من الأشهر اليوم؟

كشف الدكتور ممدوح السباعي رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووكيل أول وزارة الزراعة عن ضبط 36 طنا من المبيدات المحظورة وغير المسجلة بالوزارة، وأكد خلال حواره مع «التحرير» تفشي ظاهرة المبيدات المغشوشة والمهربة وغير المصرح بتداولها في الأسواق المصرية.

وواجهت «التحرير» المسئول الأول عن مواجهة الآفات الزراعية في مصر حول انتشار عدد من الأمراض النباتية والآفات في المحاصيل الزراعية، مثل العفن الهبابي الذي يصيب المانجو وسوسة النخيل وكيفية مواجهة هذه الأمراض وإلى نص الحوار:

ما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمواجهة دودة الحشرة الجياشة التي تهدد المحاصيل الزراعية عبر الحدود المصرية؟
دودة "الحشد" تمثل تهديدا على أكثر من 100 محصول زراعي، نظرا لدورة حياتها المتتالية والسريعة وتكاثرها الضخم، وتشكل خطورة أكثر من الجراد الصحراوى، كما أن الحشرة تتغذى على محاصيل الذرة والأرز والكرنب والبنجر وفول الصويا والبرسيم والقطن والطماطم، ويكون الانتقال عبر الانتشار الطبيعى للحشرة أو مع المنتجات الغذائية وسجلت الحشرة ظهورا فى 26 دولة إفريقية وتستكمل دورة حياتها خلال 30 يومًا صيفًا و60 يومًا فى الربيع والخريف وتستغرق 90 يومًا فى الشتاء، وهناك تقرير تم عرضه على لجنة الطوارئ المتابعة لدودة "الحشد"، والمشكلة من قبل الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات، والدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات الزراعية، والدكتور أحمد عبد المجيد مدير معهد وقاية النبات، والدكتور شكر عبد السلام، والدكتور على سليمان رئيس لجنة الصحة النباتية، أكد أن مصر خالية من الدودة، وتقوم الأجهزة الفنية بمتابعة الموقف أولاً بأول فى المناطق الحدودية ومختلف منافذ الدولة الخارجية.

كما أنه دوريًا يتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمتابعة الحشرة بالتنسيق مع الأجهزة الفنية بوزارة الزراعة، فضلا عن أن أجهزة مكافحة الآفات تواصل إعلان حالة الطوارئ القصوى بالمناطق الحدودية، من خلال إقامة مصائد ضوئية للكشف عن أية حشرات أو آفات تهدد الإنتاج الزراعى المصرى.

هل تعاونتم مع منظمات دولية في هذا الشأن؟

يتم تنفيذ آليات لرفع كفاءة مصائد الحشرات، ومراجعة جميع مواقع مصائد الحشرات لضمان كفاءة عمل المصائد، وجمع الحشرات بالمنطقة موقع الرصد، بهدف الاكتشاف المبكر لأية حشرات تصل إلى هذه المناطق، فذلك يأتى ضمن خطة الاستعداد للدرجة القصوى وتبادل المعلومات والبيانات حول حركة الحشرة واتجاهها بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وتم عقد عدد من الندوات الإرشادية بمحافظات الوجه القبلي وبعض محافظات الوجه البحري للتوعية والتعريف بدودة الحشد، وتم نشر 135 مصيدة ضوئية على الحدود الجنوبية، حيث تم تجميع وإرسال 669 عينة إلى معهد بحوث وقاية النباتات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتصنيفها، وبلغ عدد الحشرات أكثر من 4.5 مليون حشرة مختلفة الأجناس والأنواع، منها الدودة القارضة البنية الكبرى ودودة اللوز الأمريكية ودودة ورق القطن الصغرى ودودة البردي ودودة ورق العنب.

وأفاد معهد وقاية النباتات بخلو مصر من حشرة الخريف الجياشة، ونحن مستعدون للتعامل مع هذه الحشرة حال وصولها إلى مصر -لا قدر الله- إذ تم إعداد نشرات إرشادية تتضمن الخطوات العلمية لمواجهة هذه الحشرة وأعراض ومظاهر الإصابة وخطورة الآفة.

كيف ستتعاملون مع مرض العفن الهبابي الذي أصاب محصول المانجو؟

سوف نقوم باستكمال عملية المكافحة للمزارعين، وذلك بعد عملية جني المحصول بداية من أكتوبر المقبل حتى بداية التزهير لموسم 2019، كما أن جميع المبيدات اللازمة لعملية مكافحة الحشرات المسببة لظاهرة العفن البني متوفرة لدى مديرية الزراعة بمحافظتي الإسماعيلية والشرقية وهما المحافظتان اللتان انتشر بهما المرض. 

