تسعينيات القاهرة دليل فنادق وسط البلد

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

                  - 1-

فى التسعينيات ومابعدها، توثقت علاقتى بفنادق الليلة الواحدة أو الليلتين أو الثلاث على الأكثر. هذه الإقامة المؤقتة التى جعلتنى أرى القاهرة من شرفة فندق أو خلف نافذة بستائر، أو من فرجة صغيرة بين عمارات.

مصطلح "فنادق الليلة الواحدة"، وإن كان يطلق على الفنادق التى تقدم "المتعة المسروقة"، إلا أن داخل هذه الإقامة القصيرة هناك متعة مسروقة أيضا، أن ترى الحياة ولا تكون متورطا بها، فى ذلك المكان الحر على الحافة. كثيرون من الأغراب يخافون من القاهرة ولا يطيقون المبيت بها "ليلة واحدة"، كما يقولون، وينتظرون قطار عودتهم بفارغ الصبر. أعتقد أننى بعدت بفراسخ عن هذا "المعتقد السكندرى"، وعن هذا القطار المُنتظِر الذى فوَّته كثيرا، وفاتنى أكثر، وصارت لى حجرة محجوزة باسمى، وإن لم أشغلها طوال الوقت. هذا الحيز المملوء بأصحابه، حتى ولو كانوا غائبين.

                                      ***

كنا، أنا وسلوى زوجتى، نبحث عن مفهوم ودفء "البيت"، داخل هذه الفنادق التى اخترناها للإقامة، حتى ولو كانت الإقامة مؤقتة، فداخل هذه الإقامة المؤقتة شيء أبدى، يدخل حياتنا ولا يسير مع فناء اللحظة، ربما هو "الحب". تمتد العلاقة بالمكان بعد انتهائها، وتتوسع غرفة حياتنا الأصلية بهذه الغرف الكثيرة التى سكنَّا إليها. ربما عاطفيتنا، أنا وسلوى، هى التى تمنح هذه الحجرات دفئا. العاطفة بيت آخر نسكنه.

نحمل فى سفرنا ملاءات البيت، فُوَطُة، غلاية الماء، وعلبة لبن أو بن أو أكسبريسو إضافية. هذا الجزء الإضافى من المزاج، الذى نعاير به مزاج البيت. أيضا ورق التواليت الناعم المضغوط، والديتول، لنزيل آثار النزيل السابق.

                                      ***

فى تاريخ السينما أتذكر فيلمين يدوران فى أجواء اللوكاندات والبانسيونات: الطريق وميرامار. كلاهما مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ. فى "الطريق" كانت اللوكاندة نقطة الانطلاق للبطل الذى يبحث عن أبيه، الذى لم يره من قبل، فى زحام القاهرة. يتورط هذا الباحث عن الأب فى حب الزوجة الشابة لصاحب اللوكاندة العجوز، فيقوم بقتله. لم يعثر البطل على أبيه، ولم ينل الحب الذى سعى من أجله. كانت اللوكاندة هى المكان الكابوسى لضياع الذات، وللقلق الدائم، فطوال الفيلم ينتظر بجوار التليفون لعل أحدا يخبره عن مكان أبيه. أما فى "ميرامار" والذى تجرى وقائعه فى أحد بانسيونات الاسكندرية فى الستينيات. ظاهريا يبدوا ساكنو البنسيون وكأنهم عائلة واحدة، وهو الميراث الثقافى للبنسيون. لكن مع الوقت تظهر الصراعات والخلافات الحادة فيما بينهم، لتصل فى النهاية إلى هجرتهم للبنسيون، فالمكان لم يؤسس من أجل الإقامة الدائمة. قلق النوم يزداد مع قلق إنتاج علاقة صحية مع آخرين، الحياة المبتورة التى لا سبيل لاستكمالها داخل هذا المكان.

