روحاني يواجه رياحاً عاتية

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

لندن -طهران (رويترز)زاد الضغط على الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد أن استدعاه نواب البرلمان امس الثلاثاء للرد على تساؤلات بشأن النمو الاقتصادي الضعيف وارتفاع الأسعار إلا أن البرلمان لم يقتنع بردوده وأحال القضية إلى السلطة القضائية.وقال روحاني، دفاعا عن أداء حكومته، إن المشاكل الاقتصادية بدأت فقط عندما أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران إلا أنه وفقاً لنتائج التصويت بنهاية الجلسة لم يكن مثل هذا الرد مرضيا لكثير من النواب.وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني امس الثلاثاء إن إيران ستتغلب على العقوبات الأمريكية التي فرضت حديثاً على طهران والتي لن تسهم سوى في توحيد الأمة.وفي خطبة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة قال روحاني: إن حكومته ستتغلب على التحديات الاقتصادية وستظهر "للمسؤولين في البيت الأبيض المعادين لإيران" بأن العقوبات ستفشل.وقال روحاني بينما كان يجيب أسئلة مشرعين بشأن إدارته للاقتصاد في ظل ارتفاع الأسعار ومعدل الباحثين عن عمل: "المشاكل الاقتصادية حرجة لكن الأهم من ذلك هو أن كثيرين فقدوا الثقة في مستقبل الجمهورية الإسلامية ويشككون في قوتها". وأضاف: "لا نخشى أمريكا ولا المشاكل الاقتصادية... سنتغلب على كل الصعاب".إحالة للقضاءوإذا لم يقتنع معظم أعضاء البرلمان بإجابات الرئيس فبإمكانهم اعتبار ذلك "انتهاكا للقانون" وإحالة الأمر للسلطة القضائية.ولنواب البرلمان سلطة مساءلة الرئيس والتصويت على عدم أهليته للمنصب لكن هذه الخطوة غير مطروحة أمام البرلمان حتى الآن.وأزاح البرلمان وزير الشؤون الاقتصادية والمالية مسعود كرباسيان عن منصبه يوم الأحد وذلك إثر تراجع حاد في قيمة الريال ووسط تدهور في الوضع الاقتصادي. وفي أوائل أغسطس صوت المشرعون الإيرانيون بعزل وزير العمل وفي الشهر الفائت قام الرئيس حسن روحاني بتغيير محافظ البنك المركزي.ويواجه روحاني، الذي خفف التوتر مع الغرب بإبرام اتفاق نووي مع قوى عالمية في العام 2015، حاليا هجوما من المحافظين بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق في مايو.وقال روحاني أمس الثلاثاء إن المظاهرات ضد الحكومة التي اندلعت في أوائل يناير شجعت ترامب على اتخاذ قرار الانسحاب إذ كان يأمل في أن تسفر المشكلات الاقتصادية عن مزيد من الاضطرابات في إيران.وتضمنت المظاهرات التي اندلعت بسبب المشكلات الاقتصادية وارتفاع الأسعار هتافات ضد الحكومة والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وانتشرت في أكثر من 80 مدينة وبلدة إيرانية ولقي خلالها 25 شخصا حتفهم.وقال خامنئي: "الاحتجاجات أغرت ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي"، داعيا البرلمان إلى دعم حكومته وعدم زيادة مشاعر الغضب ضدها.وأضاف: "المشاكل الاقتصادية حرجة لكن الأهم من ذلك هو أن كثيرين فقدوا الثقة في مستقبل الجمهورية الإسلامية ويشككون في قوتها".النواب يطلبون إجاباتكان الاتفاق النووي سبباً في رفع العقوبات عن طهران في مقابل كبح برنامجها النووي.لكن واشنطن فرضت مجموعة جديدة من العقوبات في أغسطس مستهدفة تجارة إيران في الذهب وغيره من المعادن النفسية ومشترياتها من الدولار وقطاع السيارات. وتستهدف عقوبات أخرى من المتوقع فرضها في نوفمبر مبيعات النفط الإيرانية.