مروان حامد «تراب الماس» مليء بالتحديات.. وقريبًا عمل يجمعني بوالدي (حوار)

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

حوار: عبد الفتاح العجمي - ريهام عبد الوهاب

مخرج واعد، بدأ من القمة بإدارة المشروع السينمائي الضخم "عمارة يعقوبيان" (2006) بطولة الكبيرين عادل إمام ونور الشريف وكوكبة من النجوم، أحد أفضل مخرجي السينما المصرية حاليًا، والأكثر مغايرةً واختلافًا بصورة يصعب تجاهلها، تجمع سينماه ما بين التميز التقني والجودة مع الانحياز للجمهور وإجادة مخاطبته دون اعتماد على استمالات رخيصة سائدة.. مروان حامد، صاحب "إبراهيم الأبيض" و"الفيل الأزرق" و"الأصليين"، وأخيرًا "تراب الماس"، الذي تستضيفه دور العرض حاليًا ضمن موسم أفلام عيد الأضحى، في تعاونه للمرة الثالثة مع الروائي والسيناريست أحمد مراد.

"التحرير" التقت مروان حامد (مولود عام 1977)، نجل السيناريست الكبير وحيد حامد والإعلامية زينب سويدان، لتحاوره عن فيلمه الجديد "تراب الماس"، الذي يقوم ببطولته النجوم آسر ياسين ومنة شلبي وماجد الكدواني وشيرين رضا وإياد نصار ومحمد ممدوح وصابرين وأحمد كمال ومحمد الشرنوبي وتارا عماد وسامي مغاوري وبيومي فؤاد وعادل كرم، إضافة إلى النجم الكبير عزت العلايلي، وغيرهم، وهو من إنتاج شركة "نيوسينشري" للإنتاج الفني، وتوزيع شركة "دولار فيلم".. وإلى نص الحوار: 

* لماذا "تراب الماس" بعد 8 سنوات من صدور الرواية؟

- "تراب الماس" من أنجح روايات أحمد مراد، صدرت 2010، ونحن الآن في 2018، وما زالت من بين الروايات الأكثر مبيعًا، نجاح هذه الرواية كان مُلفتًا للغاية، ومن وجهة نظري هي أفضل ما كتب أحمد مراد، جذابة وشيقة للغاية، فضلًا عن أني رأيت أنها تتوافر بها مقومات عمل سينمائي كبير.. الأدب هو المصدر الرئيسي والأساسي للأعمال السينمائية.

* التعاون الثالث مع أحمد مراد.. ما الذي يميزه عن غيره؟

- هذا السؤال دائمًا يوجه إليّ، وكأنه شيء غريب، لكني أرى تكرار العمل مع بعض شيء طبيعي، خصوصًا أن هناك تفاهما كبيرا بيننا، وتكرار التعاون ليس بجديد، فوالدي مثلًا وحيد حامد تعاون كثيرًا مع شريف عرفة، وكذلك مع الأستاذ سمير سيف، ومع الأستاذ عاطف الطيب.. وجود تعاون مستمر بين الكاتب والمخرج، أو المخرج ومدير التصوير، شيء طبيعي للغاية طالما وُجد التفاهم.

* 6 سنوات تحضير للفيلم.. ألا ترى أنها فترة طويلة؟

- بدأنا التفكير في تحويل الرواية إلى فيلم منذ 6 سنوات، لكن التحضير لم يستمر 6 سنوات، بدليل أننا قدّمنا أعمالًا في تلك الفترة مثل "الفيل الأزرق" و"الأصليين"، لم نكن طول الوقت نعمل على "تراب الماس"، فعليًا العمل أخذ فترة تحضير سنة واحدة.

* حدثنا عن التحديات التي واجهتكم في "تراب الماس"؟

- العمل به تحديات كبيرة جدًا، به مثلًا جزء تاريخي، الذي كان تحضيره صعبا للغاية في الملابس والديكورات وأماكن التصوير الحقيقية، التي استغرقت فترة معاينة طويلة، وكذلك فترة تهيئة للعمل حتى يُناسب المرحلة التاريخية المُراد إظهارها.. هناك مشاهد مثلًا احتجنا فيها إلى أن نستخدم خدعًا بصرية كبيرة، والصعب في "تراب الماس" أن تلك الخدع كان ينبغي أن تكون شديدة الواقعية، بحيث أن تظهر للمشاهد وكأنها حقيقية.. كل هذا فضلًا عن التحدي الأكبر، وهو الحفاظ على إيقاع مشوّق للفيلم طول الوقت.

