ذكاء كشف التسربات النفطية

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

باميلا كسروانيالصبر والمثابرة والإبداع هي صفات يتمتع بها نيكولا زعتر وشريكه شارلي الخوري اللذَين لم يترددا في تطوير وتغيير محور فكرتهم الأساسية لتصل شركتهما «نار» إلى ما هي عليه اليوم. فمن طائرات من دون طيار لإطفاء الحرائق إلى حلول البرمجيات لكشف العيوب في البنى التحتية في أنابيب النفط، الطريق كانت طويلة محفوفة بالمصاعب.صداقة منذ المدرسة، وشراكة في المشاريع في السنوات الجامعية، وأيضاً أفكار مبتكرة وشركة ناشئة بعد التخرج لتقديم الحلول للمنطقة والعالم. يخبرنا زعتر بأن كل شيء بدأ، عام 2014، عندما نشب حريق في غابة بالقرب من منزلهما في لبنان وتوجّها لمساعدة الدفاع المدني لإخماد الحريق. ويتابع «الدخان الكثيف حال دون تحديد موقع الحرائق، والطوّافات لم تكن متوفرة لإرشادنا. بعد ساعات عدة، غادر الجميع، وتم إطفاء الحريق، وتدمير 80 % من الغابة».إثر هذه الكارثة، أراد تشارلي ونيكولا التفكير بكيفية جعل العملية أكثر كفاءة وتوصّلا إلى فكرة طائرة بدون طيار يمكن نشرها على الفور لتحديد المواقع الساخنة المحتملة ومساعدة رجال الإطفاء. وهنا يخبرنا زعتر «اخترنا الفكرة كمشروع نهائي لتخرجنا من الجامعة. وبعد تحولات عدة للمشروع الأساسي، طورا «رافين آي أي»، برمجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف جوياً عن العيوب في مختلف البنى الأساسية.نيكولا زعتر، المؤسس الشريك لـ “نيكست أوتومايتد روبوتس» (نار) يخبرنا لنا كيف بدأت الشركة الناشئة اللبنانية مع فكرة الطائرات من دون طيار لإخماد الحرائق لتتطوّر إلى حلول برمجيات للكشف عن العيوب في مختلف البنى الأساسية .تحولات عدة تأتي نتيجة قلة خبرة الشريكَين في تطوير فكرتِهما. يقول زعتر «في البداية، لم يكن لدينا أي فكرة عن كيفية إطلاق الشركة وحاولنا التعلم عبر الدروس الإلكترونية إلى أن اكتشفنا مسرعة الأعمال «سبيد@بي بي بد» في بيروت التي تستثمر في شركات ما زالت في أولى مراحل التأسيس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قدمت لنا التدريب والاستثمار وبيئة أعمال جيدة لإطلاق «نار» التي اختيرت لمتابعة برنامج آخر مع «بلاكبوكس كونيكت» في وادي السيليكون».ويتابع زعتر أنه بعد عدد من النماذج، قررت الشركة وقف تصنيع الطائرات بدون طيار والتركيز على تطوير إطار برمجياتها لاسيما بعد حصول الشركة على تمويل من إحدى أفضل شركات رأس المال المغامر في المنطقة، «ليب فنتشرز».«رايفين آي أي» لإتمام دوريات جوية لخطوط الأنابيب تتميز بأنها تقدم حلّاً لمشكلة حقيقية في هذا المجال. فيطلعنا زعتر «تنتج حوالي 30 % من التسربات في خطوط الأنابيب عن عوامل خارجية، مثل أنشطة الطرف الثالث والتعرية الأرضية، مما يؤدي إلى فرض غرامات وتكاليف تنظيف بملايين الدولارات. وبسبب الحجم الكبير لشبكة خطوط الأنابيب، فإن الطريقة الأسرع والأرخص لإجراء فحص خط أنابيب هي التحليق فوقها بالطائرات. ومع ذلك، بسبب سرعة الطائرة وكون الطيارين بحاجة إلى السيطرة على الطائرة وفي الوقت ذاته النظر خارج النافذة وتدوين الملاحظات من العيوب المكتشفة، يتم تفويت العديد من العيوب».وبالفعل تعمل «رايفن آي أي» كمراقب افتراضي خلال عمليات التفتيش. وهنا يشرح لنا زعتر ميزة هذه البرمجيات قائلاً: «تخيلوا أن مفتشًا جديدًا انضم إلى شركة تفتيش جوي ويحتاج إلى تدريب معين لمعرفة ما الذي يبحث عنه. تخضع «رايفن آي أي»، بناءً على تكنولوجيا التعلم العميقة، لعملية مماثلة: كلما زادت العيوب التي تكشفها، كلما أصبحت أفضل في اكتشافها. وقد تم تدريب برنامجنا، مع أكثر من 100.000 صورة موضعية من لقطات مختلفة لشبكات الطاقة، من قبل العديد من الخبراء بما في ذلك مهندسي البرمجيات وطياري التفتيش المهنيين لضمان النتائج الأولية. باختصار، تصبح أكثر ذكاءً كل يوم!»وبالفعل، يتم استخدام «رايفن آي أي» اليوم لتفتيش أكثر من 50 ألف كيلومتر من الأنابيب في الولايات المتحدة وكندا. ولكن، كيف تستفيد الدول العربية من هذه التكنولوجيا؟ يجيبنا زعتر «نؤمن أنه يمكننا بناء مركز رائد للذكاء الاصطناعي في المنطقة. يتألق المهاجرون العرب في جميع أنحاء العالم ونريد أن نوفر فرصة للمواهب الشابة هنا حتى يتمكنوا من العمل على أحدث التقنيات ذات الامتداد الدولي مع البقاء بالقرب من عائلاتهم».طموح كبير يصطدم ببعض التحديات. ويكشف زعتر أن أحد أهمها هو الوصول إلى المواهب. ويشرح لنا «الذكاء الاصطناعي هو موضوع الساعة في العالم لكن توفر مهندسي الذكاء الاصطناعي منخفض». إلا أنه يحافظ على تفاؤله قائلاً: «رغم هذا التحدي، استطعنا الترويج وتعليم هذه التكنولوجيا إلى المهتمين بالذكاء الاصطناعي بفضل إحضار الخبراء من الخارج لدعمهم في بيروت».لا شك أن «نار» رائدة في المنطقة وأن قدراتها وإمكانياتها قادرة على حل العديد من المشاكل؛ أمر يدركه الشريكان حيث يشدد زعتر «نواصل العمل على مختلف التطبيقات لاسيما أن التكنولوجيا الخاصة بنا قابلة للتكييف مع أي بنى تحتية وليس فقط خطوط الأنابيب».متخصصة في الثقافة والموضوعات الاجتماعية والمبادرات

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على