الساحر والمرض المجهول.. الأيام الأخيرة في حياة محمود عبد العزيز
ما يقرب من ٩ سنوات فى التحرير
الحالة الصحية الصعبة التي كان يمر بها الفنان محمود عبد العزيز قبل رحيله اليوم السبت، ورغبته في ألا يراه أحد بهذا الوضع - حتى إن كان أعز أصدقائه - جعلت من الصعب على الآخرين زيارته داخل مستشفى الصفا التي ظلَّ فيها خلال الفترة الأخيرة لتلقي العلاج اللازم.
"الساحر" طلب ألا يزوره أحد، وإذا ما حاول أحد ذلك يجد نجليه "كريم ومحمد" يبلغانه برغبة "الأب" في ذلك، وهو الأمر الذي حدث مع كثير من الفنانين منهم الزعيم عادل إمام، الذي هاتف محمد محمود عبد العزيز منذ بضعة أيام للتعرُّف على حالته الصحية، وإعلان رغبته في زيارته والاطمئنان عليه، لكن "الأخير" أوضَّح له أنَّه في حالة مستقرة، ولا يرغب في الزيارة في الوقت الحالي، لذا طلب منه "الزعيم" أن يُعلمه إذا ما تغير موقف والده.
الرئيس الأسبق حسني مبارك - الذي يقيم في المستشفى العسكري - حرص على الاتصال للاطمئنان على صحة الساحر، إلا أنَّه لم يرد عليه، فيما ردَّ نجلاه "محمد وكريم" ردَّا على الرئيس وحرصا على شكره لاتصاله.
وخلال الشهرين الماضيين، كان أغلب العاملين في الوسط الفني سواء أمام أو خلف الكاميرا يقدمون دعواتهم طلبًا لشفاء "محمود عبد العزيز"، وبخاصةً أنَّه معروفٌ بعلاقته الطيبة مع الجميع، إذ لم يختلق يومًا مشكلة مع أي منهم، ولم يتأخر عن موعد تصويره لمشاهده، كذلك لم يخرج ليدعي بأنَّ مسلسله كان الأول من ناحية المشاهدة، ولم يغالِ في أجره بغرض إثبات أنه مطلوب ويفز بالكثير من الأموال.
هذه العناصر وغيرها شكَّلت جزءٌ من الشخصية الإنسانية لمحمود عبد العزيز حتى باتت سيرته محبوبة في أي مجال للحديث، ويرغب الجميع للتعاون معه، والاستفادة من خبراته الفنية الكبيرة، التي قدم من خلالها مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي لن تُنساها ذاكرة الفن، منها مسلسلات "رأفت الهجان"، و"محمود المصري"، و"باب الخلق"، و"جبل الحلال"، وأفلام "الكيت كات"، و"إعدام ميت"، و"تزوير في أوراق رسمية"، و"العذراء والشعر الأبيض".
وأمام جهود وسائل الإعلام للكشف عن المرض الذي عانى منه "الساحر" والذي تسبَّب في سفره إلى باريس لفترة بعد عرض مسلسله الأخير "رأس الغول"، إلا أنَّ جهود نجليه كانت أقوى في إخفاء حقيقة هذا المرض، فكان التكتم شعارهما، وإذا ما خرجا عن هذا الإطار، يوضحان أنَّ الأمر مجرد إرهاق عانى منه بسبب التصوير.
الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين رفض توضيح ما مرَّ به الساحر، حيث أكَّد أنَّه لا يمكنه التعليق لا بالسلب ولا بالإيجاب، ليصبح الأمر غير معلوم بالنسبة للمتابعين، أعقبها اجتهادات من قبل بعض الصحفيين تشير إلى أنَّه كان قد خضع لعملية جراحية لإزالة ورم حميد في الأنسجة المحيطة بالفك، لكن المرض كان قد ازداد عليه، لذا تم نقله إلى مسشفى الصفا بالمهندسين.
ظلَّ "الساحر" في العناية المركز لفترة، بعدما تعرَّض لنزيف حاد أدى إلي نقص في نسبة الهيموجلوبين بالدم، ورغم إعلان نجليه وزوجته الإعلامية بوسي شلبي خلال الأيام القليلة الماضية أنَّ حالته في طريقها للتحسُّن، لكن يبدو أنَّ الأمر لم يكن كذلك، حتى توفي مساء اليوم السبت، ومن المقرر تشييع جنازته غدًا الأحد من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، فيما يُقام العزاء يوم الأربعاء بالمسجد نفسه.