«الجارديان» تكشف خطة روسيا لتهريب مؤسس «ويكيليكس» من بريطانيا

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

في التاسع عشر من يونيو عام 2012، لجأ جوليان أسانج مؤسس شبكة "ويكيليكس" إلى سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية لندن، لتجنب ترحيله إلى السويد لمحاكمته في تهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين.

وسعت روسيا إلى مساعدة أسانج على الفرار من بريطانيا العام الماضي، حيث أجرى دبلوماسيون روس محادثات سرية في لندن العام الماضي، مع أشخاص مقربين من أسانج للنظر في ما إذا كان بإمكانهم مساعدته.

وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الخطة المبدئية كانت تقوم على تهريب مؤسس "ويكيليكس" من سفارة الإكوادور في لندن في سيارة دبلوماسية، لينتقل إلى بلد آخر.

وقالت مصادر مختلفة إنه كان من المتوقع أن تكون روسيا الوجهة النهائية لأسانج، حيث لن يتعرض لخطر التسليم إلى الولايات المتحدة، إلا أنه تم إلغاء الخطة التي كان مقررا تنفيذها عشية عيد الميلاد في عام 2017، بعد أن اعتبرت خطرة للغاية، حسبما زعم أحد المصادر.

ويثير تورط المسؤولين الروس في التآمر في خطة تهريب أسانج، أسئلة جديدة حول العلاقة التي تربط مؤسس "ويكيليكس" مع الكرملين الروسي.

حيث يُعد أسانج واحدا من الشخصيات الرئيسية التي يدور حولها التحقيق الأمريكي الجاري في محاولات روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وكان روبرت مولر المحقق الخاص الذي يدير التحقيق، قد وجه تهمًا جنائية في يوليو الماضي ضد عشرات من ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية، الذين زعم ​​أنهم اخترقوا حواسيب الحزب الديمقراطي خلال الحملة الرئاسية.

اقرأ المزيد: جاسوس أم بطل|| من يحكم على هؤلاء؟.. الحلقة الثانية «جوليان أسانج»

وتزعم لائحة الاتهام أن المتسللين أرسلوا رسائل بريد إلكتروني تشوه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى "ويكيليكس"، إلا أنه لم يتم الكشف عن كيفية وصول هذه الرسائل إلى "ويكيليكس".

ووفقًا لمولر، نشرت "ويكيليكس" أكثر من 50 ألف وثيقة سرقها جواسيس روس، حيث وصل إليها الجزء الأول من الرسائل في 14 يوليو 2016، من جانبه ينفي أسانج تلقيه رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من روسيا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التفاصيل المعروفة حول خطة هروب أسانج سطحية، حيث قال مصدران على دراية بأنشطة السفارة الإكوادورية في لندن إن فيدل نارفاز، المقرب من أسانج، والذي كان حتى وقت قريب يعمل قنصلًا للإكوادور في لندن، كان هو الوسيط مع موسكو، إلا أنه نفى مشاركته في المناقشات مع روسيا حول تهريب أسانج من السفارة.

وأكد "نارفاز" أنه زار سفارة روسيا في لندن مرتين هذا العام ضمن مجموعة تضم نحو 30 دبلوماسياً من دول مختلفة، وقال إنها كانت "اجتماعات علنية مفتوحة".

وقالت المصادر إن مؤامرة الهروب شملت منح أسانج وثائق دبلوماسية، حتى تتمكن الإكوادور من الادعاء بأنه يتمتع بالحصانة الدبلوماسية، على أن يخرج من السفارة في سيارة دبلوماسية.

وأشارت أربعة مصادر منفصلة إلى أن الكرملين كان مستعدًا لدعم الخطة، بما في ذلك إمكانية السماح لأسانج بالسفر إلى روسيا والعيش هناك، وقال أحد المصادر، إن رجل أعمال روسيا لم يتم التعرف عليه كان وسيطا في هذه المناقشات.

يذكر أن "نارفاز" لعب دورًا في محاولة تأمين ممر آمن لإدوارد سنودن المتهم بتسريب معلومات سرية من وكالة الأمن القومي الأمريكية في عام 2013.

اقرأ المزيد: استياء بين العاملين بسفارة الإكوادور لسوء نظافة مؤسس «ويكيليكس»

وادعى أحد المصادر أنه تم إلغاء خطة هروب أسانج قبل أيام قليلة من تنفيذها، وزعم البعض أن رومي فاييخو رئيس وكالة الاستخبارات الإكوادورية، سافر إلى بريطانيا في 15 ديسمبر الماضي، للإشراف على العملية وغادر لندن عندما أُلغيت.

من جانبه، قال رئيس الإكوادور الجديد لينين مورينو، إنه يريد من أسانج مغادرة سفارة بلاده، وفي مارس الماضي قطعت الحكومة ولوج "أسانج" إلى الإنترنت وقيدت زواره.

ونددت ميليندا تايلور، المحامية المتخصصة في مجال حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، والتي تمثل أسانج، بحبس موكلها في السفارة.

وقالت: "أعتقد أنه من المذهل احتجاز أسانج تعسفيًا لمدة ثماني سنوات تقريبًا، لنشره أدلة على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان"، وأضافت أنه يمكن لبريطانيا إنهاء هذا الوضع اليوم، من خلال تقديم ضمانات بأن أسانج لن يتم تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وأشارت "الجارديان" إلى أن المصادر قدمت روايات متضاربة حول من ألغى عملية تهريب أسانج، لكن الجميع اتفقوا على أنها كانت تعتبر مخاطرة كبيرة، وكان حجر العثرة رفض المملكة المتحدة منح أسانج الحصانة الدبلوماسية.

وبموجب القانون البريطاني، يتمتع الدبلوماسيون الأجانب بالحصانة من المقاضاة الجنائية إذا قبلت الحكومة البريطانية أوراق اعتمادهم الدبلوماسية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها أسانج الهرب إلى روسيا، حيث ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" هذا الأسبوع، أن مؤسس "ويكيليكس" حاول الحصول على تأشيرة إلى روسيا.

اقرأ المزيد: لماذا يعتبر تهديد ترامب بقطع العلاقات التجارية مع الصين «غير واقعي»؟

حيث وقع على خطاب في نوفمبر 2010 يمنح توكيلًا رسميًا إلى "إسرائيل شامير"، الذي مرر وثائق وزارة الخارجية الأمريكية المسربة من أسانج إلى الصحفيين في موسكو، وسلم شامير جواز سفر أسانج إلى القنصلية الروسية، واستعاده مرة أخرى.

وكان أسانج الذي يحمل الجنسيتين الأسترالية والإكوادورية يواجه ادعاءات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي من قبل امرأتين في السويد، وفي عام 2012، طلب اللجوء في السفارة الإكوادورية بعد أن خسر معركة ضد تسليمه إلى المحكمة العليا البريطانية.

وينفي أسانج ادعاءات النساء، وفي النهاية، أسقطت السلطات السويدية القضيتين بعد انتهاء مدة التقاضي، إلا أنه يواجه الاعتقال لخرقه شروط الكفالة.

وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"ويكيليكس" لنشرها رسائل البريد الإلكتروني التي أضرت بكلينتون.

وفي مارس 2017 نشرت "ويكيليكس" وثائق سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تسببت في حرج بالغ للولايات المتحدة، ويعتقد أسانج أنه يواجه اتهامات بشأن هذه التسريبات، حيث يقول محاموه إنه في حال مغادرة السفارة، فإن الولايات المتحدة سوف تطلب تسليمه.

شارك الخبر على