عمليّات تمشيط متلاحقة في ٥ محافظات بعد رصد تحرّكات لداعش

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
منذ أسبوع تجري القوات العراقية حملات عسكرية لملاحقة فلول داعش في "عقد المواصلات" (منطقة تربط 5 محافظات شمالية وغربية)، بعد أن وصلت استعدادات التنظيم الإرهابي لشنّ هجمات إلى مراحل متقدمة.ويتحرك التنظيم الذي أعلن عن نهايته في العراق أواخر العام الماضي، في مسالك وعرة ومعقده من ديالى (شرق البلاد) حتى الحدود السورية (غرباً)، في شريط يصل طوله الى مئات الكليومترات، تتخلله مناطق فارغة أمنيّاً.
وقبل أيام عثرت إحدى العشائر المسلحة ضمن الحشد الشعبي، على جثة رجل كان قد اختطف قبل 10 أيام تقريبا قرب الحويجة، حيث أقام المسلحون هناك حاجزاً وهمياً واعترضوا طريق عدد من السيارات المدنية المتجهة صوب صلاح الدين.ويقول مروان الجبارة القيادي في الحشد الشعبي في صلاح الدين في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس إن القوات التي يقودها شقيقه ونس الجبارة (لواء 88) ذهبت قبل أيام في مهمة أمنية لتمشيط منطقة تقع بين "الفتحة" شمال بيجي، وناحية الرياض جنوب الحويجة.وتمتد المنطقة مسافة 30 كم وتقع في جانبها الجنوبي تلال حمرين الوعرة، وهي منطقة لا تشهد تواجداً أمنياً. ويضيف الجبارة: "حدثت اشتباكات مع بعض المسلحين الذين وجدنا جثثهم في ما بعد داخل مضافة كانت فيها جثه الرجل المخطوف قبل أيام".والجثة تعود لشخص من سكنة شرق تكريت كان في طريقه من الحويجة الى بيجي قبل ان يخطفه "داعش" خلال مروره بسيطرة وهمية. ويؤكد القيادي في الحشد أنهم وجدوا آثار دراجات نارية في "المضافة"، حيث يصعب التنقل بالسيارات في تلك المناطق الجبلية، وهو دليل على هروبهم الى مناطق الحويجة.وكانت عملية تحرير "الحويجة" قبل عام قد جرت بصورة مستعجلة، حيث كانت القوات تستعد وقتذاك للانتقال سريعاً إلى كركوك للرد على قيام الإقليم إجراء استفتاء تقرير المصير، وقدر في ذلك الوقت وجود 3 آلاف مسلح، لكن لم يعثر سوى على أقل من ألف جثة أثناء عملية التحرير.ويشير المسؤولون الأمنيون إلى أن السنوات الأربع التي قضاها "داعش" في الحويجة قد مكنته من بناء أنفاق ومعرفة الطرق جيداً، حيث تمكن من الاختباء وقت وصول القوات الامنية وعاد لتنظيم نفسه بعد ذلك بشكل تدريجي.ويقدر المسؤولين هناك وجود ألفي مسلح اختبأوا في جبال مكحول، حيث يديرون مجموعة من المعتقلات ويقيمون المحاكم الشرعية. ويتحدث مروان الجبارة عن وجود طرق "معقدة" بين الجبال والجزر يتحرك فيها المسلحون من ديالى الى مكحول وجبل الخانوكة والشرقاط والموصل وصولاً إلى سوريا، على منطقة يصل طولها إلى 400 كم.ويقول المسؤول في الحشد إن "أغلب تلك المسافة غير مسيطر عليها أمنياً وفيها ثغرات كثيرة". ويطالب الجبارة بتنظيم عمليات عسكرية كبيرة بمشاركة طيران التحالف من الجو للخلاص نهائياً من تلك الجماعات.