وقال روحاني خلال جلسة البرلمان التي نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء: "أريد أن أطمئن الأمة الإيرانية بأننا لن نسمح بنجاح المؤامرة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية".وأضاف "لن نمكن تلك المجموعة المعادية للإيرانيين في البيت الأبيض من (إنجاح) مؤامرتهم ضدنا".وسأل البرلمان روحاني عن فشل حكومته في التعامل مع ارتفاع معدل الباحثين عن عمل وضعف النمو الاقتصادي وتراجع الريال وعمليات التهريب عبر الحدود والتي أضعفت الإيرادات.ورد روحاني بأن حكومته طلبت من الحرس الثوري مساعدتها في التعامل مع مسألة التهريب.وسأل أعضاء البرلمان روحاني كذلك عن السبب وراء عدم تبني حكومته لإصلاحات في القطاع المالي وسوق صرف العملات الأجنبية كما طلبوا إيضاحات للأسباب التي تقيد قدرة البنوك الإيرانية على الوصول إلى الخدمات المالية العالمية رغم مرور أكثر من عامين على إبرام الاتفاق النووي.وكان رد روحاني بشأن البنوك هو الرد الوحيد الذي أرضى أعضاء البرلمان بينما أحالوا باقي الأمور إلى السلطة القضائية.عين على أوروباوحث الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الاثنين باقي الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي المبرم العام 2015 على العمل على الحفاظ عليه في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا إلى محادثات أوسع بشأن برنامج طهران الصاروخي ودورها في منطقة الشرق الأوسط.وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن روحاني قال خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إن إيران ترغب في أن يقدم الأوروبيون ضمانات بشأن القنوات المصرفية ومبيعات النفط فضلا عن مجال التأمين والنقل.ونقلت الوكالة عن روحاني قوله: "أوفت إيران بكل تعهداتها في الاتفاق النووي، وفي ضوء الانسحاب الأحادي لأمريكا... فإنها تتوقع من الشركاء الباقين إدارة برامجهم على نحو أسرع وأكثر شفافية".وأكد ماكرون التزام فرنسا بالاتفاق في تعليق يهدف لتهدئة طهران.إغلاق هرمزوقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس إن إيران لا تسيطر على مضيق هرمز، والمضيق هو معبر دولي مؤكداً أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل مع شركائها لضمان حرية الملاحة والتجارة عبر المعابر المائية الدولية وذلك ردا على تصريح قائد البحرية بالحرس الثوري الجنرال علي رضا تنكسيري الذي قال إن إيران تسيطر تماما على الخليج وإن القوات البحرية الأمريكية لا مكان لها هناك.وأشارت طهران إلى أنها قد تقوم بعمل عسكري في الخليج لمنع صادرات النفط من دول أخرى في المنطقة رداً على فرض الولايات المتحدة عقوبات تهدف لوقف مبيعات طهران النفطية. وتبقي واشنطن على أسطول في منطقة الخليج لحماية مسارات شحنات النفط.وقال تنكسيري إن إيران لديها سيطرة كاملة على الخليج ذاته وعلى مضيق هرمز. وقد يكون إغلاق المضيق أكثر الطرق مباشرة لوقف عمليات الشحن من الخليج.وأضاف: "كل الناقلات والسفن العسكرية وغير العسكرية ستتم السيطرة عليها وهناك مراقبة شاملة على الخليج. وجودنا في المنطقة فعلي وثابت ليل نهار".فيما قال إبراهيم المهنا المستشار بوزارة الطاقة السعودية إن إيران غير قادرة على إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب إغلاقاً تاماً أو جزئياً. مضيفا: انه إذا أغلقت إيران مضيق هرمز فمن المرجح أن يعطي مجلس الأمن الدولي إذنا بعمل عسكري.

شارك الخبر على