أفلام ومسلسلات الأجزاء.. ما بين استثمار النجاح والإفلاس

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

نقلًا عن الورقي.. يمكنك مطالعته الثلاثاء من كل أسبوع

تامر حسني يستعد لـ"البدلة 2".. وجار تحضير "ولاد رزق" و"صعيدي في الجامعة الأمريكية" و"السلم والثعبان"

نجاح "ليالي الحلمية" توقف مع جزئه الرابع.. وتغيير أبطال "هبة رجل الغراب" قلل مشاهدات أجزائه الأخيرة

بين الحين والآخر يحدث بين الجمهور وعمل فني ما، سواء كان تليفزيونيًا أو سينمائيًا، نوع من التوحد، وتجد أن أول ما يفكر فيه صُناع هذا العمل هو الإعلان عن الإعداد لجزء ثان مستغلين قوة الدفع الجماهيري التي حققها الجزء الأول، ولكن هل نجاح عمل فني يعني بالضرورة استكماله بجزء ثان؟ هل لو كان التكرار مجرد استثمار لنجاح قديم ضمانة لتحقيق نجاح جديد؟ بالتأكيد لا، الضرورة الدرامية قبل كل شيء هي التي تحدد ذلك.

كان من المعتاد أن يتم إنتاج أجزاء ثانية من المسلسلات التليفزيونية، وقد تمتدُّ إلى 6 أجزاء مثلما سبق أن حدث مع مسلسل "ليالي الحلمية" للمخرج أسامة أنور عكاشة، وحتى 18 جزءا مثل المسلسل السعودي "طاش ما طاش" لناصر القصبي، إلا أنه في الألفية الجديدة انتقل هذا الاتجاه بقوة إلى السينما، مثل "عمر وسلمى" (3 أجزاء)، و"الجزيرة" (2).

وبمجرد إعلان تصدر فيلم "البدلة" لموسم عيد الأضحى، قرر صُنّاعه استثمار نجاحه الكبير، وكشفوا أنهم بصدد وضع الخطوط الرئيسية للجزء الثاني من العمل الذي قام ببطولته تامر حسني وأكرم حسني وأمينة خليل، وذكر المؤلف أيمن بهجت قمر أنه بدأ بالفعل كتابة السيناريو بتكليف من المنتج وليد صبري، وحتى الآن لم يتم تحديد موعد أو تفاصيل خاصة بتصوير الفيلم الذي أخرجه محمد جمال العدل.

ومؤخرًا، أعلن صناع فيلم "ولاد رزق" لأحمد عز، أيضًا التحضير لجزء ثانٍ منه، وكشف محمد هنيدي عن نيته عمل جزء ثانٍ من فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998) على الرغم من أنه تم إنتاجه منذ 20 عامًا، كذلك وبعد مرور 16 عامًا على إنتاج "السلم والثعبان" لهاني سلامة وحلا شيحة، كشف السينارست محمد حفظي عن نيته تقديم جزء ثانٍ من الفيلم، كما يستعد المخرج شريف عرفة لطرح الجزء الثاني من "الكنز" لمحمد سعد ومحمد رمضان، وغيرها من الأعمال.

وليس بالضرورة أن نجاح الجزء الأول من الأعمال الفنية، يستمر مع الأجزاء التالية، خاصةً إذا ما كانت هذه الأجزاء لا تُقدم شيئًا جديدًا، وغالبيتها يأتي مفتعلًا ويضيف أحداثًا في موضوع لا يحتمل أي جديد، والتجربة أثبتت ذلك حتى مع أعمال كبيرة، فمثلًا مسلسل "ليالي الحلمية" كان ناجحًا حتى الجزء الرابع فقط، وبعد ذلك لم تنجح الأجزاء التالية، ومؤخرًا مثلًا مسلسل "هبة رجل الغراب" حققت أجزاؤه الأولى نجاحًا كبيرًا، إلا أن الأخير لم يحقق أي نجاح يُذكر، مع تغيير أبطاله الرئيسيين والذين ارتبط بهم الجمهور، على رأسهم إيمي سمير غانم والتي حلت بدلا منها ناهد السباعي.

وبالطبع ليست هناك مشكلة من تقديم جزء ثانٍ لعمل فني إذا كان هناك ضرورة من ذلك، وحينها سيواصل نجاحه مثلما حدث في رمضان الماضي مع مسلسل "كلبش 2" لأمير كرارة، ولكن حينما يصبح الأمر محض استثمار لنجاح سابق دون وجود خطوط درامية تستدعي ذلك، أو حينما يكون ذلك فقط محاولة من فنان للخروج من لحظة ضعف راهنة باستعادة أمجاد الماضي، فإن الفشل في الغالب سيكون حليفه.

شارك الخبر على