خبراء صراع ترامب مع الصين قد يتحول لحربا حقيقية

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

حرب تجارية شعواء، يصارع فيها الولايات المتحدة والصين بعضهما البعض، عن طريق فرض رسوم جمركية على صادراتهما، وغيرها من الأساليب الأخرى.

وألقى العديد من المراقبين باللوم في هذه الحرب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب سياساته العدائية، وقراراته المتسرعة وغير المدروسة.

إلا أن عدد من الخبراء في قمة سنغافورة الاقتصادية، أشاروا، إلى أن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كان ليندلع مع أو بدون ترامب، وفقًا لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.

حيث صرح داني رودريك الأستاذ في جامعة هارفارد، أنه في الوقت الذي تسببت فيه الطرق "الجنونية" للرئيس الأمريكي في زيادة الوضع سوءًا، إلا أنه كان مجرد "عَرَض" للتطورات العالمية التي زادت من حدة التوترات، وليس السبب الرئيسي لها.

وأضاف رودريك، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في كلية جون كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد "أعتقد أنه يجب ألا نبالغ في أهمية ترامب".

اقرأ المزيد: واشنطن تخشى زر «التدمير الذاتي» للصين في الحرب التجارية

وأكمل "أعتقد أن ترامب هو أحد الأعراض وليس السبب الرئيسي، سواء كان ترامب رئيسًا للولايات المتحدة أم لا، فإننا كنا سنواجه مثل هذه التوترات"، مرجعًا ذلك إلى مشاكل هيكلية في الاقتصاد العالمي، والتنافس بين القوى الاقتصادية والسياسية الصاعدة، مؤكدًا أن "ما يحدث ما هو إلا رد فعل على السياسات الاقتصادية التي اتبعناها في الربع الأخير من القرن الماضي".

ونقلت الشبكة الأمريكية عن رودريك، قوله إنه "لسوء الحظ، إن ترامب لا يجعل الأمر سهلًا علينا، بسبب الطريقة المجنونة التي يدير بها الأمور"، مشيرًا إلى أن الجانب السيء في كل ذلك هو أن ترامب يسير وفقًا "لغرائزه"، ولكن للأسف لا توجد لديه استراتيجية طويلة الأجل.

وقال رودريك إن بعض الأمثلة على اتباع ترامب "لغرائزه"، فكرة أن "الصادرات جيدة والواردات سيئة"، وأن "كل ما هو جيد بالنسبة لي يجب أن يكون سيئا بالنسبة لك، والعكس صحيح".

واختتم أستاذ الاقتصاد تصريحاته، بالقول إنه "من ناحية أخرى، ترامب ليس من النوع الذي يستمر في خططه بشكل مستمر، ويمكن تغيير نهجه بسهولة".

وكانت الولايات المتحدة والصين قد دخلتا في حرب تجارية، وفرضتا رسوما جمركية على صادرات بعضهما البعض، ومؤخرًا أشارت تقارير أن ترامب وافق على فرض رسوم جمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، من المتوقع الإعلان عنها في وقت مبكر من هذا الأسبوع.

اقرأ المزيد: قبل انتخابات الكونجرس.. ترامب أمام أزمة جديدة بسبب الحرب التجارية

من جانبه، قال جورج يو وزير خارجية سنغافورة السابق، في المؤتمر إن "القصة الكبيرة" هنا كانت صعود الصين، وأضاف أن الحرب التجارية ليست سوى أحد مظاهر التوترات المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي يمكن أن تستمر لسنوات.

وأكد يو، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس اللوجستيات بشركة "كيري لوجستيستيكس"، أن هناك قلقًا متزايدًا في الولايات المتحدة بشأن نهوض الصين، وأشار إلى تصريحات ستيف بانون كبير مستشاري البيت الأبيض السابق، بأنها "حربًا اقتصادية" وليست حربًا تجارية.

وأكمل يو أنها "قضية حياة أو موت للصين، بالنسبة لبيتر نافارو" في إشارة إلى المستشار التجاري لترامب، وأحد أكثر المنتقدين للصين الذي أصدر كتابا بهذا العنوان.

وأنهى الدبلوماسي السابق تصريحاته، بأنه "ليس من الصعب أن تصبح الحرب الاقتصادية حربا سياسية، أو حتى تتحول لحرب حقيقية".

وأكد داني رودريك أن كلا القوتين العظمتين بحاجة إلى التوصل إلى حالة من "التوافق" في هذا العالم متعدد الأقطاب، حيث قد تقول الصين إنها تعرف كيف تدير اقتصادها، وحينها على الغرب أن يدرك أن البلد صاحبة أكبر اقتصاد في آسيا له أسلوبه الخاص.

اقرأ المزيد: قيمة اليوان.. الصين تناور بآخر كروتها في الحرب التجارية مع ترامب

وأكمل أنه "من ناحية أخرى، على الصين أن تفهم أنها كانت مستفيدًا من النظام الذي أنشأته الولايات المتحدة، وانفتاحها الاقتصادي، وسيتعين عليها توفير قدر معين من الحرية في الساحة العالمية للأوروبيين والأمريكيين"، مضيفًا أن هذا سيكون مثالا على" التعايش السلمي".

وأشار رودريك إلى أن "الصين تتبع استراتيجية طويلة الأجل، والسؤال هو كيف يمكن للعالم أن يستوعب مثل هذه القوة الجديدة"، مختتمًا حديثه قائلًا "إنني أرى ترامب مجرد ظاهرة مؤقتة، فهناك أسباب وقضايا أكثر عمقًا".

شارك الخبر على