التكلفة والإمكانات تُبدد أحلام ترامب في إنشاء قوة فضائية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

لا تزال القوة العسكرية الفضائية التي كلف الرئيس الأمريكي وزارة الدفاع البنتاجون بتأسيسها مُحاطة بالعديد من الأزمات، خاصة بعد أن بدأ البنتاجون في الاستعداد للأمر عن طريق مجموعة من الدراسات والأبحاث حول تكاليف القوة الفضائية ومدى الإمكانات التي سترصدها الولايات المتحدة لذلك.

إنشاء تلك القوة كان موضع خلاف بين مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية منذ إعلان ترامب عن نواياه في هذا الصدد، إلا أن ذلك لم يمنع القوات الجوية من بدء دراساتها الخاصة بهذا الأمر، لإمداد الرئيس الأمريكي بكافة المعلومات اللازمة لإنشاء هذه القوة العسكرية الجديدة.

ولعل مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنشاء قوة عسكرية في الفضاء كان من أكثر الملفات سخونة وإثارة للجدل داخل الجيش الأمريكي، خاصة أن العديد من الخبراء حذروا من تبعات إنشاء فرع عسكري سادس للقوات المسلحة في الولايات المتحدة يحمل اسم "قوة الفضاء".

وحصلت شبكة سي إن إن الأمريكية على نسخة من الوثيقة التي أرسلتها القوات الجوية الأمريكية لترامب بشأن إمكانية إنشاء تلك القوة الجديدة، حيث تُقدر تكاليف عملية إنشاء قوة الفضاء التي يسعى إليها الرئيس حوالي 12.9 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الأولى من تأسيسها.

ووفقا لوثيقة القوات الجوية، فإنها تُقدر "التكاليف الإضافية" للسنة الأولى المرتبطة بإنشاء الفرع العسكري الجديد في السنة المالية 2020، بما في ذلك إنشاء مقر بحوالي 3.32 مليار دولار، كما تُقدر الوثيقة أيضًا أن القوة الفضائية ستحتاج إلى حوالي 13000 فرد عندما يتم إطلاقها بشكل رسمي.

وفي مذكرة ترافق الاقتراح الذي رُفع للرئيس الأمريكي، فإن هناك دعوة للكونجرس بتمويل وتفويض القوات الجوية لبناء الفرع الجديد، ومن ثم تأجيله إلى العام المالي القادم في الولايات المتحدة.

مشروع ترامب للقوة الفضائية يثير الأزمات في الجيش الأمريكي 

وفي مذكرة مؤرخة في 14 سبتمبر: "هذا من شأنه أن يبني أساس الإدارة الجديدة أولا، مما يسمح لنا بنقل الموظفين والبرامج في العام المالي المقبل".

ورفضت السكرتير الحالي للقوات الجوية هيذر ويلسون أيضًا اقتراح البنتاجون الأخير بإنشاء منصب دفاعي مدني كبير للإشراف على إنشاء قوة فضائية، واصفا إياه بانعطاف غير مدروس.

وقالت: "تلك السياسة لا تتماشى مع نية الرئيس دونالد ترامب من وراء إنشاء فرع عسكري جديد في الفضاء".

وقد أعلن نائب الرئيس مايك يبنس في أغسطس من مقر وزارة الدفاع قرار إنشاء منصب مدني بمناسبة إطلاق تقرير وزارة الدفاع المؤقت حول الجيش والفضاء، وهو تقرير يشرف عليه نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان.

وأضاف بينس: "سنقوم بإنشاء وظيفة مدنية واحدة، وتقديم التقارير إلى وزير الدفاع، للإشراف على نمو وتوسيع هذا الفرع الجديد من الخدمة، هذا المنصب سيكون مساعد وزير الدفاع للفضاء، وسيكون هذا القائد مفتاح الانتقال إلى وزارة مستقلة تمامًا للقوة الفضائية في السنوات المقبلة".

وفي الوقت الذي تعمل فيه وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون على تلبية رغبة الرئيس دونالد ترامب في إنشاء فرع خدمي سادس بسلاح الجو الأمريكي يكون معنيا بصفة رئيسية بالفضاء، فإن العديد من المعوقات قد ظهرت في طريق المشروع الضخم، والذي أمر ترامب البنتاجون بالتحرك لتنفيذه خلال العام الأول من ولايته كرئيس للبلاد.

ترامب يعرب عن أمله في تشكيل «قوات فضائية» 

وأضافت لي جيمس السكرتير الثالث والعشرين للقوات الجوية ومستشار الفضاء الدفاعي لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: "من المؤكد أنه سيكون للقوة الفضائية مهمة ضخمة ستستهلك الكثير من الوقت والجهد والتفكير".

وأضافت لي جيمس السكرتير الثالث والعشرون للقوات الجوية ومستشار الفضاء الدفاعي لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: "من المؤكد أنه سيكون للقوة الفضائية مهمة ضخمة ستستهلك الكثير من الوقت والجهد والتفكير".

ترامب يأمر بتشكيل قوات فضائية: «ضرورة عسكرية» 

وأوضحت لي جيمس أنها لا ترى أهمية في أن تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية قوة فضاء منفصلة، مشيرة إلى أن الفرع السادس لخدمات السلاح الجوي سيتسبب في إرباك العديد من المسائل الأمنية القومية للولايات المتحدة.

وعلى مستوى التنفيذ على أرض الواقع، ترى المستشارة السابقة لأوباما أن كبار الضباط في البنتاجون يبدو في تردد واضح بشأن إبداء الرأي في تشكيل فرع عسكري جديد، مؤكدة أن الضباط لا يرون أهمية واضحة لها ولكنهم مضطرون لإتمام المشروع. 

شارك الخبر على