كيف نجح أمير مرتضى مع الزمالك فيما فشلت فيه لجنة الكرة بالأهلي؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

لا صوت يعلو داخل النادي الأهلي على صوت ماذا قدمت لجنة الكرة واللجان الفرعية لها - لجنة التعاقدات والجنة الفنية - منذ تولى مجلس إدارة الأهلي الحالي برئاسة محمود الخطيب المسئولية، بل إن هناك هجوما شرسا وانتقادات حادة يتعرض لها أعضاء لجنة الكرة منذ اليوم الأول لاختيارهم من جانب مجلس إدارة النادي.

أعمال لجنة الكرة لم ترض عنها جماهير النادي، وتتعرض لانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تمر مناسبة إلا وتطالب برحيل أعضاء اللجنة، بداية من اختيارهم المدير الفني الفرنسي كارتيرون، ومرورًا بالتعاقدات الجديدة، التي تم إبرامها، ولم تخرج عن صلاح محسن وأحمد علاء وساليف كوليبالي ومجموعة من اللاعبين الشباب تراهن عليهم اللجنة في وقت لم يستطع حتى الآن اللاعبون الصاعدون بما يمتلكون من قدرات فنية وإمكانيات ربما تكون أفضل من الجدد من حجز أماكنهم في التشكيلة الأساسية، أو تأكيد أحقيتهم في الفرص التي يحصلون عليها مثلما هو الحال مع ناصر ماهر وأحمد حمدي.

لجنة الكرة بالأهلي تضم أسماءً كبيرة في الكرة، يرأسها محمود الخطيب وعضوية عبد العزيز عبد الشافي صاحب الخبرات والأخلاق الرفيعة وعلاء عبد الصادق وحسام غالي نجم الأهلي السابق الذي يعمل منسقا للجنة، ومع ذلك لم يستطع كل هؤلاء أن يلبوا رغبات جماهير الأهلي، التي كانت تبحث عن صفقات سوبر ومدرب صاحب سيرة ذاتية عالية، وتجديد عقود اللاعبين دون أزمات.

على الجانب الآخر فإن الغريم التقليدي الزمالك فاجأ الجميع بتعيين أمير مرتضى منصور نجل رئيس النادي في منصب المشرف العام على الكرة، في وقت كان أمير يعمل من خارج النادي في صمت سواء في التفاوض مع اللاعبين الجدد أو المدربين، الذين تعاقد معهم النادي.

تعيين أمير مرتضى لاقى انتقادات واسعة، خاصة أن هذا القرار أصاب نجوم القلعة البيضاء القدامى بصدمة شديدة لاعتبارات أن نجل مرتضى منصور لا يمتلك المؤهلات، التي تؤهله لتولي هذا المنصب في النادي الكبير، لكن بمرور الوقت بدأ أمير مرتضى يقدم شهادات اعتماده سواء عندما نجح في التعاقد مع السويسري كريستيان جروس بعدما رحل عن الزمالك في المرة الأولى عندما اعترض على تعيين أي مساعدين مصريين في الجهاز الفني للفريق.

كما واصل أمير عمله في الإشراف على الكرة دون إثارة أي أزمات ما ترتب عليه قيام الجماهير بعقد مقارنات بين لجنة الكرة في الأهلي وأمير مرتضى منصور في الزمالك، وهو ما نستعرضه في السطور التالية:

التعاقد مع جروس وحمايته
 نجح أمير مرتضى منصور، في إقناع جروس بتدريب الزمالك، وتعيين أمير عزمي مجاهد في الجهاز الفني، لكي يستفيد النادي من خبرات المدرب السويسري، الذي حضر لتدريب الفريق الأبيض، ومعه كتيبة من المساعدين الأجانب ليتولى المهمة.

جروس في بداية الأمر كان يقوم باستكشاف قدرات لاعبيه مرة يلعب بطريقة 4-1-4-1، ثم تراجع عنها في المباراة التالية، واستقر على اللعب بطريقة 4-2-3-1، وسرعان ما جاء موعد الاختبار الأول لأمير مرتضى في كيفية توفير الحماية الكاملة لكريستيان جروس، مدرب الفريق الأول من غضب والده مرتضى منصور رئيس الزمالك.

هذا الاختبار جاء عند خسارة الزمالك المفاجئة أمام فريق النجوم الوافد الجديد للدوري بهدف مقابل لا شيء، وقتها خرج مرتضى منصور، وانتقد كالعادة التشكيلة، التي لعب بها جروس، لكن سرعان ما تدخل أمير، واحتوى  الأمر، وامتص غضب والده عقب الخسارة، واستطاع  إنهاء الأمور سريعًا ليتفرغ المدرب لقيادة الفريق بعدها ووصل إلى صدارة جدول ترتيب الدوري.

