منظومة «S ٤٠٠».. سلاح ذو حدين لتركيا في التعامل مع أوروبا

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

تُشارك تركيا روسيا في خطة جديدة لإحراج الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بعد أن تجاهلت سلسلة من التحذيرات المتتالية التي أطلقتها واشنطن بشأن شراء منظومة الدفاع الجوية الصاروخية الأكثر تطورًا في روسيا S-400، والتي تعد واحدة من الأسلحة الخطيرة التي تسعى الولايات المتحدة لمنعها في العديد من الدول العالم.

أوروبا التي اختلفت على مدار الأشهر القليلة الماضية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول العديد من الملفات السياسية، بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني والعقوبات الموقعة على الصين وروسيا، إلا أنها باتت الآن تُشارك واشنطن مخاوفها حيال الصفقة المُحتملة بين أنقرة وموسكو لشراء منظومة الدفاع الجوي المتطورة.

اقرأ أيضًا: العلاقات الأمريكية الألمانية.. برلين تعتمد سياسة «اللعب على المكشوف»

وقالت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، إن تركيا تبني موقعًا لإطلاق نظام صاروخي روسي متقدم جدًا على عتبة أوروبا، وذلك على الرغم من التحذيرات المتكررة التي تلقتها شركة "يونايتد وورك"، العاملة على بناء منشأة إطلاق لمنصة صواريخ أرض-جو من طراز S-400 الروسية.

ووفقًا لمصدر على معرفة مباشرة بتقارير استخباراتية في هذا الصدد، فإن أنقرة شرعت فعليًا في بناء هذا الموقع الاستراتيجي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يكون سلاح ذا حدين لأنقرة.

وترى الصحيفة أن تركيا بإمكانها استخدام هذا السلاح ليكون ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، والذي لا يزال مُعارض لتوسيع مميزات العضوية التركية المبدئية في الاتحاد، إلا أنه في الوقت نفسه قد تفقد دعم بعض الأعضاء الكبار مثل ألمانيا وفرنسا في أزمتها مع الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من الرفض الأوروبي الدائم لعضوية تركيا، الذي وصل إلى إغلاق باب النقاش والتفاوض حول هذا الأمر في يوليو 2017، فإن حالة من التقارب الواضح بدت تلوح في الأفق بين الجانبين خلال الفترة الماضية، لا سيما في أعقاب فرض الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من العقوبات ضد أنقرة.

اقرأ أيضًا: خلاف أمريكا وأوروبا يهدي تركيا «فرصة تاريخية» 

وحسب ما رأى موقع "إي يو أوبزرفر" المعني بشؤون الاتحاد الأوروبي، فإن الخلاف التجاري بين تركيا والولايات المتحدة، أدى إلى دعم قادة الاتحاد الأوروبي لأنقرة، ضد سياسات الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وهو الأمر الذي لا يوضح مدى الترابط الاقتصادي بين أوروبا وتركيا فحسب، بل يشير أيضًا إلى اتخاذ موقف مشترك في مواجهة شريك تجاري مستبد، على حسب وصف الموقع.

وبدت العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة تتجه إلى طريق مسدود في العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وهو ما خلق حالة من الجدال بين واشنطن وعدد من القوى الرئيسية في منطقة اليورو، على رأسها ألمانيا، حيث ترى حكومة المستشارة أنجيلا ميركل أن الممارسات السياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلق فجوة في العلاقات بين البلدين.

القرار التركي ببناء تلك المنصة الاستراتيجية، يأتي وسط صدع متزايد بين تركيا وحلف شمال الأطلسي الناتو، بالإضافة إلى تطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو موسكو في مواجهة التدهور السريع للعلاقات مع الولايات المتحدة والعقوبات الجديدة الصارمة.

وتأتي المخاوف الأوروبية من أن S-400 وصفها الخبراء، بأنها واحدة من أكثر الأنظمة تطورًا في العالم، وهي قادرة على الاشتباك مع أهداف جوية متعددة ضمن نطاقها البالغ 250 ميلاً.

وفي سياق متصل، قالت شبكة CNBC الأمريكية، إن المجموعة الصاروخية الروسية تبدو أكثر قدرة بكثير من صاروخ باتريوت الأمريكي الصنع، حيث تمتلك S-400 مدى أطول من نظام ثاد المضاد للصواريخ.

وأشارت الشبكة الأمريكية في سياق تقرير لها، إلى أن موقع الإطلاق الجديد في تركيا يناسب نمط S-400، متوقعة أن تشهد أوروبا خلافًا سياسيًا حول هذا الأمر في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضًا: فشل أمريكي.. إسرائيل تكشف السبب الحقيقي في ترحيل المعتقلة التركية 

وخلال الأشهر الماضية، عارضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو شراء تركيا للأسلحة الروسية الصنع وسط مخاوف من أن المعدات لا تتوافق مع الأنظمة التي يستخدمها الحلف، إلا أن ذلك لم يمنع أردوغان من المضي قدمًا لإتمام صفقته البالغة قيمتها 2.5 مليار دولار مع الروس.

شارك الخبر على