التدخل الأجنبي في ليبيا.. مؤامرة جديدة للسيطرة على شمال إفريقيا

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

يبدو أن الحديث عن مؤامرة جديدة داخل ليبيا أصبح عنوان الحكومة الانتقالية التي عجزت عن وقف الاشتباكات في العاصمة "طرابلس" لليوم الخامس على التوالي، مُخلفة عشرات القتلى ومئات المصابين وآلاف النازحين، لتثار التكهنات حول التدخل الخارجي في البلد الإفريقي مُجددًا، والتخوف من إدخاله إلى نفق مظلم.

البداية كانت من خلال دعوة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عملية أكثر حزما وفاعلية لإيقاف الحرب وحماية المدنيين، ووضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا لكي يتحمل مسوؤليته التاريخية لحماية أرواح وممتلكات المدنيين.

وطالب "الرئاسي" عمداء البلديات والمشايخ والأعيان في المدن الليبية ببذل المزيد من الجهود لوقف إطلاق النار، والضغط على جميع الأطراف، للالتزام بما ورد في بنود الاتفاق السابق بشأن وقف إطلاق النار في مدينة الزاوية، حسب "ليبيا اليوم".

ويبدو أن تلك الدعوات تتشابه مع تحركات الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي من خلال تحريض المجتمع الدولي تجاهه، بعد أن تنامت قدرات الزعيم الراحل، وأصبح يشكل خطرا على الرئيس الفرنسي.

اقرأ أيضًا: اشتباكات طرابلس تضع ليبيا في أزمة سياسية وتعرقل الانتخابات 

لكن سرعان ما تفاعل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع تصريحات السراج، ليؤكد أن دعوات التدخل الأجنبي، ماهي إلا مؤامرة جديدة لضرب استقرار ليبيا، داعيًا إلى توحيد الصفوف والعمل من أجل الخروج من الأزمة التي تمر بها ليبيا.

وأكد صالح أن ما يحدث في ليبيا هو مؤامرة مدبرة من أجل استمرار الفوضى وخلق ذريعة للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي وانتهاك سيادة واستقلال الدولة، وفقا لـ"سبوتنيك".

وأشار إلى أن الانقسام في مجلسي النواب الدولة وكذلك المجلس الرئاسي المقترح يحول دون الوصول إلى أي اتفاق بسبب التدخلات الخارجية وتضارب المصالح.

من ناحيته، قال عادل كرموس عضو المجلس الأعلى للدولة: إن التدخل الخارجي في ليبيا ليس بالجديد، وأن العديد من الدول تتحكم في مسار الأوضاع في ليبيا، حسب الوكالة الروسية.

"كرموس" أوضح أن طلب رئيس المجلس الرئاسي من المجتمع الدولي حماية المدنيين، قد يؤدي إلى تدخل من بعض الدول، إلا أن التدخل قد لا يكون على الأرض، نظرًا لعدم رغبة أي دولة في المغامرة بجنودها على الأرض، وأن عمليات التدخل يمكن أن تكون من خلال الطيران، خاصة أن الأيام الماضية شهدت مرور بعض الطائرات في سماء العاصمة، إلا أن المعلن حتى الآن هو استهداف عناصر داعش في بعض المناطق.

اقرأ أيضًا: انهيار هدنة طرابلس.. و«السراج» يدعو المجتمع الدولي للتدخل 

وتابع أن التدخل الدولي عبر الطائرات، باعتبار ليبيا تحت الفصل السابع، يمكن أن يكون مع طرف ضد الآخر، وأن عملية حسم المعركة على الأرض ستطول، نظرًا للأماكن التي تدور فيها وهي مكتظة بالسكان بما يحول دون حسمها في وقت قريب.

الواضح هنا، أن مؤامرات الغرب للتدخل في الشأن الليبي، ليست وليدة اللحظة، نظرا لما شهده البلد العربي الإفريقي منذ 7 سنوات مضت من دمار وخراب وصراعات قبلية بعد هجمات الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالعودة للوراء قليلًا، نجد أن قائمة الدول التي استهدفت الأراضي الليبية بذريعة إسقاط القذافي تمثلت في بريطانيا العظمى، حيث صرح الجنرال جون لوريمر، المتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية آنذاك، بأن القوة البحرية البريطانية بما فى ذلك غواصة وسفينتان حربيتان تشارك في العلميات، إضافة لمشاركة 4 طائرات تورنادو في الغارات الجوية على ليبيا. 

فيما شاركت الولايات المتحدة الأمريكية فى العملية العسكرية بـ19 طائرة حربية أمريكية، بما في ذلك طائرات فيلق البحرية من طراز هارير، ومقاتلات الشبح (بي 2) التابعة لسلاح الجو، وطائرات (إف 15) و(إف 16)، وفقا للفتنانت كوماندر جيمس ستوكمان من القيادة الأمريكية بإفريقيا، حسب "الشرق الأوسط".

وشاركت إيطاليا بـ8 طائرات حربية مع قوات التحالف لاستخدامها عند الحاجة، وشملت 4 من طراز تورنادو، و4 من طراز (إف 16)، وفقًا لوزارة الدفاع الإيطالية.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة توقف نزيم الدم في طرابلس.. و«السراج» يدعو للانتخابات 

وساهمت كندا، بـ7 طائرات هورنيت (سي إف 18)، حيث وصلت إلى قاعدة تراباني العسكرية في صقلية، وقامت بتنفيذ عمليتها في ليبيا، وفقًا للمتحدث باسم القوات الكندية الميجور جيم هاتشيسون.

وقدمت كندا أيضًا طائرتين من طراز بولاريس للتزويد الجوى بالوقود، والتي من شأنها أن تسمح لطائرات (سي إف 18) بالخروج في مهام تتراوح مدتها بين 4 و6 ساعات.

على جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية، أنها أرسلت 4 مقاتلات من طراز (إف 18) وطائرة التزود بالوقود إلى قاعدة ديسيمومانو في سردينيا للمشاركة في العملية، كما تم نشر فرقاطة من طراز (إف 100) وغواصة (إس 74) وطائرة مراقبة بحرية.

وبدأت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس في 26 أغسطس الماضي واستمرت 9 أيام قبل أن تتوقف، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق للنار برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتم التوقيع عليه في مدينة الزاوية غرب طرابلس، لكنها عادت مجددًا، وخلفت العديد من القتلى والمصابين إضافة إلى نزوح الآلاف.

شارك الخبر على