فرقة العباس طائرات مسيّرة فجّرت ٣ مخازن للسلاح في كربلاء

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
اتخذت قضية انفجارات مستودعات السلاح التابعة لفصائل الحشد الشعبي منحىً جديداً بعدما ادعت جهات سياسية وفصائل مسلحة أن ما يحدث ربما وراءه"مقاصد متعمدة"لإضعاف الحشد وإفراغ خزينه من السلاح.وتوقعت هذه الجهات أن طائرات بلا طيار ربما كانت تابعة للتحالف الدولي، قد رمت"أقراصا نارية"على تلك المخازن، حيث تكررت هذه الحوادث 3 مرات خلال أقل من أسبوعين في محافظة كربلاء وحدها.وتعود المستودعات المتفجرة لقوات"فرقة العباس القتالية"القريبة من المرجع الديني علي السيستاني، حيث بدأ الفصيل يشك في أن الانفجارات تحدث بسبب حرارة الجو أو الخزن السيّئ.أمس أعلنت الفرقة تعرّض أحد مستودعاتها"الوهمية"في كربلاء لهجوم بطائرتين مسيرتين. وأوضحت في موقعها الإلكتروني بأن دفاعاتها أكدت أن الطائرتين"ليستا بصديقتين"، دون إعطاء تفاصيل أخرى.وذكرت مصادر أمنية في كربلاء أن مستودعاً للذخائر تابع لفصيل ب‍الحشد الشعبي انفجر غرب المحافظة. وقالت المصادر إن الانفجار وقع مساء يوم الجمعة الماضي على طريق الشريعة غربي المحافظة، ما إدى الى إلحاق أضرار مادية كبيرة".والحادث الاخير هو الثالث من نوعه في كربلاء خلال شهر آب الحالي، وهو استهدف بالتحديد مخازن السلاح التابعة لـ"فرقة العباس". وفي 6 من الشهر الجاري نشب حريق هائل في أحد مستودعات السلاح التابعة للفصيل المسلح في منطقة الحسينية شمال كربلاء.وتسبب الانفجار الاول بمقتل وإصابة نحو 20 شخصاً، فيما سقطت إحدى القذائف على مرقد الإمام"عون"وهو يبعد 10 كم فقط عن مرقد"الإمام الحسين"، وعلى إثره أعلنت قيادة الفرقة، تشكيل ثلاث لجان، وأوضحت ان هذه اللجان"تتضمن لجنة لتقييم الخسائر المادية للمواطنين المتضررين من الانفجار، ولجنة طبية لمعالجة المتضررين من الدخان المنبعث من الحريق، إضافة الى لجنة متفجرات لتفتيش المنطقة بالكامل لضمان خلوها من أي أعتدة متناثرة نتيجة الانفجار".لكن بعد الحادث بـ4 أيام فقط، انفجر مستودع آخر فى منطقة الرزازة غربي المحافظة وهو تابع للفرقة أيضا، مما دفع"الفرقة"الى الطلب من قيادة العمليات المشتركة تشكيل لجنة من الخبراء للتحقيق في التفجيرات التي طالت عددا من مخازن ذخيرتها.ونشرت الفرقة في موقعها على (فيسبوك) حينها، نقلاً عن مصدر قوله إنه مخول بالتصريح دون الكشف عن هويته، أن هناك مؤشرات عديدة ترجح الاعتقاد باستخدام جهة ما (استخدمت) أسلحة أو وسائل غير تقليدية في تفجير مخازن العتاد، وقال إن"الادلة والشهود سيتم عرضهم أمام لجنة الخبراء التي ستزور موقعي الحادث قريباً".وكشف المصدر عن وجود اتصالات مع جهات معنية في الامم المتحدة قد تؤدي الى الاستعانة بخبراء دوليين للكشف عن طبيعة السلاح غير التقليدي الذي تم به استهداف مخازن الذخيرة العائدة للفرقة، لكنه استدرك قائلا إن"الاستعانة بالامم المتحدة ستكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية".ولفت المصدر الى ان قيادة الفرقة تدرك ان المرحلة المقبلة ستشهد تحديا جديا يتم التمهيد له من خلال استهداف مخازن الذخيرة العائدة للفرقة، لكنه أكد ان قيادة الفرقة اعدت العدة لكل الاحتمالات وهي في أتم الجاهزية لمواجهة التطورات.بدوره أكد حسين المالكي، وهو نائب سابق عن كربلاء، ان"مايحدث في المحافظة ليس أمرا طبيعيا، وهناك شكوك بأن تفجيرات مخازن السلاح عمل متعمد تقف وراءه دول خارجية أو إقليمية". وكانت 8 مخازن قد انفجرت خلال الشهرين الماضيين في 7 محافظات كلها لفصائل متعددة تابعة للحشد الشعبي. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قال منتصف آب الحالي، إن الجهات الحكومية تسعى في الوقت الحالي إلى مراجعة شاملة لعمليات تخزين السلاح في جميع مناطق البلاد. ودعت الحكومة في وقت سابق لحصر السلاح بيدها، وهي دعوة سبقتها دعوات مشابهة ولم تتحقق.
