"يوم الدين" عن أجمل تشوه في تاريخ السينما المصرية

أكثر من ٥ سنوات فى البلاد

شاهدت لكم مساء يوم امس الاول فيلم القمة "يوم الدين" ضمن عروض أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي المقام حاليا في دورته الثانية، بعد أن شارك بنجاح في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2018، وحصد جائزة "فرانسو شاليه للأعمال ذات الطابع الإنساني”، ومؤخرا اختارته لجنة اختيار الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار، والمكونة من 38 عضوًا من أبرز السينمائيين والنقاد ليمثل مصر للجائزة الأشهر والأهم على مستوى العالم، بعد حصوله على أعلى الأصوات.

يعتبر فيلم "يوم الدين" الذي مبني على احداث حقيقية عاشها المخرج المبدع أبوبكر شوقي أثناء تصويره لفيلم وثائقى فى مستعمرة الجذام بأبو زعبل أول فيلم روائى يتعرض لهموم مرضى الجذام، تلك القضية الإنسانية التى يواجه أصحابها العديد من المشكلات فى المجتمع، كما أنه أول عمل مصرى يشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان منذ 5 سنوات، بعد فيلم "بعد الموقعة" ليسرى نصر الله عام 2013، وبطل العمل راضى جمال شفى بعد تلقيه العلاج من المرض.

تدور أحداث "يوم الدين" حول بشاي، وهو رجل شُفى من مرض الجذام ولكنه مازال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يوماً. بعد وفاة زوجته، يقرر بشاي أن ينطلق في رحلة في قلب مصر بحثاً عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة "أوباما"، الصبي النوبي اليتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب. وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء، وقال مخرج الفيلم أبو بكر شوقي "كتبت السيناريو والقصة لشخصية امرأة ولكنها كانت مريضة ولا يمكن أن تكمل العمل وأول شخص طلب التمثيل هو بطل الفيلم راضي وافقت على الفور وكان رائعا".

الفيلم من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ وإنتاج شركة Desert Highway Pictures وتقوم بإنتاج الفيلم دينا أمام بمشاركة المخرج أبو بكر شوقي، ويوزع الفيلم في العالم العربي شركة فيلم كلينك لتوزيع الأفلام المستقلة برئاسة محمد حفظي بينما تتولي شركة RAW Entertainment العلاقات العامة في العالم العربي. 

وقررت مجلة Variety الأمريكية الشهيرة تكريم شوقي عن هذا الفيلم بجائزة "أفضل موهبة عربية للعام"، وذلك بمهرجان الجونة السينمائي بحضور ممثلي المجلة والمهرجان، خصوصا بعد أن نال الفيلم إشادات واسعة من الصحف العالمية بعد مشاركته فى مهرجان كان ومنافسته على جائزة السعفة الذهبية، وأذاعت القناة الإخبارية الأولى فى فرنسا أن الفيلم كان مفاجأة دورة هذا العام من المهرجان، وأشادت بمخرجه وأنه يمثل أمل السينما المصرية، وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن الفيلم والذي تبلغ مدته 90 دقيقة، واستغرق تصويره 33 يومًا، و5 سنوات كتابة وتحضير، يجمع بين الكوميديا والألم، قبل أن يؤكد موقع The wrap أنه تخطى التوقعات وتفوق على نفسه، وهو ما أكدته  "فرانس 24" أن المخرج أبو بكر شوقى يستحق الثناء، خصوصا بعد الابداع الكبير في تقديم هذا الفيلم الذي يعد أمل مصر في الاوسكار هذه المرة، وبسبب الطريقة التى قدم بها الحكاية بتفاصيلها اللامعة، مع تميز معظم عناصر الفيلم، خصوصًا أداء البطلين اللذين يمثلان لأول مرة، والسيناريو المحكم، والتصوير، والمونتاج، والموسيقى، الى جانب بالطبع المضمون الإنسانى القوي، وباختصار الفيلم لا يتحدث فقط عن مرض الجذام او المريض الذي يحمل هذا المرض المرعب من الخارج فقط، إنه عن تشوه الاخلاقي الذي نعيشه اليوم للاسف في عالم قاسي والذي يظهر في اهات وتقاسيم هذا الرجل الطيب.

الى جانب فيلم “يوم الدين” تتضمن قائمة العروض مجموعة من الأفلام العربية التي كان لها حضور قوي مؤخرا في مهرجانات عالمية كبيرة، مثل فيلم "يوم أضعت ظلي"، للمخرجة سؤدد كعدان، وفيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني بسام الجرباوي. ويقدم المهرجان مجموعة من الجوائز لأفلام فائزة في فئات هي مسابقة الفيلم الطويل، والفيلم الوثائقي الطويل، والفيلم القصير وجائزة "السينما من أجل الإنسانية”، وفي قسم العروض الخاصة، يعرض فيلم "المهاجر" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، ضمن عروض أفلام أخرى الى جانب النشاطات الاخرى والتي سننقلها لكم مع الايام القادمة.

شارك الخبر على