أمريكا تتقرب من سوريا.. ٣ شروط لإعادة العلاقات الدبلوماسية

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

على مدار سنوات، شهدت العلاقات الأمريكية السورية أزمات عديدة بداية منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لكن سرعان ما أظهر الطرفان رغبة في فتح صفحة جديدة لخدمة أهدافهمها المتبادلة.

ورغم التصريحات الأخيرة للإدارة الأمريكية حول إمكانية سحب قواتها من البلد العربي، إلا أن الجانب السوري لا يقبل الدخول في مفاوضات دون الحصول على ضمانات.

ووسط تمسك سوريا بضمانات، تجد الولايات المتحدة أنها عاجزة عن إنجاز تسوية في المنطقة دون الاعتماد على الأوراق السورية التي يمكنها أن تحقق أهداف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

صحيفة الأخبار اللبنانية، أسدلت الستار عن التكهنات التي يتم ترويجها بشأن إعادة العلاقات الأمريكية السورية إلى نصابها مجددًا، وكشفت عن لقاء أمني رفيع المستوى عقد قبل شهرين في دمشق بين ضباط أمريكيين وسوريين.

اقرأ أيضًا: بعد مقترحات جوتيريس.. هل توفر خطة «الأمم المتحدة» حماية للفلسطينيين؟

يُذكر أن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها مع دمشق منذ 2011، إضافة إلى أنها تُعد أحد أبرز داعمي المعارضة السورية، كما تدعم عسكريًا المقاتلين الأكراد ضمن التحالف الدولي الذي تقوده لقتال تنظيم داعش.

وتابعت الصحيفة "وصل وفد ضم ضباطًا من وكالات استخبارية وأمنية أمريكية يترأسهم ضابط رفيع المستوى إلى دمشق على متن طائرة إماراتية خاصة، قبل أن يتوجه للقاء رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك في منطقة المزة.

وعكف "مملوك" على استقبال الوفد الأمريكي يرافقه رئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء موفق أسعد، حيث استمر اللقاء 4 ساعات، بحسب الأخبار.

ووفقا للمعلومات الأولية، فإن الوفد الأمريكي قدَم عرضًا يتضمن سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا مقابل 3 مطالب أولها: "انسحاب المقاتلين الإيرانيين من الجنوب السوري"، ثانيًا "ضمانات لحصول الشركات الأمريكية على حصة من قطاع النفط في شرق سوريا".

وثالثًا: "تزويد الجانب الأمريكي بالمعلومات الكاملة حول المجموعات الإرهابية في سوريا، وخصوصًا المقاتلين الأجانب والقادرين منهم على العودة إلى الدول الغربية".

اقرأ أيضًا: لماذا ينضم مقاتلو المعارضة المسلحة إلى النظام السوري؟ 

ومع تأكيد الجانب السوري على متانة العلاقة مع طهران، قال مملوك: إن "قضية مشاركة الشركات الأمريكية في قطاع النفط يمكن تركها إلى مرحلة إعادة الإعمار، وعندها يمكن لشركات أمريكية أن تدخل إلى قطاع الطاقة السوري عبر شركات غربية أو روسية، ونحن نعتبر هذا بادرة حسن نية".

أما فيما يتعلق بقضية المعلومات حول المقاتلين الأجانب، أكد الجانب السوري، بحسب الصحيفة اللبنانية، أن دمشق لن تقدم أي تعاون أو تنسيق أمني قبل الوصول إلى استقرار في العلاقات السياسية بين البلدين.

وبمرور الوقت، أثبت الجانب السوري أنه لايمكن الاستغناء عن إيران، رغم مساعي الإدارة الأمريكية لعزلها وإبعادها عن الحرب المستمرة منذ 2011.

بالأمس، وقَع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال زيارة قام بها لدمشق اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين تهدف لإعادة بناء القوات السورية، بحسب "سبوتنيك".

اقرأ أيضًا: جنوب سوريا ينفجر.. الأسد يقصف مواقع الإرهاب وأمريكا تحذر روسيا 

"إيران" أكدت أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه، كما تسمح بمواصلة التواجد والمشاركة الإيرانية في سوريا، خاصة أن طهران تعد حليفًا رئيسيًا لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع دعمًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

الوزير الإيراني، اعتبر أن الوضع في سوريا اليوم أفضل بكثير، مضيفًا في الوقت نفسه أن الحرب لم تنته بعد، لذلك يجب أن تستمر المواجهة حتى تطهير كل الأراضي السورية.

خلاصة القول إن العلاقات الأمريكية السورية يمكن أن تعود كما كانت في سابق عهدها، لكن مع مراعاة إبعاد الجانب الإيراني عن المنطقة الجنوبية القريبة من الجولان المحتل، والحصول على أكبر قدر من الثروات النفطية العربية.

شارك الخبر على