائز، وكان فيلم افتتاح الدورة الأولى من مهرجان بيروت الدولى لسينما المرأة، فقد فشل فى دور العرض، فحينما طرح في السينمات أواخر عام 2016 وعلى مدى عام كامل لم يحقق سوى مليون و300 ألف جنيه فقط.

الفيلم يشارك فى بطولته كل من إلهام شاهين، وفاروق الفيشاوى، وناهد السباعى، ومحمود حميدة، وهالة صدقي، وهو من تأليف هناء عطية، وإخراج كاملة أبو ذكرى.

أخضر يابس

كان من ضمن الأفلام أيضا التى شاركت فى محافل دولية ولم يهتم بها الجمهور فى السينمات هو فيلم «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد، الذى شارك فى بطولته عدد من الشباب الذين يخوضون تجربتهم الأولى فى التمثيل من خلاله، ولكنه لم يحقق سوى 100 ألف جنيه فى السينمات المصرية، لدرجة أنه رفع من دور العرض بعد أسبوعين من طرحه، على الرغم من حصوله على 25 جائزة دولية ومثل مصر في أكثر من 50 مهرجانا دوليا، منها مسابقة الحاضر في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، كأول فيلم مصري يشارك في هذه المسابقة خلال السنوات السبعين للمهرجان، وما زال يطلب للعرض فى «هامبورج» و«برلين» بألمانيا، و«ستوكهولم» بالسويد، و«ساوباولو» بالبرازيل، وغيرها من الأماكن والمهرجانات.

في النهاية.. نتمنى أن يكون لدى الجمهور المصرى اهتمام بتلك الأعمال، ويفخر بمشاركتها العالمية في المحافل الدولية، وأن يجد صناع تلك الأعمال فى عيون الجمهور القبول والحفاوة، وألا يكون الأمر مقتصرا على صناع السينما فقط، فمن يبحث عن السينما الحقيقية والفن سيجدهما فى تلك الأعمال.

شارك الخبر على