في الجلسة الخامسة لنادي المدى للقراءة..الفكر الديني والسياسي في رواية سدهارتا لهرمان هيسه

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

بغداد/ المدى
يواصل نادي المدى للقراءة في بغداد جلساته، كما يتواصل الحاضرون والمتابعون والمنضموّن إليه بالازدياد والشغف لما يُقدمه النادي من جلسات، ومعرفة، ومعلومات ثقافية وفكرية مهمة ومميزة، في الجلسة الخامسة للنادي والتي تضمنت مُناقشة كتاب " سدهارتا" للروائي هرمان هيسه، والتي اقيمت صباح يوم الجمعة في مقر بيت المدى في شارع المتنبي، تضمنت الجلسة نقاشاً حول التصوف، والبحث عن الذات في هذه الرواية....الجلسة أدار محاورها عضو نادي المدى للقراءة أبا عبيدة حميد والذي قدم جانباً من سيرة حياة الكاتب ذاكراً إن " الكاتب هرمان هيسه مواليد المانيا عام ١٨٧٧ لعائلة تبشيرية بروتستانتية عرف بحياته المتمردة ومحاولته الانتحار والايداع في مصحة نفسية ومن ثم إكماله دراسته في شتوتغارت وانضمامه الى الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى لكنه بسبب ظروفه الصحيه تم وضعه مراقباً للأسرى ؛عام ١٩٢٢ ألّف رواية سدهارتا وجاءت نتيجه تراكمات حياتية وزيارته الى الهند وسومطرة وإندونيسيا."حاول أبو عبيدة الإشارة الى " ثبات موقفه السياسي المعادي للنازية مقارنة بالكاتب النرويجي كنوت هامسون مؤلف رواية الجوع المؤيد للنازية حتى وفاته وهذا يدل على أن معظم كتّاب أوروبا أصحاب مبادئ بخلاف معظم الكتاب العرب وخاصة العراقيين."كما تحدث علي إبراهيم عضو نادي المدى للقراءة عن بعض المصطلحات التي وردت في الرواية والتي كانت بحاجة الى تفسير وذكر " إن الهندوسية والتي يطلق عليها اسم البراهيمية هي ديانة سائدة في الهند، وهذه الديانة وردت في الرواية إضافة الى الديانة البوذية والمنسوبة الى غوتاما بودا." كما أشار إبراهيم الى كلمة " اناتمان" أو ما يعرف بعقيدة اللا أنا، ذاكراً " إن الكائنات تنقسم الى خمسة مفاهيم وحسب البوذية، الهيئة الجسمانية، الحواس، الإدراك، الكارزما والضمير، وإن الإنسان مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم."أما عن مصطلح " نيرفانا" فيشار إليها في البوذية على إنها حالة الخلو من المعاناة وهي حالة من الانطفاء الكامل التي يصل لها الانسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق، وكانت مداخلة علي إبراهيم متركزة على إبعاد المصطلحات المذكورة في الرواية...الجلسة شهدت العديد من المداخلات المهمة وفي مداخلة لأحد الحاضرين ذكر " إن هرمان هيسه يحاول أن يشير لنا إن الانسان ما هو إلا كائن ينبغي التفوق عليه لنصل الى مرحلة الانسان الأعلى بعد ذلك، وهكذا يجب أن يكون الإنسان بالنسبة للإنسان الأعلى ليس سوى إضحوكة." وقارن بين نيتشه وهرمان هيسه ذاكراً " إن هيسه قد بالغ في مفهومه عن الإنسان."كما أشار أحد المداخلين قائلاً إن هنالك عدة طرق في التصوّف ولديانات مختلفة وان هرمان هيسه حاول أن يشير الى التصوف في البوذية، الفرق بين نيتشه وهرمان هيسه إن الأول أعلن رحيل الآله والذهاب الى العدمية وهذا عكس ما يرمز له هيسه الذي يشير الى التصوف ووجود الآلهة.وفي مداخلة أخرى لعضو نادي المدى للقراءة عامر أحمد ذكر إن هنالك الكثير من أوجه التشابه بين هيسه ونيتشه، كما أن هيسه يحاول أن يشير لنا إنه بالإمكان اكتشاف الشيء من خلال نقيضه، ولكن هل بإمكاننا أو هل من الصحيح أن نجرب الشر لنعرف الخير؟ هذا السؤال يجب أن يُطرح فيما يشير له هيسه.وذكر الكاتب والصحفي علي حسين في مداخلته عن تاثير نيتشه على الأدب الألماني باكمله واضاف ان صرخة نيتشه قبل وفاته بعام من ان المانيا ستعود قوية وجدت صداها في ادب هرمان هيسه وتوماس ، ولهذا نجد ظلال نيتشه واضحة على ادب هيسه في مرحلته الاولى والثانية لكنه اختلف معه في رواية لعبة الكريات الزجاجية ، وكما ان نيتشة طالب بالعودة الى المانيا ، فان هيسه في سد هارتا كان يفتش عن هذه الروح ليصل لها.

شارك الخبر على