أقراص التفجيروقال النائب السابق عن كربلاء في تصريح لـ(المدى) أمس إن"النتائج الأولية للتفجيرات تظهر أنها بفعل فاعل وليست بسبب تماس كهربائي أو ارتفاع درجات الحرارة". واشار الى أن"احتمال قيام طائرات مسيرة برمي أقراص نارية أو ليزرية على المخازن لإشعالها.. نحن نشك بأنها طائرات تابعة للتحالف الدولي".وفي حزيران الماضي، قُتل وأصيب 34 من الحشد الشعبي في غارة قرب القائم، غرب الانبار. واتهم الاخير القوات الامريكية باستهداف قطعاته قرب الحدود مع سوريا، كما تعرض فصيل آخر في آب 2017 الى هجوم مشابه قرب الحدود أيضا تسبب بقتل وجرح 57 عنصرا من الحشد، ودارت الاتهام أيضا حول القوات الامريكية.ويعتقد حسين المالكي، وهو نائب فائز عن ائتلاف دولة القانون في كربلاء بأن"استهداف مخازن سلاح فرقة العباس بشكل متكرر يراد من ورائه إضعاف الفصيل وإنهاء قدرته التسليحية". وتضم الفرقة 7310 عنصرا في الخدمة الفعلية وما بين 35 و40 ألف عنصر احتياطي، كما تمتلك فرعاً استخبارياً يقوم بتشغيل طائرات بدون طيار ومعدات متخصصة أخرى (مثل كاميرات كهروضوئية بعيدة المدى).كذلك تشمل تشكيلات الفرقة بحسب تقارير أمنية، لواء مدفعية وكتيبة مغاوير تستقل ناقلات جنود مدرعة مدولبة، فضلا عن لواء مشاة يدعى"الكفيل"، مع مجموعة من الآليات المدرعة المتبقية من عهد النظام السابق، بالاضافة الى لوائين آليين للمشاة يطلق عليهما"العلقمي"و"أم البنين".وشغلت الفرقة دبابات كانت قد رميت في مقابر التاجي والبصرة. كما أنتجت مؤخراً قاذفات متعددة الصواريخ في ورش العمل التي تديرها، فيما منحت وزارة الدفاع، الفرقة عربات"همر"أمريكية الصنع وناقلات جنود مدرعة مضادة للألغام.من جهتها، تجهل اللجنة الامنية في مجلس محافظة كربلاء أماكن تواجد مخازن السلاح في المحافظة. ويقول عقيل المسعودي رئيس اللجنة في اتصال مع (المدى) أمس إن"مجلس المحافظة عقب تفجير مخزن العتاد الاول وجّه بإخلاء المدينة من الاكداس، لكننا لانعرف إذا حدث ذلك أم لا لأننا لانملك معلومات عن أماكنها".وأكد المسعودي أن"هناك لجاناً تحقيقية من وزارة الدفاع وهيئة الحشد مازالت تبحث في أسباب التفجيرات الاخيرة التي طالت المخازن، لكنها لم تعلن أي نتائج حتى الآن".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على