هناك حالة من الفوضى في سوق المبيدات خاصة مع انتشار مبيدات محظورة.. كيف تتعاملون معها؟ 

نحن نتعامل بحزم مع هذه الظاهرة وقد ضبطنا مؤخرا 36 ألف عبوة من المبيدات غير المسجلة ومنتهية الصلاحية، كما ضبطنا محلات غير مرخصة وتم عمل محاضر لهم، وتحويل المسئولين عن ذلك إلى النيابة، وهناك حملات تفتيش يومية على محلات المبيدات، وطالبنا بمنح الضبطية القضائية للمهندسين الزراعيين العاملين في مجال الرقابة على المبيدات، ونحن نتعاون حاليا مع عدة جهات في أثناء هذه الحملات التفتيشية، مثل مباحث التموين وشرطة البيئة والمسطحات المائية.

ويعد ملف الرقابة على المبيدات من الملفات الشائكة، فهو ملف كبير ويحتاج إلى رقابة يومية وهو ما نقوم به.

هناك من يسرف في استخدام المبيدات في أثناء رش الزراعات مما يؤدي إلى أضرار صحية بالغة للمواطنين الذين يستهلكون هذه المحاصيل.. ماذا فعلتم تجاه ذلك؟

بالفعل هناك سوء استخدام من بعض المزارعين، فهناك مثلا من يقوم برش المبيد وبدلا من الانتظار لمدة أسبوعين لحين الحصاد يحصد في اليوم التالي للرش وهذا له أضرار صحية، لأن الحصاد في اليوم التالي للرش له تأثيرات صحية خطيرة على الإنسان، ولذلك نقوم بعمل دورات إرشادية للمزارعين لتوعيتهم لكن هناك استثناءات وهناك من يستجيب لهذه الدورات وهناك من لا يستجيب.

بعض المبيدات يتم تهريبها من الخارج مثل مبيد التيمك المحظور دوليا فكيف تحدون من هذا؟

قمنا بضبط مبيدات مهربة من الأردن مؤخرا بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، أما مبيد التيمك فهو من المبيدات المحظورة دوليا ويستخدم في مكافحة النيماتودا، لكن يمكن أن يدخل إلى البلاد من أجل استخدامات أخرى وهو له تأثيرات صحية خطيرة على الإنسان.

انتشر مؤخرا النمل الأبيض في بعض محافظات الصعيد.. كم محافظة انتشر فيها حتى الآن؟

النمل الأبيض موجود في 16 محافظة، وتعد أسوان والأقصر والوادي الجديد الأكثر تضررا، بسبب أن هناك بيوتا قديمة وهى تكون مادة خصبة للنمل الأبيض، وقامت وزارة الزراعة بتوفير المركبات اللازمة لمكافحة آفة النمل الأبيض مجانا لغير القادرين بالقرى والأحياء الفقيرة خاصة في محافظات جنوب الصعيد، وحتى الآن عالجنا 1776 حالة إصابة بآفة النمل الأبيض خلال هذا العام في أربع محافظات، هي قنا والأقصر وأسوان والإسكندرية وهى المحافظات الأعلى إصابة نسبيا.

كيف استعدت الوزارة لمكافحة الجراد الصحراوي قبل وصولها إلى الزراعات؟

تعد مصر منطقة تكاثر وعبور لأسراب الجراد الصحراوي القادمة من مناطق التكاثر بالدول المجاورة في مختلف المواسم، ويعد موسم التكاثر الشتوي هو أهم هذه المواسم ويبدأ في الفترة من أكتوبر حتى فبراير، ويشمل الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية من ساحل البحر الأحمر وموسم التكاثر الربيعي والذي يبدأ من شهر مارس إلى مايو ويقع في الأجزاء الرئيسية من بحيرة ناصر، وموسم التكاثر الصيفي الذي يبدأ من يونيو حتى شهر مارس من كل عام في الصحراء الغربية، وقد استعدت الوزارة من خلال نشر لجان المسح والاستكشاف بالمناطق الحدودية خاصة مع السودان وليبيا وساحل البحر الأحمر، بدءا من الزعفرانة وغارب والغردقة وسفاجا ومرسى علم وحماطة والشلاتين وأبو رماد وحلايب والشيخ الشاذلي وأبرق، فضلا عن بحيرة ناصر وما حولها وأبو سمبل، وفي الشمال الغربي سيوة والسلوم وذلك لرصد أى غزو لأسراب الجراد قبل دخولها إلى البلاد، وتحتفظ إدارة مكافحة الآفات بمخزون استراتيجي من المبيدات وآلات المكافحة ووسائل النقل والمعيشة على مدى العام في المناطق الحدودية والاستراتيجية.

ما خطورة الجراد على المحاصيل الزراعية؟  

يعتبر الجراد الصحراوي من أخطر الآفات اقتصاديا لما له من تأثير مدمر على المحاصيل الزراعية والمراعي، وتستطيع الحشرة الكاملة للجراد الصحراوي التهام ما يوازي وزنها يوميا من النباتات الخضراء والجراد الصحراوي هو أخطر أجناس الجراد على المحاصيل الزراعية، يليه الجراد الإفريقي المهاجر الذي أصبح آفة مستوطنة في مناطق الاستصلاح بالصحراء الغربية بتوشكى وشرق العوينات وبعض الواحات، وهناك برنامج عمل مركزي لمواجهة أى هجوم للأسراب القادمة من خارج البلاد أو حتى المهاجرة من الداخل.