بعد منع رسلان.. عمائم ودعاة ممنوعون من اعتلاء المنابر

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

فى إطار الحفاظ على المنابر من التوظيف السياسى، قررت وزارة الأوقاف مؤخرا وقف الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، من صعود المنبر، لمخالفته تعليمات الوزارة، حيث خالف موضوع خطبة الجمعة الماضية.

كان موضوع الخطبة التي حددتها وزارة الأوقاف عن "الأديان مصدر سعادة لا شقاء"، بينما ذهب رسلان ليخطب عن الإسلام روح العالم ونوره وحياته، وهو ما اعتبرته الوزارة مخالفة للتعليمات.

رسلان ليس الحالة الأولى التى يصدر لها قرار بمنعه من اعتلاء المنبر، بل شهدت الشهور والسنوات الماضية، العديد من حالات المنع من اعتلاء المنابر نهائيا، بعدما باتت "المنابر" وسيلة لكسب الشعبية والجماهيرية، والأمثلة على ذلك كثيرة، مشايخ تحولوا إلى نجوم في المجتمع وذاع صيتهم، وأصبح لديهم مريدون بالملايين، يحضرون خطبهم ودروسهم، ويصلون خلفهم.

 «التحرير» ترصد أبرز مشاهير الدعاة الممنوعين من اعتلاء المنابر 

محمد جبريل

اشتهر الداعية محمد جبريل، منذ سنوات بالخطابة على المساجد، خاصة بإمامة المصلين فى رمضان بمسجد عمرو بن العاص بحى مصر القديمة، وجرت العادة على أن يؤم جبريل المصلين خلال شهر رمضان، وخاصة ليلة القدر التى كانت تشهد حضور عشرات الآلاف فى رمضان، حيث كانت الأعداد تملأ المسجد وتفيض على الشوارع المحيطة به.

وكانت الأجهزة الأمنية تشهد حالة من الاستنفار الأمنى بالساحات المحيطة بالمسجد، في هذه الليلة، نتيجة للازدحام الشديد وتدافع المصلين لحضور صلاة ليلة القدر خلف جبريل..

ومنع جبريل من الإمامة بعد دعائه في ليلة القدر العام قبل الماضى، ضد الإعلاميين والذي قال فيه: «اللهم أهلك الظالمين بالظالمين»، قررت الأوقاف منعه من اعتلاء المنبر، وبموجب القرار أصبح جبريل ممنوعا من صعود منابر المساجد فى رمضان وغيره .

وعلق مختار جمعة، وزير الأوقاف على الواقعة، إن دعاء محمد جبريل بمسجد عمرو بن العاص كشف الوجوه المتلونة التى تسقط واحدًا تلو الآخر.

محمد حسان

تحرص مشايخ الدعوة السلفية منذ ميلاد "الدعوة السلفية" على الوجود بالمساجد وإمامة المصلين، كنوع من الانتشار وجذب التعاطف مع الدعوة السلفية فى الشارع، غير أنه وبموجب قانون تنظيم الخطابة الصادر من وزارة الأوقاف، فإنه يحذر على مشايخ الدعوة السلفية اعتلاء المنبر إلا بتصريح من الوزارة.

ويعد الشيخ محمد حسان، من أكثر مشايخ السلفية ظهورا فى المساجد والخطابة بشكل عام، وفقا لما جرت عليه العادة فى مسجد «مجمع التوحيد» بالمنصورة، فيقوم بالتدريس في معاهد إعداد الدعاة بالمدينة، غير أنه يرأس مجلس إدارة مجمع أهل السنة، الأمر الذى جعله يوجد فى رمضان بين مريديه، ويتنقل على المنابر التى تهيمن عليها الدعوة السلفية فى المحافظات، غير أنه بموجب قانون الأوقاف ولعدم حصوله على تصريح خطابة، يصبح حسان ممنوعا من اعتلاء المنابر.

وقال جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، لـ«التحرير»، إنه لا حسان ولا غيره يحمل تصريح خطابة، وأن الوحيد المخول له الخطابة من مشاهير الدعوة السلفية هو الدكتور ياسر برهامى وفقا لتصاريح الخطابة المخولة له.

