العراق يتجاوز عقبة سياسية مهمة بعد نجاحه في انتخاب رئيس للبرلمان ونوابه

أكثر من ٥ سنوات فى كونا

بغداد - 15 - 9 (كونا) -- تجاوز العراق اليوم السبت عقبة مهمة في مسيرته السياسية بعدما نجح نواب البرلمان بانتخاب رئيس للمجلس بدورته الرابعة.وفاز النائب محمد الحلبوسي عن محور (البناء) بمنصب الرئيس وذلك بغالبية 169 صوتا من مجموع 298 نائبا شاركوا في التصويت خلال جلسة اليوم متقدما بفارق كبير عن أقرب منافسيه النائب عن محور (الاصلاح والاعمار) خالد العبيدي الذي نال 89 صوتا فقط بينما لم يحصل أسامة النجيفي سوى على 19 صوتا ومحمد الخالدي على اربعة اصوات ورعد الدهلكي على صوت واحد وطلال الزوبعي على صوت واحد مع ثلاثة اصوات باطلة فيما تم رصد 12 ورقة بيضاء.وكان الحلبوسي تقدم كمرشح وحيد عن كتلة (البناء) بينما كان جميع المنافسين الاخرين من كتلة (الاصلاح والاعمار)
واسم الحلبوسي الكامل هو محمد ريكان حديد علي الحلبوسي من مواليد يناير 1981 في محافظة الانبار حاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة المستنصرية في بغداد عام 2002 كما انه حاصل على الماجستير من الجامعة نفسها في عام 2006.والحلبوسي هو عضو في نقابة المهندسين العراقيين منذ عام 2002 وعضو اتحاد رجال الاعمال العراقيين منذ عام 2012 وعضو مجلس النواب في دورته الثالثة لعام 2014 ومحافظ للأنبار في عام 2017 وعضو مجلس النواب الحالي.كما انه رئيس حزب (الانبار هويتنا) المنضوي ضمن محور (البناء) الذي يضم كلا من كتلة (الفتح) بزعامة هادي العامري و(دولة القانون) بزعامة نوري المالكي.ويذكر انها المرة الاولى التي ينتخب فيها رئيس البرلمان العراقي بعيدا عن مفهوم السلة الواحدة التي درج عليها العرف بين الكتل السياسية سابقا اذ طالما كان يتم الاتفاق في البرلمانات السابقة على تسمية رئيس البرلمان ورئيسي الجمهورية والحكومة في سلة توافقية واحدة قبل التصويت على اي منهم.ورجح مراقبون ان تكون اصوات النواب الأكراد هي التي حسمت المنصب للحلبوسي ولمحور (البناء) لا سيما ان المرشح المنافس ضمن محور (الاصلاح والاعمار) خالد العبيدي هو عضو في كتلة (النصر) بزعامة حيدر العبادي ذات العلاقة المتوترة مع الاحزاب الكردية على خلفية أحداث كركوك في العام الماضي.ويراهن محور (البناء) كثيرا على منصب رئاسة البرلمان لما له من صلاحيات في حسم ملف الكتلة الاكبر اذ يدعي هذا المحور بأنه هو الكتلة الاكبر في البرلمان وبالتالي يجب ان يكون هو المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة فيما يدعي محور (الاصلاح والاعمار) الامر ذاته.كما صوت مجلس النواب على انتخاب حسن كريم عن كتلة (سائرون) في محور (الاصلاح والاعمار) نائبا اول لرئيس البرلمان بغالبية 210 أصوات مقابل 33 صوتا للمرشحة علية فالح من نفس المحور.وكريم من مواليد عام 1971 حاصل على بكالوريوس في القانون من جامعة بغداد عام 1995 وبعدها الماجستير في العلوم السياسية.ولوحظ ان محور (البناء) لم يقدم اي مرشح لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان مفسحا المجال امام المرشح الفائز الامر الذي أدرجه البعض في اطار ما يشاع عن تفاهمات غير معلنة بين (سائرون) و(الفتح) لتخفيف حدة الخلاف بينهما.كما يرى آخرون ان هناك نغمة تودد من محور (البناء) باتجاه كتلة (سائرون) لضمان تقارب اكثر في مباحثات تشكيل الحكومة المقبلة وهو ما جسدته تغريدة للنائب عن محور (البناء) نعيم العودي قال فيها انهم لم ينافسوا (سائرون) على منصب نائب الرئيس "كعربون محبة".كما صوت المجلس على انتخاب النائب الثاني للرئيس حيث انتهت الجولة الاولى بتقدم المرشح بشير الحداد عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ب152 صوتا تلاه المرشح احمد حمه عن الجماعة الاسلامية الكردستانية ب45 صوتا ثم المرشح مثنى امين عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني ب21 صوات فضلا عن 22 بطاقة باطلة و29 ورقة بيضاء.واضطر المجلس للقيام بجولة ثانية بين اعلى اثنين من الفائزين بسبب عدم حصول اي من المرشحين على العدد الكافي للفوز بالمنصب وهو 165 صوتا على ان تجرى الجولة الثانية غدا الاحد.ولم تخرج انتخابات اليوم عن العرف السياسي المتبع في العراق وهو ان يكون رئيس البرلمان من المكون السني ونائبه الاول من المكون الشيعي ونائبه الثاني من المكون الكردي.ويكون العراق بذلك اجتاز عقبة سياسية مهمة وسط خلافات حادة بين الفرقاء السياسيين وفي ظل توقيت دستوري يلزم النواب بانتخاب الهيئة الرئاسية للبرلمان في اول جلسة نيابية والتي عقدت عمليا في الثالث من سبتمبر الجاري وبقيت قائمة حتى اليوم.وبقي امام البرلمان تحديين آخرين اولهما انتخاب رئاسة الجمهورية وبعد ذلك تكليف الكتلة النيابية الاكبر لاختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة.ويفترض وفقا للدستور العراقي ان يفتح رئيس البرلمان باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في غضون ثلاثة ايام على ان تكتمل اجراءات الترشح والانتخاب في غضون 15 يوما وبسقف زمني لا يتجاوز مدة شهر واحد بعد انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان التي كانت بتاريخ الثالث من سبتمبر الجاري.وطبقا للعرف السياسي في العراق فإن منصب رئاسة الجمهورية مخصص للمكون الكردي حصرا وهو المكون الذي لم يحسم حتى الساعة مرشحه للمنصب بسبب خلافات داخلية.(النهاية)

ع ح ه / ر ج

شارك الخبر على