ماذا قال العميد شامل روكز عن عاشوراء والإمام الحسين؟

أكثر من ٥ سنوات فى تيار

خلال مجلس عاشورائي في بلدة زيتون - كسروان، قال النائب العميد شامل روكز في هذه الذكرى : يتساءلُ البعضُ لماذا يتم إحياء ذكرى عاشوراء كلّ عام وحتى بعدَ مرور مئات السّنين... فأبياتُ الشاعرُ الكبيرُ نزار قباني تردُّ أجملَ ردٍّ... "لا ينقضي ذكرُ الحسين بِثغرهم وعلى امتدادِ الدَّهرِ يوقِدُ كاللَّهَب، مَن مِثلَهُ أحيى الكَرامةَ حينَما ماتتْ على أيدي جَبابِرةِ العرب، وأفاقَ دنيا طأطأتْ لِوُلاتِها فَرقى لِذاكَ ونالَ عاليةَ الرُتَب، وغَدى الصّمودُ بِإثرِهِ مُتَحَفِّزاً والذلُّ عن وهجِ الحياةِ قدِ احتَجَب.. إنَّ قيم عاشوراء لا تَنحصر بِالمسلمين فقط ولا بِالشّيعة بِالأخصّ، فإنَّ الثّورة الحسينيّة خالدةً، عابرةً لكلِّ الأديان والطّوائفِ والشّعوب والأعراق، عابرةً لكلِّ الأزمان والأماكن. حاجتنا اليوم في القرن الحادي والعشرين، إلى الأخلاق الحسينيّة التّي جسّدت أسمى معاني النّضال والأخلاق والكرامة والشجاعة والثّبات على المبادئ من أجل التّمرُّد على الفساد والظّلم وتحقيق الإصلاح والعدل والعدالة. بلغ عدد أصحاب الحسين في أحداث معركة كربلاء العشرات، يُقابِله عشرات آلاف الجنود ومن خبرتي العسكرية أؤكد لكم انه لا يمكن خوض معركة في هذه الطريقة ولكن من منطلق المَنطِق والإيمان والكرامة والشرف والثبات، فهذهِ هي أسمى ثورات التاريخ. اعتمد الحسين على قوة المنطق واعتمد أعداؤه على منطقِ القوّةِ... واليوم، بعد أكثر من ألف سنة نرى أنَّ قوة الأعداء سقطَت وانتصرَت قوة المنطق وكان هذا الانتصار أبدياً.نحن بِحاجة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى هذا المنطقِ وهذا النّهجِ، نهجُ الثّبات على الموقفِ مع الحقِّ حتّى ولو أدّى هذا الثّبات إلى الموت والتّضحية بالحياة.. فكلُّ شعبٌ عربيٌّ يُعاني اليوم مِن حُكمِ الطُّغاةِ الذي يُسيطرُ على الدّولة ويَحرم المواطنُ مِن أبسط حقوقِه. وما أحوَجُنا اليومَ إلى ثوراتٍ كتلك، في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين المحتلة... ما أحوَج أمّتُنا العربيةُ اليومَ إلى ثورةٍ أخلاقيةٍ لا دموية، إصلاحية لا تخريبية ونضالية لا تدميرية..إنَّ أخطرَ ما يُمكن أن يُبتلى به شعب هو أن يُقضى على روحِهِ النّضاليّةِ، وأن يَقبل بِالرُّضوخِ والاستسلامِ، فيَفقِد هويته وكيانه ومقوّماته..لا تقبلوا بِالفسادِ الذي يُفرَض عليكم ولا تقبلوا بِحُكم الظّالمِ لِمجرّدِ البقاءِ على قيدِ الحياةِ، بَل كافِحوا لِرسمِ حياةً تليقُ بِكرامتِكم وعنفوانكم... يا شعبَ الأمّةِ العربيةِ، نحنُ بِحاجة لِروحِ التّمرد على الحُكم الفاسِدِ والوعي لِلواقِع السّياسي لو مهما كلفنا الأمر.نُواجه اليومَ خطراً عربياً داهماً يتمثّل بِصفقةِ القرن بعدَ الاعترافِ بِالقُدس عاصمةً أبديّةً لاسرائيلِ وتكريس قومية ويهودية الدولة وإقفال مكتب منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ ووقفِ تمويلَ الأنروا لإلغاء حقَّ العودة.دورُكم أيها العربُ اليومَ قبل فواتِ الأوانِ، أن تتصدّوا لِهذهِ القراراتِ المُجحفةِ بِحقِّ القضيةِ الفلسطينيةِ والأرضِ المقدّسةِ، فإن لم نُطالبُ نحنُ بِأرضِنا، فمَن سيفعل؟ استوقفَني هذا القولُ لأحدِ أتباعِ الحسين ويقولُ: "لا يُقاسُ الحسين بالثّوارِ، بل بالأنبياءِ... ولا تُقاسُ كربلاء بالمدنِ، بل بالسّمواتِ... ولا تُقاسُ عاشوراء بِحوادثِ الدّهرِ، بل بِمنعطفاتِ الكونِ..."

شارك الخبر على