عمرو خالد

أزمة الدكتور عمرو خالد بالنسبة للظهور بشكل عام تعود إلى يونيو 2009 حيث تم إبعاده عن مصر ومنعه من تصوير برامجه داخل البلاد نتيجة للضغوط الأمنية وفقا لروايات الصحف عن الواقعة وقتها، وبالفعل غادر البلاد واستقر فى لندن.

وبعد ثورة 25 يناير، عاد عمرو إلى البلاد، ونجح فى العودة للتليفزيون بتصوير برنامجه "نبي الرحمة والتسامح"، و"السيرة حياة" ورغم عودته للشاشة، فإنه لم يعد إلى المساجد كما كان متوقعًا، والتي صنعت منه شعبيته في مسجدي المغفرة في العجوزة والحصري بمدينة 6 أكتوبر.

سالم عبد الجليل

دخل الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، إلى قائمة الممنوعين من اعتلاء المنابر، بعدما أفتى خلال برنامجه الموقوف على قناة المحور «المسلمون يتساءلون» بتكفير الأقباط وأنهم أصحاب عقيدة فاسدة رافضا الاعتذار.

وهي الفتوى التي أحدثت حالة من الجدل على نطاق واسع، الأمر الذى استدعى تدخلا مباشرا من قبل الأوقاف بمنع سالم عبد الجليل من اعتلاء المنابر.

ونص قرار القطاع الديني بوزارة الأوقاف على منع عبد الجليل، من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية أو إمامة الناس بالمساجد، وسحب أي تصريح خطابة يكون قد صدر له من أي جهة تابعة للأوقاف، مع التأكيد على جميع مديري المديريات والإدارات ومفتشي الأوقاف وأئمتها والعاملين بها بتنفيذ القرار حرفيًّا، وتحرير محضر رسمي بناء على قانون الخطابة رقم 51 لسنة 2014، ووفق الضبطية القضائية الممنوحة لبعض قيادات ومفتشي الأوقاف حال مخالفة القرار.

عبد الله رشدي

فتوى تكفير الأقباط لم تلقِ بشرها على سالم عبد الجليل وحده، بل طالت الشيخ عبد الله رشدى إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة سابقا، وهو الشيخ الذى ذاع صيته بعد مناظراته لإسلام بحيرى فى العام الماضى، وبسبب تأييد عبد الله رشدى لصحة ما أفتى به عبد الجليل، عندما أكد على صفحته الشخصية على "فيسبوك" على تكفير الأقباط شرعا، لجأت الأوقاف إلى تحويله للعمل الإدارى بالوزارة.

وقررت لجنة القيم بوزارة الأوقاف برئاسة الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني، إحالة عبد الله رشدي، للعمل الإداري ومنعه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس الدينية بالمساجد لحين انتهاء التحقيقات معه وعدوله الصريح عن أفكاره غير المنضبطة وتصريحاته المثيرة للفتنة، على غرار ما قررته مع الدكتور سالم عبد الجليل بمنعه من الخطابة.

قائمة سوداء

وعقب ثورة 30 يونيو، أصدرت وزارة الأوقاف ما يطلق عليه القائمة السوداء، والتى نصت على منع عدد من علماء ورجال الدين من الخطابة سواء كانوا منتمين للإخوان أو هاربين لقطر أو تركيا.

وتشمل القائمة، أسماء متعددة منها: سلامة عبد القوى، مستشار وزير الأوقاف السابق طلعت عفيفي، وجمال عبد الستار، وكيل الأوقاف فى عهد الإخوان، ومحمد الصغير، وأحمد المعصراوى، وأحمد عامر، والشيخ أحمد هليل مدير عام الإرشاد الدينى ومستشار الوزير السابق، والدكتور صلاح سلطان الأمين السابق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المحبوس على ذمة قضايا، والدكتور جمال عبد الستار وكيل الوزارة السابق لشئون الدعوة الهارب بالخارج، وعدد من الشخصيات الدينية.

شارك الخبر على