ما هي التحديات التي تنتظر أصغر رئيس لبرلمان العراق؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

بعد طول انتظار نجح البرلمان العراقي في انتخاب النائب محمد الحلبوسي رئيسا له، بعد مرور أربعة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية في مايو الماضي التي شهدت الكثير من التشكيك الذي رافق نتائج الانتخابات.

فقد صوت غالبية أعضاء مجلس النواب العراقي "169" صوتا، لصالح الحلبوسي لرئاسة البرلمان بدورته الرابعة التي تستمر من عام 2018 إلى 2022، متقدما على منافسيه وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي.

ويعد انتخاب رئيس البرلمان الخطوة الأولى نحو تشكيل الحكومة الجديدة، حيث تدخل الكتل السياسية في مرحلة المواعيد الدستورية مجددًا، إذ يجب انتخاب رئيس الجمهورية خلال أسبوعين، وهو الذي يملك صلاحية تكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددًا بتشكيل الحكومة الجديدة.

تحديات كبرى

أمام البرلمان ورئيسه الجديد العديد من التحديات الشاقة والمعقدة جزء منها يتعلق بالقوانين المهمة التي مضى عليها أكثر من دورة ولم تشرع، والجانب الثاني يتعلق بقدرته على بلورة سلطات تنفيذية، كما أن الوصول إلى صيغة عمل ينتهجها في مسيرته هو التحدي الكبير الآخر.

ويرى مراقبون للشأن العراقي أنه ليس من السهل التكهن بطبيعة المسار الذي سيسلكه البرلمان الجديد لكن الأكيد أنه سيواجه تحديات وتعقيدات كبيرة بدأت من الوفاق على الكتلة الكبرى مرورا باختيار رئيس المجلس ونائبيه ثم الدخول في معركة السلطات التنفيذية في ظل شروط تضمن حكومة قوية وقادرة على تحمل أعباء المسؤولية الكبيرة التي يرتقبها الشارع في ظل مطالبات كبيرة بالإصلاح وتظاهرات كادت تنزلق إلى حرب أهلية، حسب "أخبار العراق".

اقرأ أيضا: «سنة العراق» ينقسمون على منصب رئيس البرلمان الجديد 

من جانبه، يرى المحلل السياسي كريم الغراوي أنه "لابد من الانطلاق من قاعدة قوية من أجل أن يتحقق الإصلاح والبناء المنشود في البلد لهذا أول خطوة على مجلس النواب أن يتخلص من سيطرة رؤساء الكتل وموضوع الصراعات حتى ينتج ويراقب ويشرع بشكل صحي وإيجابي".

الإقرار بالفساد

وخلال أول تصريح له، أكد الحلبوسي مساء السبت، أنه مصر على مكافحة الفساد، مشددًا على أن تلك الآفة متفشية في غالبية المؤسسات العراقية.

وكشف أن الكتل البرلمانية تجري مشاورات جادة للتوصل إلى حكومة يُجمع عليها الكل، وفي حال تعذر ذلك فسيتم الاحتكامُ إلى الكتلة الأكبر.

وأوضح الحلبوسي أن دور الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي يقتصر على تحديد مرشح رئاسة الوزراء، متمنيا أن يكون انتخابه رئيسًا للبرلمان العراقي هو الخطوة الأولى على طريق تشكيل حكومة قوية، قادرة على المضي بالبلاد إلى الأمام، حسب ما نقلت قناة "الحدث".

وفي لقائه مع "الحدث"، ألمح رئيس البرلمان الجديد إلى أن كل من يتعرض للمؤسسة التشريعية بالافتراءات دون دليل سيتم محاسبته، داعيًا الجميع إلى "مراجعة نفسه".

وأكد الحلبوسي أنه سيعمل على محاربة الفساد الذي يضرب جميع مؤسسات الدولة، من خلال العمل على اختيار شخصيات صاحبة كفاءة للقيام بمهامها على أكمل وجه.

اقرأ أيضا : منافسة غير مسبوقة.. «جلسة الحسم» تزيح الستار عن رئيس البرلمان العراقي 

دعم إيراني

عقب انتخاب الحلبوسي رئيسا للمؤسسة التشريعية، المدعوم من تحالف "الفتح" الذي يتزعمه هادي العامري المقرب من إيران، أصدرت الخارجية الإيرانية اليوم الأحد بيانا على موقعها تؤيد فيه "خيارات" الشعب العراقي.

وكتبت الوزارة أن إيران "تدعم على الدوام الديمقراطية وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية وخيارات أعضاء مجلس النواب في العراق"، مضيفة أن "اختيار رئيس البرلمان يشكل خطوة مهمة وضرورية باتجاه تشكل الحكومة الجديدة في العراق"، وفقا لـ "فرانس 24".

الاتحاد الأوروبي رحب أيضا بانتخاب رئيس البرلمان العراقي الجديد، معتبرا تلك الخطوة حاسمة نحو تشكيل الحكومة، وداعيا الزعماء السياسيين إلى المضي قدما في هذا الشأن.

وأكد الاتحاد أنه "سيواصل دعمه للعراق وسيظل شريكا له، خاصة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إصلاح قطاع الأمن المدني"، مضيفا: "سنعمل مع الحكومة الجديدة لدعم الاستقرار والأمن والديمقراطية الشاملة والازدهار الذي يستحقه العراقيين"، حسب "سبوتنيك".

اقرأ أيضا : في العراق.. مزادات لبيع المناصب السيادية 

الرئيس الشاب

الحلبوسي الذي يعد أصغر رئيس للبرلمان في تاريخ العراق "37" عاما، اسمه بالكامل محمد راكان حديد علي الحلبوسي، ولد في محافظة الأنبار في الرابع من يناير عام 1981.

وحصل الحلبوسي على بكالوريوس الهندسة المدنية في الجامعة المستنصرية في العام الدراسي 2001/2002، ودرجة الماجستير في الهندسة عام 2006 ودبلوم اللغة الإنجليزية من الجامعة نفسها.
ويشغل الحلبوسي عضوية الاتحاد العراقي لرجال الأعمال منذ 2012.

انتخب الحلبوسي نائبا في البرلمان في الدورة البرلمانية 2014 إلى 2018، وشغل عضوية لجنة حقوق الإنسان في 2014-2015 واللجنة المالية في 2015-2016 ثم رئيس اللجنة المالية في 2016 -2017، حسب "بي بي سي".

وفي 29 أغسطس 2017، انتخب مجلس محافظة الأنبار الحلبوسي محافظا، خلفا لصهيب الراوي الذي أقيل من منصبه بسبب اتهامات بالفساد.

وقاد الحلبوسي قائمة "الأنبار هويتنا" الانتخابية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي عقدت في 12 مايو 2018.

اقرأ أيضا : تحالف مفاجئ للصدر.. والعبادي على حافة الهاوية 

بانتخاب الحلبوسي يكون البرلمان قد دشن عملية مدتها 90 يوما يتعين أن تفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل الحكومة الجديدة، ويبقى الواقع السياسي للبلد وملف تشكيل الحكومة والشارع الغاضب من تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية أبرز التحديات التي تواجه السلطة التشريعية.

شارك الخبر على