                                         ***                                

فى غرف تلك الفنادق هناك شباك صغير، غالبا مايطل على الأجزاء المخبأة من المدينة، المناور وأسطح البيوت. يكتشف الغريب عالما مليئا بكراكيب ساكنى العمارات التى تتجمع على الأسطح. يعلوها التراب والزمن كالمومياوات. يلمس الغريب، دائما، هذا الجزء الميت من المدينة الكبيرة.

بتكرار عودته تتحول هذه الفنادق، بالنسبة للغريب، إلى مكان له روح السكن الدائم، حتى ولو قضى بها أياما معدودات، فرغبة الغريب فى مضاعفة حبه للأشياء، تساوى تماما رغبته فى النفور منها. غالبا ما تُحسم هذه المعادلة لصالح الحب، أو القبول بالأمر الواقع، ويتحول عندها إلى أحد  سكان المدينة الدائمين، ولكن بقلب مؤقت.

                                        - 2-

لنبدأ الرحلة :

1-فندق تيوليب

بميدان طلعت حرب. الأقرب بالنسبة لنا لمفهوم البيت. أعود متأخرا، عادة فى الثالثة أو الرابعة صباحا، بعد سهرة مع الأصدقاء، وفى فمى رائحة السهرة. يفتح لى البواب الذى يضع "فَرْشَته" بجوار المصعد. تصدر سيور المصعد أصواتا شاذة تشرخ السكون، أريد أن أكتمها بيدى قبل أن يستيقظ سكان العمارة. أجد موظف الاستقبال منتظرا والنوم فى عينيه،  يناولنى مفتاحى بدون أن يسأل عن رقم الغرفة، فمفتاحى هو الوحيد الساهر خارج الفندق. قبل الصعود أمر على بائع الجرائد الذى يقف على الناصية القريبة، أحمل شيئا طازجا من هذا الغد الذى أصبحنا نعيش فيه.

الغرف التى تطل على الميدان كبيرة، ومفضلة، أحرص على حجزها. فى البلكونة هناك حاجز خشبى يفصلها عن بلكونات الغرف الأخرى، ولكنها لا تخفى الفوطة الممسدة على ظهر الكرسى، أو دخان الأرق. صنعت هذه الحواجز لقطات يراها أحدهم من الناحية الأخرى كلقطات حية متتالية فى فيلم مستمر.

فى الصباح أقابل موظفة الاستقبال الخمسينية اللطيفة، أدخل معها فى حوار سياسى وأدبى. تقرأ فى كل شيء، وتحب كل شيء، لا يوقف الحوار إلا نداء عامل الإفطار ينبهنى بأن القهوة قد بردت. ثم نستأنف حوارنا مرة أخرى بعد الإفطار.

يتكون الإفطار من بيض مسلوق ومربى وزبدة وجبنة مطبوخة مثلثات وعيش فينو، بالإضافة لبراد شاى أو قهوة باللبن.

فى الحمام، أعثر على بقايا سرب النمل الأسود الكبير، فهو النزيل الدائم داخل هذه الفنادق، يتنقل بين الغرف والحمامات، بحثا عن الطعام الساقط.

أول من نقابله بعد الخروج من الغرفة، مباشرة، فى الصباح؛ ذلك العامل العجوز الأسوانى الذى تجاوز الثمانين. يقوم بتنظيف الغرف. ينتظر منذ سنوات على كرسيه حركة الباب هذه، ليبدأ عمله. فى إحدى المرات القريبة خرجنا وكان كرسيه فارغا. سألت عنه بلهفة، عرفت أنه عاد لموطنه ينتظر الموت هناك وسط أهله. دائما سلوى كانت توصينى بأن أضاعف البقشيش الذى أتركه له. 

عامل المصعد عندما يرانى ينتفض ليثبت احترامه لى. المصعد، كجهاز له تراث من الاحترام الأرستقراطى لا يتوفر لوسائل حركة أخرى. ربما ملل الحركة وانتظامها وصوت سيور المصعد كأنها آلة تعذيب موسيقية؛ هى السبب فى هذا الوخم الذى يلازم العامل صباحا ومساء.

