لماذا تهدد المعارضة التركية بثورة جديدة ضد «أردوغان»؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

صعدت المعارضة التركية من وتيرة هجماتها الكلامية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، وتزامنا أيضًا مع حملة الاعتقالات بحق أنصار عبد الله جولن المقيم في الولايات المتحدة، والتي تتهمه أنقرة بدعم الإرهاب.

البداية كانت من خلال كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، والذي هاجم أردوغان، لاعتراضه على نظام حكمه المناهض للقيم الديمقراطية، متوعدًا في الوقت نفسه بقيادة ثورة في وجه نظام الرجل الواحد.

"أوغلو" أكد أن الشعب يستعد اليوم لثورة تركيا الرابعة، حيث يجب أن يُنشأ نظام يلبي احتياجات الناس، وليس نظامًا يقوم بالقمع والظلم بين أبناء الوطن، حسب "ترك برس".

في هذا الصدد، صرح مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن تركيا اعتقلت 160 ألف شخص وأقالت نحو نفس العدد من الموظفين منذ محاولة الانقلاب، ومن بين هؤلاء تم توجيه الاتهامات رسميًا لأكثر من 50 ألفا وهم مسجونون لحين محاكمتهم، حسب الوطن الكويتية.

وينتقد حلفاء تركيا الغربيون الإجراءات التي تأتي بمقتضى حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد بعد محاولة الانقلاب بفترة وجيزة، وظلت سارية لمدة عامين حتى يوليو عام 2018.

اقرأ أيضًا: «إينجه» يشق طريقه نحو رئاسة تركيا.. ويستعد لإزاحة أردوغان 

وتُوجه انتقادات لأردوغان في الداخل بأنه يستغل محاولة الانقلاب لقمع المعارضة، لكن تركيا تقول إن الإجراءات ضرورية لمحاربة تهديدات الأمن القومي.

في المقابل، تعهد أوغلو بمواصلة الكفاح بنشاط ضد حكم حزب العدالة والتنمية الذى يحكم البلاد منذ 16 عامًا، مشيرًا إلى ما قام به أردوغان من صياغة نموذج رئاسي جديد بدلا من النظام البرلماني على نحو تحولت معه تركيا إلى نظام الرجل الواحد، وفقا لـ"ترك برس".

وأضاف "إذا كنا دعاة حقيقيين للديمقراطية، فيجب أن نعمل بمبدأ فصل السلطات، ويجب أن نلغي هذا النظام الفردي، وسيحقق حزب الشعب الجمهوري مهمته عندما نكون قادرين على تتويج جمهوريتنا بالديمقراطية".

تهديدات زعيم المعارضة التركية ضد أردوغان لم تكن بسبب نظام حكمه المناهض للقيم الديمقراطية فقط، بل أيضًا نتيجة الأزمة الاقتصادية وإغراق البلاد في الديون، على حد تعبيره.

"أوغلو" أكد أن الحكومة تقوم بإجراء المناقصات بواسطة الدولار، ونتائجها في نهاية المطاف تذهب للموالين للحكومة، واليوم تغرق البلاد في الديون، وأصبحت فريسة في يد المرابين.

اقرأ أيضًا: معركة الانتخابات التركية تشتعل.. والمرأة الحديدية تتحدى أردوغان 

وفي محاولة لرأب الصدع وإخراج البلاد من كبوتها، وضع المعارض التركي عدة اقتراحات للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية، منها (تحقيق سيادة القانون، ووضع سياسة نقدية مستقلة، والتزام الشفافية في النفقات العامة، وتغيير السياسة الخارجية للبلاد).

ونتاجًا للأزمة التركية، والتي دفعت "أوغلو" إلى مهاجمة أردوغان، هو ما كشفت عنه بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات التركي، اليوم بتراجع إجمالي القيمة المضافة في القطاع الزراعي بنحو 1.5% خلال الربع الثاني على أساس سنوي، حسب "رأي اليوم".

كانت وكالة "فيتش" قد خفضت تقديرات النمو الاقتصادي لتركيا خلال عام 2018 إلى 3.8% بانخفاض 0.7% عن التقديرات السابقة.

ويترقب المستثمرون الإفصاح عن قرار البنك المركزي التركي بشأن معدل الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، لكن لا يزال حجم الزيادة أمرًا غير محسوم بعد.

اقرأ أيضًا: أزمات أردوغان لا تنتهي في الشرق الأوسط.. وزعيم المعارضة يتعهد بحلها 

وتراجعت الليرة نحو 40% منذ بداية العام جراء مخاوف من سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية والخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة، وهو ما أدى لارتفاع أسعار كل السلع من الغذاء إلى الوقود.

ورفعت تركيا مطلع سبتمبر الجاري أسعار الكهرباء والغاز 14% للاستخدام الصناعي و9% للاستخدام المنزلي، ما سيفاقم زيادة الأسعار والتضخم، وفقا لـ"رأي اليوم".

فيما أشارت مؤسسات تقييم دولية إلى انخفاض توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لتركيا لعام 2018 من 3.7% إلى 3.5% وتراجع توقعات عام 2019 من 2.8% إلى 1.1% بسبب الظروف المالية المتدهورة.

أما صحيفة الشرق الأوسط، فأشارت إلى أن صوت المعارضة قد يعيد الأحلام إلى الشعب التركي الذي عانى خلال الفترة الماضية من أزمات اقتصادية طاحنة، وقد ينهي سيطرة أردوغان على مقاليد الحكم.

شارك الخبر على