بعد التهديد بالانسحاب.. كيف استفاد الأهلي من التحكيم؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

مخطئ من يظن أن مشكلة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، تتلخص في أنه تعرض لظلم تحكيمي بين في مباراته الأخيرة أمام الإنتاج الحربي التي انتهت بالتعادل السلبي، بعدما ألغى إبراهيم نور الدين حكم اللقاء هدفا صحيحا أحرزه مؤمن زكريا بداعي تسلل أيمن أشرف لاعب الأهلي بناءً على راية مساعد الحكم، بخلاف أن الحكم أيضا لم يحتسب ركلة جزاء صحيحة لصالح المهاجم المغربي وليد أزارو بعد تعرض الأخير للجذب من معاذ الحناوي مدافع الإنتاج أمام أعين الحكم الخامس ومساعد الحكم وإبراهيم نور الدين نفسه، المشكلة أعمق من ذلك كثيرا لأن لها جذور فنية وأدبية بين لاعبي الفريق والجهاز الفني بقيادة كارتيرون المدير الفني الفرنسي ولجنة الكرة برئاسة محمود الخطيب.

الظلم التحكيمي

لا شك أن إبراهيم نور الدين ارتكب أخطاءً تحكيمية فاضحة ضد الأهلي في مواجهة الإنتاج الحربي، لكنه أيضا جامل الأهلي بقراراته المرتعشة عندما لم يمنح البطاقة الحمراء ويطرد مباشرة  الحارس محمد الشناوي، الذي اعتدى على لاعب الإنتاج واعترض على الحكم بشكل غير لائق وصل إلى حد التحرش به جسديا، واكتفى إبراهيم نور الدين بمنح الحارس البطاقة الصفراء.
في الوقت نفسه تجاهل إبراهيم نور الدين منح أكرم توفيق لاعب الوسط المدافع للأهلي البطاقة الصفراء الثانية وطرد اللاعب بعد عرقلته لاعب الإنتاج الحربي ما يعني أن الأهلي كان سيكمل اللقاء بتسعة لاعبين حال طرد الشناوي وأكرم توفيق.
الظلم التحكيمي الذي اشتكى منه الأهلي أول من أمس الأحد بعد لقاء الإنتاج تذوق حلاوته، عندما أخطأ الحكام في مباراتي الفريق أمام الإسماعيلي، ووادي دجلة، ما منح الفريق الأحمر فرصة التعادل في المباراة الأولى، والفوز بالمباراة الثانية على الترتيب.

كيف استفاد الأهلي من التحكيم؟

في لقاء الإسماعيلي اتفقت الاستوديوهات التحليلية عقب المباراة التي أقيمت في الجولة الأولى لمسابقة الدوري وانتهت بالتعادل 1-1،على أن هدف الأهلي الذي أحرزه محمد شريف جاء من تسلل واضح لكن حكم اللقاء أخطأ في عدم احتسابه، ليحصل الفريق الأحمر على نقطة تعادل غير مستحقة.

وفي مباراة وادي دجلة فاز الفريق بهدف مقابل لا شيء أحرزه صلاح محسن مهاجم الفريق، في الوقت القاتل رغم أن على معلول الذي لعب الكرة العرضية كان في موقف تسلل واضح، وهو ما اتفق عليه محللو أداء الحكام في الاستوديوهات التحليلية، ليحصد الأهلي ثلاث نقاط رغم أنه كان يستحق نقطة واحدة لولا الهدف الذي جاء من تسلل. 

بيان قاسٍ 

الأهلي استفاد من التحكيم بحصوله على ثلاث نقاط غير مستحقة، وقتها لم يتحدث أحد من مسئولي الأهلي عن مجاملة التحكيم للفريق، وعندما فقد الفريق نقطتين بعد التعادل أمام الإنتاج خرج مجلس الإدارة ببيان عريض يدين فيه الحكم إبراهيم نور الدين ويطالب بالتحقيق معه، إذ أعلن المجلس رفضه وبشكل قاطع ما ارتكبه طاقم التحكيم ومعاونوه من أخطاء فجّة في مباراة الأهلي الأخيرة في بطولة الدوري العام، والتي خرجت بشهادة كل الخبراء والنقاد عن نطاق الأخطاء التقديرية المقبولة.

وطالب مجلس النادي الأهلي في البيان من الجبلاية بإجراء تحقيق عاجل مع طاقم تحكيم المباراة، واستبيان الحقيقة، واتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع تكرار هذه الأخطاء التي تهدد استكمال المسابقة، وإعادة النظر في مشاركة مثل هؤلاء الحكام في إدارة المباريات القادمة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة بين الأندية، على أن يتحمل اتحاد الكرة مسئولياته في تطوير منظومة التحكيم، باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، وتطبيق تقنية الفيديو (VAR) لمواكبة الكرة العالمية، مع تطبيق مبدأ قواعد اللعب النظيف (FIFA FAIR PLAY) الذي أقره الاتحاد الدولي لكرة القدم لحماية المسابقة ونزاهتها.

واختتم الأهلي بيانه بالتأكيد على أنه يحتفظ لنفسه بكافة حقوقه في التصعيد؛ حتى وإن استدعى الأمر عدم استئناف فريق الكرة لمبارياته في بطولة الدوري حال عدم وضوح الرؤية كاملة من خلال اتحاد الكرة، واتخاذ قرارات صارمة تضمن العدالة بين الجميع ولو بإسناد مباريات الأهلي القادمة لحكّامٍ أجانب، يتحمل النادي تكاليف الاستعانة بهم.

مجلس إدارة الأهلي قبل أن يصدر بيانه لم يضع في اعتباراته أن فريقه تسببت الأخطاء التحكيمية في مجاملته في مباراتين، ولم ير إلا أخطاء إبراهيم نور الدين واعتبرها أخطاء ليست تقديرية ما يعني أنها قد تصل إلى أنها مغرضة، ومن ثم طالب النادي الأهلي بالتحقيق مع طاقم التحكيم، بخلاف أنه هدد بالتصعيد وعدم استكمال المسابقة حال عدم تنفيذ طلباته ومنها تطبيق تقنية حكم الفيديو.

الخلاصة 

الأهلي ألقى بالكرة في ملعب الجبلاية بعد الطلبات التي تضمنها بيانه القاسي ضد الحكام، والسؤال الذي يطرح نفسه هل مجلس الإدارة قادر على تنفيذ تهديداته حال عدم تلبية مطالبه؟ لأن وقتها ستكون هناك عقوبات حال انسحابه من بطولة الدوري.

شارك الخبر على