أثناء الصعود، فى المصعد، يحدث تبادل للأبواب. فالباب الذى دخلت منه ليس هو الذى سأخرج منه، كأن العمارة دارت دورة كاملة فى هذه الثوانى. هذه اللعبة دائما تجعلنى أخطئ فى تحديد اتجاه الخروج.

عند نزولنا للإفطار صباحا، أعبر بصوت الأمومة فى حكايات السيدة االتى تقوم بالتنظيف، بينما هى جالسة على السلم الرخامى، ومعها العاملات الأخريات. تقابلنا بابتسامة كأنها تدعو لنا.

قبل المغادرة عادة ما أنظر تحت السرير. داخل الفنادق نشأت عادة النسيان، مثل المطارات تماما.

2- فندق بيج بن

أول شارع عماد الدين، من ناحية رمسيس، للقادم من محطة القطار. الغرف التى تشربت أركانها بمبيدات الحشرات، تحتاج لهواء متجدد حتى تزول تلك الرائحة المعتقة. بدأت علاقتى به فى الثمانينيات، كان سعر الغرفة وقتها أربعة جنيهات. من شباك الغرفة فى الطابق الخامس، تنكشف، فى الصباح، أسطح العمارات المسكونة، عائلاتها وأطفالها. شاشات سينما حية تنقل لك الحياة بدون مونتاج. نادرا مايدخلون تلك الغرفة الصغيرة، ربما فقط للنوم، وفى الصيف ينامون بالخارج تحت النجوم مباشرة. على حواف السور صفائح زرع مرصوصة بانتظام، تسيج رقعة السطح بروح نباتية. أتذكر هذا الوجه الميدوزى المنحوت فى البناية المقابلة، الذى كنت أثبت فيه بصرى.

3- بنسيون روما

بشارع محمد فريد، الممر الطويل المواجه للأسانسير والسجادة الحمراء الطويلة التى تغطيه كسجادة الجوائز، وهناك فى عمق هذا الممر مكتب الاستقبال حيث تقف وراءه صاحبته المرأة السبعينية الأنيقة ذات اللكنة غير المصرية. المسافة بين باب الأسانسير والمكتب طويلة جدا جدا، يمكن أن تتعثر فيها الحقيبة من الخجل. يطل شباكه العريض، فى تلك الغرفة الواسعة ذات الأثاث البنى الغامق، والملحق بها مدخل؛ على إشارة مرور تقاطع عدلى مع محمد فريد. إشارة مزدحمة يتقاطرالعابرون على رقعة الشطرنج الصفراء المرسومة على الأرض. فى البداية ينتظر العابرون على الناحيتين، ثم عند فتح إشارة المشاة يحدث التداخل بين الحزبين، تذوب الاتجاهات لثوان فى المنتصف، ثم تنفصل وترجع لأصلها.

4- فندق نيو منيرفا

كنا نلجأ إليه لو كانت الأحوال المالية ليست على مايرام، فقد كان أرخصها جميعا. على اليمين، داخل ممر، على بعد خطوات من طلعت حرب، بالقرب من 26 يوليو. سودانيون وأفارفة،  كانوا يشغلون هذ الممر، طوال التسعينيات يبيعون العطارة. نعبر ببوابة حديدية كبيرة، نتوسط ساحة صغيرة بين مجموعة من العمارات والمحال. مصعد يرتج بقوة فى الصعود. تعيش عائلات من القطط على بقايا عمال المحال فى الدور الأرضى. أغلق هذا الفندق لفترة من الزمن لخلاف بين الورثة، كانت صدمة لنا، ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى، ولكن بعد أن  عثرنا على فنادق أخرى فى محيط وسط البلد. دائما قبل وصولنا أتصل لأحجز الغرفة الوحيدة ذات الحمام الداخلى الواسع، أؤكد على صاحب الفندق فى التليفون عدة مرات. هذه الغرفة الواسعة كانت مثار تنافس خفى بين رواد الفندق، خاصة العائلات منهم. للغرفة باب بضلفتين تتخللهما مربعات زجاج مصنفر يحجب الرؤية ولا يبقى منها إلا خيالات. الفندق الوحيد الذى كان يبدع فى إفطاره، كل صباح يأتى العامل  بالطعمية والفول والعيش الساخن من سوق التوفيقية القريب.

