«الهلال النفطي الليبي» على صفيح ساخن.. عملية عسكرية جديدة ضد حفتر

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

بعد أن نجح الجيش الوطني على الليبي في إنهاء حالة الفوضى وطرد المسلحين من منطقة الهلال النفطي، إضافة إلى تحرير ميناءي رأس لانوف والسدرة، وتكبيد الإرهابيين خسائر في الأرواح والعتاد، عاد الحديث مجددًا عن عملية جديدة لقائد حرس المنشآت النفطية السابق، إبراهيم الجضران الداعم للميليشيات المسلحة بعد فشل عمليته السابقة في احتلال المنطقة الغنية بالنفط.

مصادر عسكرية بإجدابيا كشفت النقاب عن تحالف عسكري جديد تم التجهيز له في اجتماعات مكثفة شهدتها منطقة سبها، جنوب البلاد، بين الجضران وفصائل متمردة تابعة لتشاد، تهدف إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة للسيطرة على أكثر من منطقة وليس الهلال النفطي فقط، بحسب النهار اللبنانية.

المعلومات الأولية، تشير إلى أن القائد العسكري المشير خليفة حفتر، دفع بالمزيد من قواته إلى منطقة الهلال النفطي، وتحركت وحدات من "قوات الصاعقة" التابعة له إلى جنوب غرب البلاد، وتحديدًا إلى منطقة غات.

لكن المتحدث باسم الصاعقة، ميلود الزوي، نفى تلك الأنباء، دون ذكر المزيد من التفاصيل حول العملية، ومدى صحة إرسال حفتر لقوات إلى المنطقة الجنوبية.

اقرأ أيضًا: الجماعات المسلحة تستهدف الذهب الأسود في ليبيا.. والجيش يحارب الإرهاب 

وعاودت المصادر العسكرية، التأكيد على أن "الجضران" التقى العميد قائد قوات حفتر السابق بمنطقة ورشفانة، غرب طرابلس، عمر تنتوش، برفقة قيادات عسكرية منشقة لتكوين لواء يضم أبناء القبائل الموالية للقذافي في الجنوب الليبي.

وأضافت المصادر أن ميليشيات من المعارضة التشادية ستكون ضمن الحلف العسكري، حيث تمتلك مواقع هامة بالجنوب الليبي، لا سيما في مناطق أم الأرانب ونقاط تمركز حول جبال الهروج، مشيرة إلى أن فصائل من قبائل التبو قد تشارك في العملية العسكرية الجديدة.

وبينما تتحدث المصادر عن التشكيل العسكري الجديد، لم تخرج تصريحات من قبل الجيش الوطني الليبي للتأكيد أو نفي صحة تلك المعلومات، وهو ما أثار مخاوف عديدة من شن حربا واسعة المدى داخل الأراضي الليبية.

ورغم ذلك، فإن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير، بحسب تموضع قوات الجضران وحلفائه، إلى عزمها الهجوم في 3 اتجاهات: الأول باتجاه مناطق الهلال النفطي، والثاني للسيطرة على القواعد الجوية الهامة، وهما الجفرة وتمنهنت، التي من الممكن أن يستخدمها حفتر منطلقا لطيرانه، والثالث للسيطرة على قاعدة براك الشاطئ، المعقل الرئيس لقوات حفتر بالجنوب، بحسب الصحيفة اللبنانية.

اقرأ أيضًا: حفتر يحكم قبضته على الهلال النفطي.. ويحبط دعوات التدخل الأجنبي 

وتهدف الحملة، إلى تشتيت قوة حفتر وإضعافها، كما تعتقد المصادر أن الجضران وحلفاءه يسعون للتموضع ضمن توازن القوى المسيطرة على البلاد استباقًا لأي عملية سياسية جديدة، لا سيما مرحلة الانتخابات المقبلة التي من المرجح أن تفرز أجسامًا سياسية وأمنية جديدة.

من جانبها، قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية: إنها "تمكنت من أسر عدد كبير من المقاتلين المنتسبين لقوات الآمر السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران، وحلفائه من بقايا تنظيم القاعدة في الهلال النفطي"، وفقًا لـ"الرأي اليوم". 

كانت وزارة الخارجية الأمريكية استنكرت في وقت سابق الهجمات الأخيرة التي تشنها قوات تحت توجيه إبراهيم الجضران على مواني النفط في رأس لانوف والسدرة، والعنف المستمر الذي أضر البنية التحتية النفطية الحيوية في ليبيا وعطّل صادرات النفط، مطالبة المجموعات المسلحة بالانسحاب الفوري من المواني النفطية دون تأخير، وفقًا لـ"الصحيفة". 

ويعتبر الجنوب الليبي منطقة خارج سيطرة سلطتي طرابلس وطبرق، إذ تسيطر عليه مليشيات قبلية منذ إطاحة نظام معمر القذافي، قبل أن تتواجد في أجزاء منه القوة الثالثة بتكليف من المؤتمر الوطني السابق منذ عام 2013، الذي تحول إلى خصم لحفتر الساعي منذ عام 2016 إلى ضم الجنوب إلى مناطق سيطرته من خلال تحالفه مع قبائل التبو وفصائل حركة العدل والمساواة السودانية.

اقرأ أيضًا: «الموانئ النفطية» تهدد اتفاق باريس.. وحفتر يخوض حربا لتعزيز استقرار مصر 

محللون سياسيون يرون أن اندلاع اشتباكات جديدة في الهلال النفطي الليبي، "القلب الاقتصادي لليبيا"، تقوض جهود المجتمع الدولي لدفع العملية السياسية، ويمكن أن تعقد الجهود الرامية إلى سد الانقسامات العميقة"، بحسب الوكالة الفرنسية. 

أضف إلى ذلك أن تحرير المواني النفطية سيعيد الأمل في تحسن الإنتاج، خاصة أن الجيش نجح سابقًا في طرد الميليشيات من المواني الليبية وهو ما أسهم فى تصاعد الإنتاج خلال الفترة الماضية. 

يمكن الإشارة هنا، إلى أن محاولات الميليشيات المسلحة في منطقة الهلال النفطي، ماهي إلا خطوة لتخريب جهود تأمين موانئ النفط الليبية لصالح كل الليبيين. 

وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي حالة انقسام شديد، وتضغط الأمم المتحدة و"الأسرة الدولية" لفرض الميليشيات وجماعات متشددة رفضهم الليبيون في آخر انتخابات عام 2014.  

شارك الخبر على