استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

لم يعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أمرا مشكوك فيه من قبل الأوساط الدولية ولندن فحسب، بل أن ذلك الشعور وصل بقوة إلى الشعب البريطاني، الذي وضح تأثره بشكل رئيسي بكافة المستجدات الطارئة على طاولة المفاوضات مع بروكسيل على مدار العامين الماضيين.

الدراسات الميدانية التي تستهدف الوصول إلى رأي الشارع البريطاني، أظهرت بشكل واضح تغير في آراء نسبة لا بأس بها من البريطانيين فيما يتعلق بآرائهم في خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، حيث خلصت دراسة رئيسية إلى أن أكثر من 2.6 مليون شخص قد تخلوا عن دعمهم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وباتوا الآن يفضلون البقاء.

اقرأ ايضًا: تحسبًا لاستقالتها.. هؤلاء الأبرز لخلافة ماي في رئاسة الحكومة البريطانية 

وتم تنفيذ الدراسة الجديدة من قبل خبراء تحليل البيانات في مؤسسة فوكال داتا، كما استندت بشكل جزئي إلى استطلاعين للرأي أجرتهما "يوجوف"، استطلعا آراء أكثر من 15000 شخص.

وحسب ما جاء في صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن هذا العدد الهائل من البريطانيين، الذين غيروا رأيهم بشأن البريكست، إذا كان قد صوت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الشعبي عام 2016، لكان الحُكم أكثر وضوحًا.

وترى الصحيفة، أن الدراسة التي استهدفت الوصول لرأي الشارع البريطاني، ستمثل مزيدا من الضغوط على الحكومة في لندن، لا سيما مع اقتراب الموعد الذي من المفترض أن تُعلن فيه بريطانيا خروجها الرسمي والفعلي من الاتحاد.

وفي اكتشاف رئيسي سيكثف بشكل خاص الضغط على جيريمي كوربين، لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجدت الدراسة أن الغالبية الساحقة من العقول المتغيرة هم الناخبون المُرشِحون لحزب العمال في المقاعد التي يحتفظ بها الحزب حاليًا.

يأتي ذلك في الوقت الذي تعمقت فيه الانقسامات على موقف بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد محاولة رئيسة الحكومة تيريزا ماي، توجيه صفعة لوزير الخارجية السابق بوريس جونسون، والذي استقال من منصبه اعتراضًا على بعض النقاط التي قد تصبح أساس الاتفاق بين لندن وبروكسيل بخصوص البريكست.

اقرأ أيضًا: بريطانيا تجد ضالتها في الصين للاستعداد لما بعد الخروج الأوروبي 

صحيفة الإندبندنت، أطلقت حملتها الخاصة لإجراء استفتاء آخر حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث وقع ما يقرب من ثلاثة أرباع المليون شخص على العريضة المطالبة بذلك حتى الآن.

وبشكل عام، وإجمالاً، خلص التقرير الذي أصدرته الدراسية إلى أن 2.6 مليون ناخب من الناخبين قد حولوا دعمهم إلى البقاء، بينما غيًر 970 ألف شخص آرائهم نحو الاتجاه الآخر، وهو مكسب صافٍ للجانب المؤيد للبقاء البريطاني في الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 1.6 مليون.

الغالبية التي رجخت كفة البريكست في 2016، كانت حوالي 1.3 مليون، وهذا يعني أن إذا كان جميع أولئك الذين تحولت الآن أفكارهم قد تصرفوا وفقًا لرؤيتهم الجديدة في صندوق الاقتراع، لكان قد تم ترجيح كفة البقاء بهامش أكبر من الأغلبية التي حسمت أمر الخروج منذ عامين.

وقد أعلن أعضاء البرلمان على جانبي مجلس العموم تأييدهم لهذه الفكرة، لكن البيانات الجديدة يمكن أن تكون بمثابة حافز للسياسيين الذين ينتظرون علامات حدوث تحول في الرأي العام.

وقال النائب العمالي أوين سميث الذي يؤيد حملة "البقاء من أجل بريطانيا": "تؤكد هذه البيانات الجديدة أن بريطانيا تغير رأيها حيال خروجها من الاتحاد الأوروبي.. الشعب يريد أن يرى نهاية للتقشف، والناس قلقون من أن البريكست سيعني سنوات جديدة من التخفيضات في الخدمات الصحية الوطنية وغيرها من الخدمات العامة".

وأضاف سميث: "إذا كان جيريمي كوربين يريد أن يكون رئيس الوزراء، وأن يعيد بناء تلك الخدمات العامة، فإنه يحتاج إلى كسب هؤلاء الناخبين من خلال إجراء تصويت على القرار النهائي، خاصة وأن تلك البيانات تمثل فرصة لتغيير مسار البلاد السياسي".

اقرأ أيضًا: بريطانيا تلجأ إلى اليابان للهروب من شبح العقوبات الإيرانية 

ومع اقتراب الموعد المحدد لإعلان الانفصال الرسمي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في مارس العام المقبل، تظل العديد من الملفات تضغط على رئيسة الحكومة تيريزا ماي، خلال الوقت الحالي، لا سيما بعد الاستقالات المتتالية في الحكومة البريطانية، الأمر الذي فتح المجال أمام إمكانية التكهن برحيل حكومة ماي خلال وقت قريب، خاصة في حال فشلها بإيجاد صيغة توافقية مع الاتحاد الأوروبي بشأن شكل العلاقات فيما بعد البريكست، بالإضافة إلى الاستقرار على مصير التجارة الحرة بين الجانبين، وجميعها تراها بروكسل تكلفة منطقية للخروج من الاتحاد.

وبشكل عام تبقى العديد من التحديات راسخة أمام حكومة ماي، والتي لا تعاني من تذبذب الرأي العام حول أهم ملفاتها السياسية، ولكن أيضًا تجد معوقات واضحة أمام إقامة العلاقات التجارية والاقتصادية مع بلدان أخرى في الوقت الحالي، وذلك بسبب الأزمات السياسية الدولية مثل إيران والصين.

شارك الخبر على