5- فندق جاردن سيتى هاوس

من شارع عبد القادر حمزة، بعد مسجد عمر مكرم. من إحدى زواياه نكشف لمعة مياه النيل ليلا، وكوبرى قصر النيل، ومبنى وزارة الخارجية القديم. صالة الطعام كصالات إفطار الأفلام القديمة، الصحون وفناجين الشاى والقهوة، حامل الجرائد الأرابيسك، البيانو، الستائر التى تفصل الصالون المذهب عن صالة الطعام. خشب ثم خشب ثم خشب. عدة أشجار تتنفس داخل هذا الهيكل الكلاسيكى. صور استشراقية باهتة. ماكينة تليفون قديم بقامة رجل قصير.

6- فندق جراند أوتيل

امتداد طلعت حرب بعد تقاطع 26 يوليو. يقع أمامه تماما سوق التوفيقية. الفاكهة، فى السوق، مدهونة بألوان زاهية نموذجية كألوان فاكهة سيزان، ويطلونها بطبقة من الزيت تجعلها لامعة تحت إضاءة المصابيح المدلاة على عربات اليد. عامل المطعم، كل صباح، وفى العقود الطويلة لغياب السياح؛ يسألك بأدب جم،هل تريد طبق بيض أومليت إضافى، أو جبن إضافي؟ فتعتقد أنه جزء من الإفطار، ولكن تكتشف أنه ضريبة غياب السياح التى يجب أن تدفعها عن طيب خاطر.

7- فندق ويندسور

المدخل الغريب فى ذلك الشارع الجانبى الصغير المتفرع من شارع الألفى، تغطيه شجرة، كأنه مدخل مموه لغرفة الدفن الملكية، وليس مدخل فندق. تلك الواجهة الصلبة من الحجر القرميد، الذى اكتسبت لونا رماديا خشنا وباردا عبر عقود عشرة. المرة الأولى التى نزلت بهذا الفندق كان عام 77 مع أخى الكبير، بعد مظاهرات الخبز مباشرة. حالة طوارئ، وميدان التحرير مرشوق بالدبابات والجنود. فى الماضى نزل به علماء الآثار، ومن بعدهم ضباط الجيش الإنجليزى، ربما بسبب باره الواسع متعدد الأركان، فى الطابق الأول. تشعر بأنك فى ديكور فيلم كولونيالى. تم به تصوير فيلم "80 يوم حول العالم" عام 56 عن رواية جون فيرن. لوحات تزين الممرات، ومرايا بيضاوية فى الغرف، تلك التى تخلد الوجوه التى تنظر بداخلها.

8- فندق اللوتس

بشارع طلعت حرب فوق مطعم إستوريل. ننزل به فى أوقات الطوارئ، عندما نفقد الأمل فى الحجز فى الفنادق الأخرى الأكثر ألفة. دائما مايقع نصيبنا فى غرفة داخلية تطل على ممر بين عمارتين، رائحة ورنيش الأثاث تسكن غرفه. من فرجة صغيرة يظهر جزء ثابت من شارع طلعت حرب، قبل "مطعم فلفلة" بقليل، تنتظر أن تتحرك الكاميرا قليلا ويظهر "فلفلة"، ولكن الكاميرا المثبتة لا تسمح بهذا حتى ولو مددت جذعى خارج البلكونة.

9- فندق جريشام

بشارع طلعت حرب بجوار الهيئة العامة للاستعلامات. مرة أو مرتين نزلنا به. فندق سياحى بمعنى الكلمة بأجوائه الشرقية المبالغ فيها أحيانا.

