«يوم الدين» فرصته كبيرة.. شروط ترشيح الفيلم المصري للمشاركة في «الأوسكار»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

حفل توزيع جوائز «الأوسكار»، يعتبر واحدا من أهم المحافل الفنية الدولية، الذي يترقبه الجميع في فبراير من كل عام، لمشاهدة صناع السينما العالمية يسيرون على السجادة الحمراء، وتشتد الحماسة لهذا المشهد مع اقتراب لحظة إعلان الفائزين من كافة أنحاء العالم، وإذا بحثت عن جوائزه ستجدها توصف بكونها من أرفع الجوائز السينمائية فى الولايات المتحدة، ولكن فى الحقيقة أنها أهم جائزة سينمائية فى العالم، ومصر ليست بعيدة عن هذا المشهد، فهناك محاولات مستميتة كل عام للوصول إلى قائمة الأفلام المرشحة لنيل جائزة منه.

في تاريخ السينما المصرية كانت هناك 3 محاولات لاجتياز الاختبارات الأولية والوصول إلى قائمة الترشيحات النهائية على جائزة «أوسكار أفضل فيلم أجنبي»، اثنان كانا من نصيب المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين بفيلميه: «المصير» و«وداعًا بونابرت»، والثالثة كانت من نصيب المخرج داوود عبد السيد، ويترقب العاملون بالوسط الفني حاليًا، الكشف عن الفيلم المختار من قبل لجنة ترشيح الأفلام للمشاركة بالأوسكار، والتى تضم فى عضويتها (40 شخصا) ما بين ناقد فني وسينمائي، ومع اقتراب انعقاد تلك اللجنة كل عام تتجدد الاتهامات الموجهة لها بأن هناك مجاملات ووساطة فى الاختيارات، لذلك كان هناك ضرورة مُلحة لمعرفة «ما هي شروط ولوائح مشاركة الأفلام في مسابقة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار؟».

الناقدة الفنية ماجدة خير الله، قالت إن أول شرط لابد أن يتضمنه الفيلم الذي يقع عليه الاختيار، أن يكون عملًا فنيًا جيدًا وتم عرضُ تجاريًا للجمهور العام داخل بلده، ولا تشترط اللجنة أن تكون هناك مواصفات للعرض ولكنها تقبل أن يكون العرض لمدة يوم واحد حتى نهاية سبتمبر الجاري، أي قبل موعد اختيار الفيلم، أما الشرط الثاني فهو أن تكون الجهة المرشحة للفيلم رسمية وغير حكومية، وهذا يعني أن وزارة الثقافة لا يحق لها ترشيح أى عمل، ومن أجل ذلك تقوم نقابة المهن السينمائية بتكوين لجنة محايدة لتقوم بعملية الاختيار.

ولأن قائمة الأفلام التي يتم الاختيار من بينها، تشمل كافة الأفلام التي تم إنتاجها فى عام 2018، وعُرضت قبل نهاية سبتمبر الجاري، فإن هذا يعنى وجود عدد كبير من الأفلام التجارية لذلك تقول «خيرالله»: «الفيلم الذي يمتلك فرصة أكبر فى الترشح للأوسكار الذي عُرض عالميًا وليس محليا كسائر الأفلام المتنافسة معه»، وذلك لأسباب منطقية عللتها، عضوة اللجنة المُشكلة، بأن الفيلم الذي عُرض عالميًا يعني أنه عمل فني جيد وتم اختياره وفقًا لضوابط وشروط المهرجانات العالمية مثل «كان»، «برلين» و«فينيسيا».

وهذا يعني أننا أمام اختيار واحد وهو فيلم «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي، والذي شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» بدورته الـ71، والتى أقيمت في مايو الماضي، ونافس على «السعفة الذهبية» وفاز بجائزة Francois Chalais، ويتوفر به شرط العرض التجاري، خاصة بعد أن قرر صناعه عرضه لأول مرة في السينمات المصرية يوم 23 سبتمبر الجاري، فى محافظة المنيا مسقط رأس البطل راضي جمال، وفى هذا الصدد أكدت الناقدة الفنية، ماجدة خير الله، أن «يوم الدين» لديه فرصة كبيرة فى الترشح، خاصة أن هناك نحو 30 مجلة سينمائية متخصصة كتبت عنه.

ما يغفله البعض أن «أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار» يعنى اختيار أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، وهذا يعنى أن المنافسة ليست قاصرة على الدول العربية ولكن مختلف دول العالم، لذا فإن الوصول إلى القائمة الأخيرة، والتى تضم 5 أفلام مرشحة للفوز، يعنى هذا فوزًا أيضًا، لأن بتواجد هذا العمل بجوار أعمال عالمية أخر يرفع من شأن السينما المصرية فى العالم.

وتضم القائمة التي يختار من بينها أعضاء اللجنة الكثير من الأفلام التجارية من بينها: «جدو نحنوح، خلاويص، حليمو أسطورة الشواطئ، قسطي بيوجعني،.. وغيرها»؛ مما أثار غضب الكثيرين، وفى هذا الشأن يقول المخرج داوود عبد السيد، أحد أعضاء اللجنة المُشكلة، إن الاختيار ليس أمرًا سهلًا، وأن القاعدة في الاختيار في كافة دول العالم هو النظر على الإنتاج السينمائي المعروض خلال العام، ومن ثم يتم فلترة تلك الأعمال واستبعاد ما هو تجاري وغير صالح للمشاركة.

تواجد 40 عضوًا للاختيار ومن ثم التصويت على الفيلم الأنسب لتمثيل البلد مسألة ليست سهلة وتحمل الكثير من الاختلافات بين أعضاء اللجنة، لأن الأذواق الفنية مختلفة، ويؤكد المخرج داوود عبد السيد، أن عملية التصويت على الأفلام تتم بديمقراطية شديدة، مما يؤدى إلى تلاشي كافة الاختلافات فى وجهات النظر، لأن «التصويت» وحده سيحسم الموضوع، وعن رأيه فى الإنتاج السينمائي لهذا العام، أوضح أن هناك أفلاما جيدة ولكن بالمعنى المحلي وليس العالمي، وهذا لا يعنى ارتقائهم للمشاركة في «الأوسكار».

وعلى الرغم من وجود «تصويت» فإن هناك الكثير من الوقائع التى حدثت بين اللجنة، آخرها ما حدث العام الماضي وتفضيل فيلم «شيخ جاكسون»، بطولة أحمد الفيشاوي، على «مولانا»، بطولة عمرو سعد، وخرج بعدها المخرج خالد يوسف، الذي كان من بين أعضاء اللجنة المُشكلة للاختيار العام الماضى، مؤكدًا أن «مولانا» هو من كان يستحق الوصول وليس الآخر، مشككًا فى نزاهة اللجنة وصلاحيتها فى الاختيار.

نتمنى أن تتلاشى كل هذه الخلافات، وأن يتواجد عمل مصري ضمن قائمة الأفلام المرشحة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ونختتم بعبارة الناقدة ماجدة خيرالله وهي: «نحن نقاتل من أجل الوصول إلى الـ 5 أفلام المرشحة، لكي يتم ذكر اسم مصر ضمن المرشحين».. المعركة ليست سهلة، وتحتاج إلى عمل فني تتوافر فيه المواصفات العالمية، وهى الخلطة التي تفتقدها السينما المصرية فى السنوات الأخيرة.

شارك الخبر على