جماعات لدعم داعشأول من أمس أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حيدر العبادي، تنفيذ عمليات ناجحة لملاحقة "فلول داعش" خلال الأيام الماضية. وقال العبادي في كلمة له خلال المؤتمر الأسبوعي إن "النجاح في كسب ثقة المواطن منع داعش من تشكيل أي حاضنة اجتماعية في العراق"، واضاف أن "الإرهاب مازال يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة بأسرها".وقالت مصادر أمنية، أمس، إنه تم تفكيك شبكة تعمل لصالح تنظيم داعش في مدينة الموصل. واعتقلت القوات خمسة أعضاء في الشبكة يقومون بتزويد عناصر التنظيم بمستمسكات رسمية لتضليل الأجهزة الأمنية وتهريب قسم منهم إلى خارج العراق.وضبط بحوزة المعتقلين، بحسب المصادر، هويات أحوال وجنسيات عراقية وسنويات وإجازة سوق وأختام جميعها مزوّر وأقلام خاصة لهذا الغرض. وكان المعتقلون قد ألقي القبض عليهم في الجانب الأيسر من المدينة.كذلك قالت وزارة الداخلية أمس، إنها تلقت معلومات عن قيام داعش بتشكيل تنظيم كقوة ضاربة له في جميع أنحاء العراق بعيداً عن عمل الولايات الخاصة بالتنظيم ولا يتقاطع مع عملها وأوضحت أنّ عمل هذا التنظيم في البداية أمني استخباري، حيث قامت عناصر داعش بتجنيد أشخاص غير مشبوهين وغير معتقلين سابقاً ولديهم خبرات في مجال الحاسوب أو محررين أو صحفيين، بعد انضمامهم الى هذا التنظيم.
مخابئ التنظيموكشفت قيادة عمليات محافظة ديالى أمس عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتعقب خلايا تنظيم "داعش" في ثلاث مناطق واقعة على الحدود مع محافظة صلاح الدين. ومن المحتمل أن تستمر العملية لتصل الى مناطق آمرلي والطوز جنوب كركوك.وقال صادق الحسيني رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة في تصريح لـ(المدى) أمس إن العملية "ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، لأن فلول داعش يختبئون في المناطق الجبلية ويظهرون بعد ذلك".واعتبر المسؤول المحلي أن وجود تلك الجماعات في مضافات بالجبال يمثل خطراً كبيراً على أمن ديالى، لكنه يشير إلى أن حركة المسلحين محدودة بسبب محاصرتهم.وقبل ثلاثة أيام أعلنت قيادة عمليات دجلة، مقتل ستة عناصر من تنظيم "داعش" بضربة جوية في محيط قضاء خانقين، شرق ديالى. وكان القضاء قد شهد قبل ذلك بأسبوع قيام مسلحين يعتقد أنهم تابعون لـ"داعش" بنحر 4 أشخاص.
مصادر محليّة موثوقةويعتقد مقاتلون محليّون في المناطق التي كانت محتلّة من داعش أن استمرار التنظيم في العراق يعتمد على خط المواصلات بين المدن والحدود العراقية- السورية. ويؤكد قطري العبيدي قيادي في الحشد العشائري في غرب الانبار القريب من الحدود السورية في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس إلى أن هناك تسللاً للمسلحين من جانب غرب نينوى.ويقول القيادي العشائري إن "تفكك القبائل" ونزوحهم في فترة احتلال داعش من محافظة نينوى قد يؤخر عملية استقرار الوضع هناك، وهو خلاف ما يحدث في الانبار التي ظلت العشائر متمساكة بحسب ما يقوله العبيدي.وبدأت الأنبار بالاعتماد على "رعاة الغنم" في الحصول على معلومات، حيث استطاعت العشائر التواصل مع الرعاة وأعطتهم وسائل اتصال للإبلاغ عن تسلل المسلحين. ويقول العبيدي إن "أغلب المعلومات القادمة من الرعاة تكون دقيقة ويتم قتل المتسلل أو اعتقاله بعد ساعات فقط من عبور الحدود".وتشكل صحراء الانبار نسبة 41% من مساحة العراق، ويصعب في تلك المناطق التي تعادل حجم ثلاث محافظات إمساك الارض بشكل كامل. وتقوم قوات الجيش والعشائر بشكل أسبوعي بعمليات تمشيط في الوديان، كما تحلّق مناطيد مراقبة متطورة تابعة للقوات الامريكية في الصحراء وتغطي مساحة 200 كم لرصد حركة المسلحين.كذلك يقول الشيخ العبيدي إن هناك فرقتين عسكرييتن بالاضافة الى قوات عمليات الجزيرة وحرس الحدود والحشد الشعبي والعشائري، وهم جميعاً يمسكون مسافة 360 كم من مركز الوليد الحدودي الى بلدة القائم، وهم مزودون بكاميرات حرارية وعجلات حديثة، كما تحاط الحدود بأسلاك شائكة وخنادق وسدات ترابية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على