10- فندق جولدن

طلعت حرب فوق "فلفلة" مباشرة، ممر مسروق بين محلات ملابس وتفصيل بذلات. كنت أذهب إليه لو كنت بمفردى، لرخص سعره، كانت غرفته فى التسعينيات بـ12 جنيها، طبعا بدون إفطار. الغرفة عبارة عن منامة بمقاس سرير، أدخل إليه قفزا. أنتظر بفارغ الصبر صباح البعث داخل هذا القبر السريرى.

11- فندق لونشان

الزمالك، شارع إسماعيل محمد، الوحيد الذى خرج من دائرة وسط البلد. من أجمل الفنادق التى نزلنا بها. لا شيء يضاهى أناقة الغرفة ودقة تصميمها، وصالة الإفطار، وإفطاره المفتوح، بالإضافة للتراس وأركانه الخاصة، وكما وصفته سلوى بأنه مثل "الكهف"، أو "الكانترى سايد" داخل المدينة، بالمفهوم الأوربى للريف طبعا، بانفصاله تماما عنها، وروحه النباتية المتناثرة فى كل أركانه. لم ننزل به كثيرا ولكن ترك أثرا لا يزول بسهولة. قرأت أنه كانت تملكه، قبل إدارته الحالية الأجنبية، الفنانة المصرية أمينة نور الدين، إحدى ممثلات الصف الثانى، لها جمال متخشب قليلا، وربما هذا النوع من الجمال كانت السينما تفضله فى ممثلات الصف الثانى، كى لا ينافسن ممثلات الصف الأول.

                                          - 3-

فى إحدى المرات، نزلت أنا وسلوى، فى فندق جديد تماما، أيضا بشارع طلعت حرب، بعد أن أغلق فندق "نيو منيرفا" الذى اعتدنا أن نقيم فيه. قدمت وثيقة الزواج لموظف الاستقبال. لم يأبه بها أو يعرها التفاتا حتى. ملأت البيانات الخاصة بنا، ودفعت أجرة الغرفة مقدما، وتغاضيت عن الزيادة فى السعر المحدد. شعرنا بحركة مريبة، كثرة عدد السيدات اللاتى ينتظرن فى الاستقبال. المهم وصلنا إلى الغرفة، وبمجرد دخولنا ذهبت إلى البلكونة، لأشاهد القاهرة من أعلى كعادتى. كان، ببلكونة الغرفة المجاورة، رجل وامرأة يقفان فى وضع غزل ملتهب، ليس لزوحين، وشىء من الارتباك باد عليهما. بدأت تتجمع خيوط المؤامرة، بداية من عدم اكتراث موظف الاستقبال بالتدقيق فى وثيقة الزواج، والسعر المبالغ فيه. حملنا حقائبنا بسرعة، واسترددت ما دفعته. لم يمانع الموظف، وهو أمر غريب آخر. نزلنا إلى الشارع. أثناء وقوفنا منتظرين لأى تاكسى، اقترب منا أحد بائعى السجائر المرابطين تحت العمارة، أخبرنى بسهولة شديدة أن بوليس الآداب "عمل كبسة" على الفندق منذ شهر تقريبا!

بعد هذه الواقعة بسنوات كثيرة، وفى إحدى كافيتريات وسط البلد فى شارع طلعت حرب بالقرب من هذا الفندق القديم، فى ظهيرة حارة جدا؛ يدخل فتى وفتاة فى بداية العشرينيات، يطلبان زجاجتى بيرة. بعد أن أنهت زجاجتها، تنام الفتاة اللطيفة ذات الشعر الطويل على ذراع الفتى، الذى بدا فى وضع متجهم ومتوتر. يقوم الفتى للجرسون، ويتحدث معه بصوت هامس خلفى، ليعود إلى حيث الفتاة نصف النائمة، نصف المنتشية، ثم يخرجان مخذولين. يعود الجرسون ليخبرنى أن الفتى كان يسأله عن فندق يقبلهما بدون وثيقة زواج، فرفض الجرسون أن يفتح لهما باب هذه "المتعة المسروقة"، هذا الباب الذى لن يُسد أبدا، كما قال الجرسون.                                                 

شارك الخبر على