من الأشهر اليوم؟

مسقط- خالد عرابيتعد ولاية بهلاء واحدة من أقدم وأكثر الولايات العمانية شهرة وذلك بتاريخها العريق وما تزخر به من معالم سياحية بارزة على مر التاريخ قديمه وأوسطه وحديثه، بل وزاد من ذلك انضمام قلعتها إلى قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو في العام 1987.. وتبعد ولاية بهلاء عن العاصمة مسقط حوالي 110 كيلو مترات، وتقع في محافظة الداخلية ويجاورها من الغرب ولاية عبري ووادي بهلاء، ومن الشرق ولاية نزوى ومنح و جنوبا ولاية أدم وشمالا ولاية الحمراء ويتخللها العديد من الأودية المنحدرة من الجبل الأخضر.. يلقبها البعض بالحصن الأمين. وتعرف بواحة الطبيعة والجمال، حيث تضم الكثير من المعالم التاريخية التي تجعل منها وجهة سياحية فريدة ومن الطراز الأول، كما تتميز بكثافة نخيلها، وسورها الحصين المحيط بالمدينة، ومن أهم معالمها قلعة بهلاء، والمسجد القديم والسوق التقليدي. كما تضم العديد من الحارات القديمة، والتي يقال بأن عددها حوالي 18 حارة ونتيجة للأجواء وعوامل الحياه فقد تأثر عدد منها.. زارها مؤخرا محمد صلاح، أحد الوافدين المقيمين في السلطنة وتحدثنا معه عنها كوجهة سياحية في قلب عمان.في البداية قال محمد صلاح: من أهم ما يميز بهلاء كوجهة وولاية سياحية هو قربها من العاصمة مسقط إذ إنها تبعد حوالي ساعة من دوار برج الصحوة، وهي تتخذ موقعاً وسطاً بين عدد من الولايات السياحية فهي بالقرب من ولاية نزوى حيث حصنها وسوقها وأفلاجها وأبرزها فلج دارس وبالقرب من الحمراء حيث كهف الهوتة كمعلم حضاري بارز ومسفاة العبريين، ثم هي فبهلاء وما أدراك ما ثراء بهلاء بمعالمها من قلعتها التاريخية إلى حصن جبرين إلى سورها وغيره الكثير.قلعة بهلاءوأضاف صلاح قائلا: على الزائر لبهلاء أن يبدأ بزيارة قلعتها التي تعد من أهم معالم الولاية، والتي يقال بأن تاريخها (أي القلعة) يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. ويبلغ طول واجهتها الجنوبية حوالي 112 متراً، كما يبلغ طول الواجهة الشرقية حوالي 114 متراً.. كما أنه وبحسب وصف المرشدين السياحيين فإن القلعة تعرف بأنها أكبر قلعة في السلطنة. وأنها بنيت من الطين على تلة مرتفعة، وهي عبارة عن مبنى مثلث الشكل، فيه ساحة كبيرة مكشوفة، و7 آبار و5 أبراج، و تقسم من الداخل إلى ثلاثة أقسام: الأول هو القلعة القديمة، ويعرف باسم القصبة، والثاني بيت الجبل، أما الثالث فهو البيت الحديث الممتد بين القصبة. وكما قال بعض المرشدين هناك فإن القلعة قد اتخذها حكام النباهنة مقراً لإقامتهم عندما كانت بهلاء عاصمة لعمان في بعض فترات حكمهم.حصن جبرينوأشار صلاح إلى أن واحداً من المعالم البارزة في الولاية والتي لا تبعد عن قلعتها كثيراً، ولا يقل أهمية عنها هو حصن جبرين والذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1670، وقد أشرف على بنائه وتصميمه الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي ليشبه أجمل القصور التي بنيت في تلك الفترة، فكان هذا البناء الجميل مقر الإقامة للإمام ولعائلته وحصنا دفاعيا، كما كان منارة للعلم لما يضم من قاعات للدراسة.. والحصن عبارة عن بناءٍ كبير مستطيل الشكل ويتكون من خمسة طوابق ويحتوي على 55 غرفة. ويتميز في بنائه بخطوطه ورسومات جدرانه وسقفه المزخرف برسوم ونقوش من الطراز العربي الإسلامي، كما وتتميز أبوابه المنقوشة بالحفر بأشكالها الجميلة. وقد قيل بأن الحصن قد مر بأربع فترات ترميم: الأولى وكانت في العصر النبهاني، وربما كان ذلك في عهد الملوك المتأخرين منهم، أما الترميم الثاني فكان في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (1624 – 1649) وقد ذكرت بعض الروايات بأن الحصن في قد تحول في العام 1610 إلى أنقاض أي قبل ترميمه من قبل الإمام اليعربي. وأما الترميم الثالث فحدث في عهد الإمام عزان بن قيس البوسعيدي 1868م. وأما رابع هذه الترميمات فتمت عندما أدرج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي.سور بهلاءويأتي سور بهلاء أيضاً كواحد من المعالم المميزة للولاية، وهو سور دفاعي قديم يقال بأنه لا يعرف تاريخ لإنشائه ويحيط بالولاية وبه استحكامات فريدة وممتد لمسافة 7 أميال مزود بأبراج وغرف للجند ومرامي للسهام أو البنادق.. ويبلغ طوله ما يقارب 13 كلم ويعود تاريخ بنائه إلى فترة ما قبل الإسلام. وقد اختلفت الروايات حول بنائه ففي حين يقول البعض بأنه بنى هذا السور في عصر النباهنة الذين اتخذوا بهلاء عاصمة لهم، وروى آخرون أنه بني في عهد الوجود الفارسي بالمنطقة. ومن الواضح أن سور بهلاء الممتد لمسافة 12 كم تقريباً، بشرفاته واحتوائه على فتحات إطلاق النار وبيوت الحراس، كان قد صمم لأغراض الدفاع. ومما يميز السور أن له سبعة أبواب ومنها: (البادي، الخرزبان، الصباح، البطحاء، والسيلي).جامع بهلاء القديمأما جامع بهلاء القديم فيأتي كواحد من المعالم القديمة والفريدة في الولاية أيضاً، ويقع في منطقة مرتفعة بالقرب من القلعة، ويبرز الجامع القديم كواحد من الجوامع الرئيسية في الولاية. وبحسب المرشدين السياحيين فقد أرجع البعض تاريخ إنشائه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، إلا أن أقدم تأريخ مكتوب كشف عنه حتى الآن يحمل عام 528هـ.