موسيقى الأحد ليث صديق يفوز بجائزة عالمية

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

ثائر صالح
فاز عازف الكمان العراقي الشاب ليث صديق بالجائزة الثانية في مسابقة سايفرت التذكارية العالمية لعازفي الجاز على الكمان التي أقيمت في مدينة كراكوف الجميلة في جنوبي بولندا بين 25 – 28 تموز الماضي. سُميت المسابقة باسم عازف الكمان البولندي زبغنيف سايفرت (1946 – 1979) الذي يعتبر واحداً من أشهر عازفي الجاز على الكمان في العالم. يحمل ليث صديق شهادة ماجستير في فن الاداء على الكمان من كلية بركلي للموسيقى ومن معهد بركلي للجاز، من أشهر المدارس الموسيقية في العالم. ولد ليث محمد عثمان صديق في بغداد في عائلة موسيقية، أبوه المايسترو محمد عثمان صديق قاد الفرقة السيمفونية العراقية لفترة حتى انتقاله الى عمان في بداية التسعينيات ليؤسس ويقود فرقة الأوركسترا الوطنية الأردنية، أمّه عازفة الكمان والمربية السيدة زينب السامرائي. بدأ ليث تعلم العزف على الكمان وهو في الرابعة، ودرس على يد تيمور إبراهيموف في كونسرفاتوار عمان الوطني، ثم في مدرسة تشاتهام للموسيقى في مانتشستر على يد أدريان ليفاين، قبل أن يدرس في بركلي على يد عدد من الأساتذة منهم سيمون شاهين. تصفه كلية بركلي بأنه "عازف كمان استثنائي" متنوع الاهتمامات والثقافات، يجمع بين دراسته الأكاديمية للموسيقى الكلاسيكية وبين دراسته للموسيقى العربية. اشترك في العديد من المشاريع الناجحة وأسس فرقاً موسيقية للحجرة مثل رباعي الجهات الأربع وثنائي قوسان وثلاثي عين وثنائي فاسيليس كوستاس / ليث صديق، واشترك في أخرى أهمها قنطرة التي يقودها الفنان الفلسطيني سيمون شاهين وعزف مع فنانين كبار حازوا جوائز غرامي. يسكن حالياً بوسطن وينشغل بقيادة فرقة الموسيقى العربية في جامعة توفتس وبعدد من المشاريع الفنية.يقول ليث صديق: " أغلق عيني كلما أغني، فلا أرى الظلام بل الكثير من الأشياء. أرى الوطن الذي تركت، وصور ليالي الصيف الطويلة مع عائلتي، الحديقة الخلفية للدار حيث اعتدنا أخي وأنا لعب الكرة، أرى حتى الغرفة الصغيرة التي اتمرن فيها في الكونسرفاتوار. إنها طريقة فعالة أرتبط معها بتأريخي، لكنها تذكير ثقيل بانسياب الزمن السريع في نفس الوقت".تكمن أهمية الجائزة في الموقع المرموق الذي تحتله بولندا في عالم الجاز، فهي تبرز بين البلدان الأوروبية بشعبية وانتشار فن الجاز الذي نشأ وازدهر بين صفوف الفنانين الأميركيين الأفارقة في نيو أورليانز بالولايات المتحدة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي. يتميز الجاز بعلامات خاصة منها التلاعب بالنبض في الايقاع واستعمال ما يسمى في المصطلحات الموسيقية بالنغمات الزرقاء وهي الحياد عن الطبقة المقررة للنغمة (التلاعب بتردد النغمة وزخرفتها، مما يقربها من الأبعاد الموسيقية غير القياسية، من قبيل الأبعاد المستعملة في الموسيقى العربية مثلاً)، من هنا جاءت تسمية البلوز (Blues) التي تطلق على فرع كامل من فروع الجاز. ويتميز الجاز كذلك بالمحاورات الموسيقية (بالمصطلح الكلاسيكي انتيفوني، أي تقابل أو تضاد الأصوات بين صوتين أو أكثر) وهو الجواب على لحن أو عبارة موسيقية عبر إعادتها مع تغييرات في الطبقة أو ديناميكية الصوت الخ. من المميزات البارزة للجاز استعمال إيقاعات متعددة أو مركبة (تتوحد الايقاعات بشكل دوري بعد أن تتضارب بَينيّاً)، والأهم بالنسبة لنا نحن المعتادين على الموسيقى العربية والشرقية هو الارتجال، وهو أحد مميزات الجاز البارزة.مبروك ليث صديق.

شارك الخبر على