على الجانب الآخر لم تستطع لجنة الكرة بالأهلي تلبية احتياجات جماهير النادي في التعاقد مع مدرب عالمي كبير، واكتفت في النهاية بالتعاقد مع باتريس كارتيرون المدير الفني الفرنسي الذي سبق له تدريب فريق وادي دجلة.

كارتيرون بالورقة والقلم حقق نتائج جيدة، إذ لعب 11 مباراة، فاز في 7، وتعادل في 4 مباريات، لكنه يفوز دون إقناع ، والفريق لا يقدم معه الكرة الجميلة التي كان الأهلي يقدمها من قبل، ومن ثم فإن هناك حالة من عدم الاقتناع بقدراته التدريبية، لكن الجماهير ارتضت بالأمر الواقع على أمل أن ينجح في تغيير رأيها فيه.

الجماهير الأهلاوية كانت تمني نفسها باسم مدرب كبير من الأسماء، التي عرضها على الخطيب تركي آل شيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي السابق للأهلي (رامون دياز وسباليتي وهيدينك وبيلسا) قبل أزمة البيان الصادم الذي أصدره الأخير، وكشف خلاله عن تبرعاته الضخمة للنادي الأهلي، التي لم يتم صرفها في أوجه الصرف المقررة لها.
  
التجديد للاعبين
 الملف الثاني كان تجديد عقود اللاعبين والاتفاق مع لاعبين آخرين على التجديد خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث نجح أمير مرتضى في إنهاء ملف اللاعب النيجيري معروف يوسف وتجديد عقده، وأيضًا محمود حمدي الونش.

اللاعب النيجيري كان قاب قوسين أو أدني من الرحيل عن الزمالك مجانًا، لكن أمير مرتضى أقنع والده بضرورة تجديد عقد اللاعب على أن يكون رحيله للنادي الذي يحدده الزمالك، حتى لا يترك له حرية الانتقال لنادٍ منافس مثل الأهلي.

أزمة معروف انتهت سريعًا، وسرعان ما دخل أمير في مفاوضات جديدة مع محمود حمدي الونش، الذي جدد تعاقده هو الآخر لمدة 5 سنوات، بينما تم التجديد للاعب النيجيري لمدة 3 سنوات.

في المقابل فإن لجنة الكرة في الأهلي وجدت صعوبات بالغة في ملف تجديد اللاعبين، البداية كانت مع الثنائي عبد الله السعيد الذي وقع للزمالك، وكان قاب قوسين أو أدنى من ارتداء الفانلة البيضاء لولا استعانة محمود الخطيب بالمستشار تركي آل شيخ لتمديد عقد السعيد نظير 40 مليون جنيه ليتم إعارته للدوري الفنلندي، ثم باعه النادي لنظيره أهلي جدة السعودي.

وتكرر الأمر مع أحمد فتحي، لكن تركي آل شيخ لحق به قبل التوقيع للزمالك، وجدد تعاقده لموسمين، وما زالت هناك أزمة خاصة بالمقابل المالي، الذي سيحصل عليه اللاعب بعدما رفع تركي آل شيخ يده عن الأهلي، ولم يعد يدعم النادي.

في الوقت نفسه فإن لجنة الكرة جددت عقود عدد من اللاعبين، مثل حسام عاشور وشريف إكرامي ووليد سليمان وسعد سمير وصبري رحيل، لكن هذه المجموعة لم تكن لها أي طلبات، وفي تجديد عقودها السابقة لم يكن أحد يسمع لهم صوتًا، لكن سرعان ما نشبت أزمة بعد تجديد عقدي عبد الله السعيد وفتحي بالمبالغ المالية الضخمة، وقاد هذا التمرد شريف إكرامي، وطالب بضرورة ترضيتهم ماليًا، لكي يقتربوا من الرواتب التي حصل عليها أحمد فتحي والسعيد.

ولم تتوقف أزمات التجديد في الأهلي بعد، فهناك أزمة جديدة بطلها مؤمن زكريا، الذي لم تنجح مفاوضات محمد يوسف المدرب العام القائم بأعمال مدير الكرة في إقناعه بالتجديد، ما اضطر الجهاز الفني لاستبعاده من المشاركة في المباريات تارة، ثم عاد ليتم منحه مهلة للتجديد إذا لم يوقع لن يكون له مكان في الفريق خلال المرحلة المقبلة.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيستمر أمير في توفير كل أجواء الاستقرار لفريق الزمالك بعدما وصل إلى صدارة ترتيب الدوري، أم أن لجنة الكرة بالأهلي قادرة على تصحيح أوضاعها ليعود النادي كما كان في عهده القريب؟

شارك الخبر على