وزيرة الصحة تكشف «٦٠% من الدكاترة بره مصر».. والأطباء هذه هي الأسباب

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

مفاجأة غير متوقعة، كشفتها الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بعدما أعلنت أمام جلسة بمجلس النواب، أمس الثلاثاء، أن 60% من الأطباء المصريين سافروا للعمل في السعودية، وأن هناك عجزا شديدا في عدد الأطباء في مصر. 

وقالت زايد "أنا مش لاقية أطباء يشتغلوا، الكل بيسافر".. تصريحات الوزيرة، كشفت عن حجم الأزمة، التى كان من نتائجها حادث مستشفى ديرب نجم، الذي راح ضحيته 3 مرضى خلال جلسات الغسيل الكلوى. 

ما كشفته وزيرة الصحة وعلامات الاستفهام التي طرحتها حول سفر الأطباء المصريين للخارج، كان سبب رد الأطباء عليها، وتأكيدهم أن سفر الأطباء إلى السعودية ودول الخليج عموما يدفع أي طبيب للعمل بها، خاصة مع حسن المعاملة وبيئة العمل الجيدة التي نفتقدها في مصر. 

50 ألف ريال راتب الطبيب في السعودية 

وأكد الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، أنه وللأسف الشديد هناك قطاع عريض يلجأون للسفر للخارج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشكل عام وكذلك الدول الأوروبية، بحثا عن لقمة عيش عادلة، وهروبا من جحيم المنظومة الصحية فى مصر، وتدنى الأجور.

وأضاف خالد سمير لـ"التحرير"، أنه سافر عددًا من الدول، وأن متوسط دخل الطبيب الاستشاري المصري فى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك كندا، وأستراليا، وعدد من الدول الأوروبية يتراوح من 200 إلى 500 ألف دولار سنويا، فضلا عن المزايا الاجتماعية والتعليمية، التى تمنح من تلك الدول للأطباء المصريين، وذلك بتوفير بيئة تعليمية ومكانة اجتماعية تكفل كرامة الطبيب، بتوفير مناخ ومستوى عال من المعيشة والترفيه.

وأوضح أستاذ جراحة القلب، أن الأطباء بيسافروا إلى السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وأغلب الدول العربية والخليجية، نظرا للأجور العالية التى يتقاضاه الأطباء، مقارنة بأجورهم فى مصر، مشددا على أن السعودية والإمارات والكويت يتراوح دخل الطبيب بهم شهريا، ما يزيد على 50 ألف ريال سعودي، فضلا عن توفير مسكن خاص بالطبيب وأسرته، وتحمل نفقات تعليم أسرة الطبيب وعلاجها، بتوفير نظام صحي عال له ولأسرته على نفقتهم الخاصة، وكذلك تذاكر طيران للطبيب بالمجان.

2000 جنيه راتب الطبيب في مصر 

وأكد سمير أن المسئولين فى مصر والقائمين على المنظومة الصحية بالبلاد، تتعمد وبشكل ممنهج على تحمل الطبيب مسئولية تردي الأوضاع الصحية فى مصر، وذلك بتصدير المشهد بأن الوزارة توفر للطبيب كادرًا ماليًا خاصًا، فى حين أن دخل الطبيب الشاب فى مصر يصل إلى ألفي جنيه، وأن النبطشية للأطباء بـ25 جنيهًا، وأنه إذا تمت مقارنة الأجور بعدد ساعات العمل، يتضح للجميع أن ساعة العمل لدى الطبيب تصل إلى 3 جنيهات وللتمريض جنيه واحد، وذلك لأن الطبيب يعمل فى العادة على مدار 3 أيام.

وقال خالد سمير: "إن مصر تريد من الطبيب أن يعمل بدون أجر، ولا مستلزمات طبية، ولا مستشفيات مؤهلة، وبلا إمكانيات، متسائلا: هل يعقل ذلك؟". 

وأكد أستاذ جراحة القلب، أن التأمين الصحي القديم ثبت فشله، وأدى إلى نتائج كارثية ترتب عليها غياب التدريب الحقيقي للأطباء، وكل طاقم المنظومة الصحية، فضلا عن عدم وجود المستلزمات الطبية، وذلك بسبب عدم وجود بنود مالية تغطي كل تلك الأمور، مشددا على أن هناك فرصة كبيرة للإصلاح تكمن فى مظلة التأمين الصحي الشامل الجديد، وذلك بتحصيل اشتراكات للرسوم مقابل التأمين، الأمر الذى سيخلق معه توفير موارد مالية لمظلة التأمين وتقديم الخدمة الصحية، حتى للأشخاص غير القادرين على الدفع، وذلك من خلال وزارة التضامن التى ستتكفل بالتأمين على غير القادرين.

وأكدت الدكتورة شادية ثابت، عضو مجلس النواب، أن المنظومة الصحية تحتاج إلى مزيد من الإصلاحات، لكى ترتقي إلى مستوى خدمة المواطنين، وفى مقدمة ذلك، تحسين أجور الأطباء، مؤكدة أن أجور الأطباء ضعيفة، وبالتالى يسافر قطاع كبير من الأطباء للخارج.

وأشارت ثابت لـ"التحرير"، إلى ضرورة العمل على كل المستويات للنهوض بالمنظومة الصحية، سواء من الناحية التشريعية من خلال قوانين تكفل للمواطن حق العلاج، وتكفل للقائمين على خدمة المنظومة حق الحياة الكريمة، منوهة أن التأمين الصحي الجديد سيحقق تلك الرؤية فى خدمة الصحة والمرضى بشكل عام.

وتابعت: "واقعة ديرب نجم، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وذلك لأن المسببات ما زالت قائمة، وهو عدم وجود صيانة للأجهزة بالقدر المطلوب، وغياب بعض المستلزمات الطبية، مشددة على أن ذلك لا يعني عدم محاسبة المقصرين، وأن كل ما ثبت تقصيره أو إهماله يخضع للعقاب والمحاسبة وفقا للقانون".

وكانت نيابة الزقازيق الكلية، بإشراف المستشار محمد القاضي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، قد تحفظت على 15 من من طاقم الأطباء، والتمريض، والفنيين بوحدة الغسيل الكلوى، للتحقيق معهم بتهمتى الإهمال والتقصير.

وأعلنت مديرية الصحة بالشرقية، فى بداية الكارثة عن وفاة 3 كل من "فردوس عبدالله أحمد" ربة منزل، مُقيمة بقرية "منشأة صهبرة"، و"صبحى عبد الحى علي" مقيم بقرية "الصويني"، و"سلام محمد إبراهيم، من كفر "الحاج حسن" أثناء خضوعهم لجلسة الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم، مع دخول 12 مريضًا فى غيبوبة، ونقل 6 للعناية المركزة، وعلاج باقى المصابين الـ33 بذات المستشفى.

شارك الخبر على