«المسكيت».. تلتهم حديقة القرم

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة شجرة (المسكيت) في البلاد لما تمثله من أخطار تتمثل في القضاء على الأشجار والنبات، وعلى الرغم مما أثمرته هذه الجهود في الحد من انتشار هذه الشجرة القاتلة التي تعاني منها الكثير من الدول، إلا أن حديقة القرم الطبيعية يبدو أنها خارج منظومة مكافحة هذه الشجرة التي بدأت تزحف على شجرة (القرم) النادرة التي تتميز بها هذه الحديقة، الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة حول هذا التعاطي، إذ لا يعقل أن تترك هكذا وبدون أدنى إدانة أو شحب أو حتى إبداء (القلق) وهي تزحف في طمأنينة وتؤدة لالتهام شجرة نادرة وفي أفضل بقعة في السلطنة تتوسط العاصمة مسقط وفي أفضل مواقعها.صحيح أن السلطنة قد أعلنت الحرب على شجرة غاف البحر أو المسكيت خلال الأعوام الفائتة تنفيذا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالقضاء على هذه الشجرة التي يتجاوز ضررها الأشجار المجاورة لها ويمتد للحيوان والإنسان معا، ولقد نظمت وزارة الزراعة والثروة السمكية حملة وطنية لمكافحة شجرة المسكيت التي تقدر أعدادها بعشرين مليون شجرة وتنمو بمعدل 5% سنويا، وقد حققت الحملة أهدافها بنجاح.. غير أن الحديقة وعلى ما يبدو لم تدرك بعد حجم الخطر الجسيم الذي تمثله شجرة المسكيت أو الغاف البحري عليها، وقد تستغل شجرة المسكيت وبذكائها الحاد هذه الهفوة والغفوة وتحقق أهدافها (الإجرامية) بالقضاء على أشجار القرم، يومها فإنها ستعلن للعلن بأنها قد أصابت البيئة الطبيعة في مقتل.لسنا وحدنا بطبيعة الحال في هذا الهم، فالعديد من دول العالم تعاني من أضرار هذه الشجرة مثل أستراليا والمكسيك وغيرها من الدول التي تبذل جهودا مضنية لملاحقتها والقضاء عليها.ومحليا فقد بذلت جهود حميدة وحثيثة في هذا الصدد شاركت فيها العديد من الجهات الحكومية إضافة لمؤسسات المجتمع المدني، غير أن حديقة القرم الطبيعية لم تدل بدلوها بعد في هذا الجهد، عبر التقاط قفاز المبادرة وإعلان التصدي الصارم لهذه الشجرة العدوانية، تمهيدا لجندلتها بأسرع وقت ممكن.في الواقع فإن حديقة القرم الطبيعية تعد من أجمل الحدائق التي تتوسط العاصمة مسقط، وتلتف حولها المباني والمنشآت السكنية والتجارية، وتبدو رائعة من على البعد والقرب معا، ولا تستطيع أي عين بشرية تقع عليها إلا أن تشيد بحسنها ورونقها وعطائها الجزيل لكل زوارها على هيئة راحة نفسية عالية القيمة والمردود، ففيها الجداول المائية المنسابة من عل وخريرها يشنف آذان الناس فتفر جحافل الضجر مذعورة، وسط هذا الإبداع الطبيعي، لكننا نجد الشجرة إياها شاهرة سيف حقدها ومستعدة لبتر سيقان تلكم الأشجار الوادعة والمسالمة.نأمل أن القضاء على شجرة المسكيت سينقذ حديقة القرم الطبيعية وأن تكون في قائمة الأولويات ولا يمكن الانتظار أكثر ونقدر أن أشجار (القرم) في هذه اللحظة تستغيث وامعتصماه بالتأكيد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على