رسائل الأزهر لتل أبيب بشأن القدس.. أين مصيرها؟

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

"القدس.. الأزهر" ظل وما زال الأزهر الشريف، يعمل وبقوة على توجيه العديد من الرسائل المناهضة لسياسات قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فمنذ أن وضع الاحتلال قدميه، لم يترك الأزهر واقعة مارست فيها قوات الاحتلال البطش والظلم ضد الفلسطينيين والقدس، إلا وبادر بخروج بيان يحمل العديد من عبارات الإدانة.

وأدان الأزهر أمس الخميس، قمع قوات الاحتلال الإسرائيلى لاحتجاجات أهالي منطقة جبل الريسان، غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه فى ضوء محاولات تل أبيب الاستيلاء على المنطقة لإقامة بؤرة استيطانية، أسفر ذلك وقوع عدة إصابات، من بينها إصابة الوزير وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، برصاصة مطاطية.

قرار ترامب

وعقب خروج قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن القدس عاصمة الكيان الصهيونى، انتفض الأزهر، وأصدر بيانات رافضة للقرار، ودعا الشيخ أحمد الطيب بأن تكون خطبة الجمعة التى أعقبت القرار بالجامع الأزهر عن القدس الشريف وهويته العربية وسائر بلاد المسلمين، مناشدًا القادة العرب بـ"الوقوف صفا واحدا ضد كل الدعوات والمحاولات التي من شأنها تغيير هوية القدس العربية أو سلب حق أصيل من حقوق العرب".

وشدد البيان على أن "اتخاذ أي خطوات تجاه انتقاص حقوق أمتنا وسيادتها في القدس مسجدًا أو مدينة إنما يغذي العنصرية والتطرف والإرهاب، ويولد كراهية وأحقادا ربما لا يمحوها الزمن تجاه كل القوى الداعمة لإسرائيل".

الطيب يرفض لقاء نائب ترامب 

وأعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رفضه القاطع طلبًا رسميًا من نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، للقائه، يوم 20 ديسمبر الماضى.

وكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة تقدمت بطلب رسمي، لترتيب لقاء بين نائب الرئيس الأمريكي مع «الطيب» بمشيخة الأزهر الشريف خلال زيارته للمنطقة، ووافق الأخير في حينها على ذلك، إلا أنه بعد القرار الأمريكي، أعلن «الطيب» رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء، مؤكدًا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم.

وتساءل شيخ الأزهر: «كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟، مضيفًا:«يجب على الرئيس الأمريكي التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعًا وقانونًا.

رسائل إلى تل أبيب

وجه الأزهر الشريف، خلال الفترة الأخيرة، الكثير من الرسائل للكيان الصهيوني، عقب ما ارتكبه من جرائم فى حق القدس والفلسطينيين، فعقدت أكبر مؤسسة سنية بالعالم، خلال مطلع يناير الماضي، المؤتمر العالمي لنصرة القدس، حضره الكثير من الزعماء فى مختلف بلدان العالم العربي والإسلامي والمسيحي، فى حضور شيخ الأزهر والرئيس أبو مازن.

وأكد  شيخ الأزهر، أن المسجد الأقصى مسرى رسول الله ومؤتمر الأزهر لنصرة القدس الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يرعى مع شعب مصر القضية الفلسطينية من السياسات الجائرة الظالمة، مضيفا أنه منذ أبريل 1948 والأزهر يعقد المؤتمرات تلو الأخرى عن فلسطين والمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية التى بلغت 11 مؤتمرا .

وأضاف الطيب، فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لنصرة القدس، أن مؤتمرات الأزهر ترفض دائما تدمير الكنائس والمقدسات الإسلامية، واليوم يدعو الأزهر للمؤتمر الثانى عشر بعد ثلاثين عاما منذ آخر مؤتمر، والبعض يعتقد أن هذا المؤتمر قد لا يضيف جديدا للقضية الفلسطينية لكنه يدق من جديد ناقوس الخطر والتصدى للعبث الصهيونى والمدعوم من سياسات المتصهينة.

نداء إلى الأزهر

وجه الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن، النداء إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكل المشاركين فى المؤتمر، بضرورة زيارة القدس والأقصى، لأن المسجد الأقصى من المساجد التى تشد لها الرحال شرعًا، قائلا: "لا تقاطعوا أهل القدس، بل شدوا الرحال، وزيارة القدس ليست تطبيعًا لإسرائيل، بل تشجيع للفلسطينيين، ومن باب التقديم، نريد القدس بأهلها ومساجدها، هذا ليس تطبيعًا، التطبيع بطرق أخرى، نيتكم الطيبة لدعم القدس، نتمنى ألا تتركونا وحدنا داخل ذلك الصراع".

وأضاف أبو مازن قائلا: "قدوم العرب والمسلمين للقدس، نصرة لها وحماية لمقدساتها، ونحن أجدر بتحديد المصلحة، والمصلحة الكبرى زيارتكم للقدس، فلا تتركوا الشعب الفسطينى يكافح منفردًا، فالنضال الحقيقي من أرض القدس".

رسائل الأزهر.. أين مصيرها؟

قال السفير بركات الفرا، سفير فلسطين بالقاهرة الأسبق، إن رسائل وبيانات الأزهر الشريف عن القضية الفلسطينية التى تحمل رفضا قاطعا لسياسات الاحتلال، فى طياتها الكثير من الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي تجاه القضية الفلسطينية، لأن الأزهر الشريف يعد أكبر مؤسسة سنية فى العالم العربي والإسلامى.

وأوضح بركات الفرا لـ "التحرير"، أن أى كلمة تخرج من الأزهر الشريف، تنال اهتمام صحف وقنوات الإعلام، الأمر الذى يحمل فى طياته تحريك المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على ممارسات قوات الاحتلال الخارجة عن القانون والأعراف والمواثيق الدولية، ويأتى ذلك من خلال حرص وسائل الإعلام الأجنبية والعالمية على نشر وتغطية أخبار الأزهر بشكل عام، وبالأخص بيانات المؤسسة الدينية تجاه عروبة القدس.

وتابع: أن الدكتور أحجمد الطيب، شيخ الأزهر، لعب وما زال يؤدى دورًا كبيرًا فى دعم القضية الفلسطينية، وآخرها المؤتمر العالمي لنصرة القدس، بحضور الرئيس أبو مازن، من أجل التأكيد على رفض القرار، وحث المجتمع الدولي على رفض القرار، وجعل القضية محطة أنظار العالم من خلال مواقف الأزهر تجاه دعم القضية الفلسطينية.

وشدد بركات، على أن مصير البيانات التى تخرج من مؤسسة الأزهر الشريف، هو حمل العديد من السهام ضد قوات الاحتلال، وكشف عورات وممارسات وانتهاكات الكيان الصهيوني ضد عروبة القدس، فضلا عن كشف الحقائق التاريخية والأدلة والبراهين التى تؤكد وتبرهن بشكل قاطع على عروبة القدس، كما تحمل الرد على مزاعم اليهود والأكاذيب التى تحازل زرعها فى نفوس الشباب، بكشف الحقائق التاريخية سواء عبر بيانات رسمية للأزهر عن عروبة القدس أو رد المؤسسة على كل ما يصدر من الكيان المحتل، بالأدلة الشرعية والتاريخية، باعتبارها أكبر مؤسسة سنية فى العالم.

شارك الخبر على