مهرجان الجونة يرد على منع الفلسطيني علي سليمان من دخول مصر

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

لم يتوقع القائمون على الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، أنه سيتم منع الممثل الفلسطيني علي سليمان من دخول مصر، ويتم ترحيله إلى حيث أتى، بسبب عدم امتلاكه تأشيرة الدخول، وبالتبعية لا يتمكن من القيام بمهمته كعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهي الصدمة التي تلقوها قبل ساعات قليلة من إقامة حفل الافتتاح وبدء الفعاليات، لذا رفضوا تقديم أي تصريحات صحفية لاستيعاب الموقف.

وبعد مرور الليلة الأولى من المهرجان، تحدث المخرج أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة مع "التحرير" عما عاشه علي سليمان في لحظات وصوله لمطار الغردقة وترحيله مرة أخرى، ووصف الأمر بالمحزن والمحبط بشدة، موضحًا: "هناك تعنت واضح مع علي سليمان الذي نحبه ونقدره والعالم بأكمله يدرك قيمته الفنية، وليس العرب فقط، نظرًا لتاريخه المميز، وما واجهه إهانة، ويبرز صورة سيئة لمصر لدى العالم كله، وحالة عدم التعاون معه والسماح له بدخول مصر قد (تنسف) فعاليات مصرية قادمة".

تواصلت إدارة المهرجان مع علي سليمان بعد الأزمة التي واجهها في مطار الغرقة، وهو مدرك جيدًا أن الأمر خارج سيطرتها، وقادر على الفصل بين المهرجان والشأن العام و"المنع المشين" الذي عاشه، على حد وصف أمير رمسيس.

وحول ما إذا كان سيتم الاستعانة ببديل للفنان الفلسطيني في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة أكد "رمسيس" أن مقعد علي سليمان لن يتغير ولن يحل محله أي شخص آخر، نافيًا تأثير ذلك على مسألة التحكيم التي تتم وفقًا لنسبة الأصوات، ورفض الحديث عنها باعتبارها آلية داخلية تقررها اللجنة، لكن اسمه ومكانه موجودان، لذا صورته كانت موجودة ضمن الأعضاء في اللوحات التي تم عرضها خلال حفل الافتتاح، الذي أقيم مساء أمس الخميس، على مسرح المارينا، رغم ما حدث.

لم تكن هذه الأزمة الوحيدة لفنان فلسطيني بـ"الجونة السينمائي"، فالممثل زياد البكري، بطل فيلم "مَفك"، المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، رفض تقديم جواز سفره الفلسطيني وتمسك بالإسرائيلي، وهو ما لم تقبله إدارة المهرجان، لذا أعلن مقاطعته له.

المدير الفني لـ"الجونة" رفض المزايدة على الفنانين والمواطنين الفلسطينيين، باعتبار أن لديهم من القهر ما يكفي، والأجدر ألا نزيد همومهم، وقال: "كل واحد عنده أولوياته الشخصية، ولن أتكلم عن القضية باسم شخص آخر؛ زياد ممثل رائع وقدم دورا أكثر من جبار في فيلم (مَفك)، وعنده موقف شخصي أحترمه، سواء تقبلته أو رفضته، فهذا قراره الشخصي بعيدًا عن أولوياتي أو موقفي الشخصي، وأجد أنه يكفيهم ما يحدث لهم وعلينا ألا نزايد عليهم لأن هذه قضيتهم في المقام الأول".

من جهة أخرى، اعتبر المخرج أمير رمسيس أن التحدي الأكبر الذي تواجهه إدارة المهرجان هو مدى سعادة الجمهور والإعلاميين وصنّاع السينما بالأفلام التي ستُعرض خلال هذه الدورة، التي تنتهي في 28 سبتمبر الجاري، وتمنى ألا يقتصر تقييم هذا الحدث على افتتاحه المبهر والسجادة الحمراء التي استقبلت نجوما كثيرين.

وبدأ فريق عمل المهرجان تحضيرات الدورة الثانية بعد أسبوعين من انتهاء الدورة الأولى، وذلك بحضورهم للمهرجانات السينمائية ومشاهدة الأعمال التي تُعرض فيها، منها "كان" الذي تم اختيار بعض أفلامه، وضمّها لبرنامج المهرجان، كذلك الدخول في سباق مع مهرجانات أخرى للفوز بالعرض الأول في الشرق الأوسط لأفلام مميزة، وجاء ذلك ضمن الرهانات العظيمة وسقف التوقعات الذي ارتفع بعد نجاح الدورة الأولى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على