* الفيلم يشهد عودة الفنان عزت العلايلي للسينما بعد غياب 17 عامًا.. كيف تم إقناعه؟

- الأستاذ عزت العلايلي كان أول اختيار بالنسبة لي لدور "محروس برجاس"، دائمًا كان في مخيلتي، هو من الممثلين الكبار، له ثقل كبير للغاية، والشخصية كانت تحتاجه، كنا نحتاج إلى ممثل بهذا الثقل، وحينما عرضنا عليه المشاركة رحب للغاية، وكنا نعرفه قبل "تراب الماس" بثقله، ووجدناه أيضًا سلسًا للغاية، والتعاون معه كان في منتهى السهولة، وكان التعامل معه مميزا جدًا في مجمله.

* وجود الفنان اللبناني عادل كرم من خلال الفيلم للمرة الثانية في السينما المصرية بعد مشاركته في "سكر بنات" (2007).. كيف جاء ذلك؟

- أتابع عادل من فترة طويلة، وأرى أنه ممثل هائل وكبير جدًا، العام الماضي صنع إنجازًا حقيقيًا بالفيلم اللبناني "قضية رقم 23"، وأرى أنه إضافة كبيرة لـ"تراب الماس"، وأعتقد أنه سيكون إضافة كبيرة للسينما المصرية بالفترة المقبلة.

* شخصيات أُضيفت وأخرى حُذفت من الرواية حينما تحولت إلى فيلم.. على أي أساس تم ذلك؟

- عملية تحويل الرواية إلى فيلم لها قواعد، بكل بساطة نحن لا نصور الرواية، بل نصور السيناريو، عملية المعالجة صعبة للغاية، لذا مثلًا الأوسكار تخصص من بين جوائزها للسيناريو المقتبس عن عمل أدبي، فالعمل الأدبي مثلًا لو كان 500 صفحة، فالسيناريو الذي سيتحول إلى فيلم سيكون من 90 إلى 120 ورقة على الأكثر.. إذن فالمسألة ليست مسألة حذف ولكن ضغط للأحداث، وأثناء هذه العملية يتم إحداث بعض التغييرات، ولكن غير جذرية، بمعنى أن نحافظ على روح النص، والمعنى الرئيسي له مع الشخصيات والأحداث الرئيسية، والتغييرات تكون في أحداث فرعية أو شخصيات ثانوية.. الخطوط الرئيسية للرواية لم يتم المساس بها.

* هل هناك مشاهد بعينها كانت صعبة التنفيذ في الفيلم؟

- "تراب الماس" عمل كله صعب، بل صعب للغاية، وكل مشهد به تضمن معضلة، ما بين مشاهد عاطفية لا بد أن تكون مؤثرة للغاية، ما يتطلب جهدا كبيرا من الممثلين، وما بين مشاهد أخرى أكثر صعوبة بها توتر كبير.

* ما رأيك في التصنيف العمري للفيلم "+18"؟

- ليس لدينا اعتراض على ذلك، إذا ما كانت الرقابة على المصنفات ترى ذلك فنحن نوافق وليس لدينا أي مشكلة، بالعكس أرى أن مسألة التصنيف العمري مهمة للغاية للمتفرج ولصانع العمل، بحيث يكون المتفرج يعلم مسبقًا أنه سيُشاهد عملًا به موضوعات مهمة، وفي ذلك حماية للمتفرج ولصناع العمل أيضًا.

* كيف ترى فرص "تراب الماس" في المنافسة من بين الأعمال الأخرى المطروحة في موسم عيد الأضحى؟

- نتمنى أن نحقق نجاحًا، ونتمنى أن يكون للعمل صدى جيد، لكن صعب جدًا التنبؤ بالنتيجة النهائية للمنافسة.

* ما رسالة الفيلم؟

- الإجابة عن هذا التساؤل صعبة.. أن نلخص فيلما سينمائيا في جملة أو سطرين شيء في منتهى الصعوبة، أنا أعتقد أن أي أفكار في العمل متروكة للمتفرج، عليه أن يتأمل ويُفكر ويخرج منه برؤيته الخاصة.

* كيف ترى تكريمك ووالدك المؤلف الكبير وحيد حامد من قِبل جمعية أمريكا للإعلام الخارجي (AAM) نوفمبر المقبل؟

- التكريم لوالدي وحيد حامد بشكل رئيسي، على مشواره الكبير للغاية، أنا تعلمت منه الكثير، وأعتقد أن الكثيرين من كُتاب السيناريو والمخرجين تعلموا منه، أعماله التي قُدّمت من أكثر من 20 عامًا ما زالت تُشَاهد لأنها حملت رؤية مختلفة، خاض الكثير من المعارك الرقابية، ومع المجتمع، ومع التطرف، ومع الفساد.. هذا هو المشوار الذي يُكرم عليه الذي أعتقد أنه كلما يمر عليه الوقت يزداد قيمةً أكثر.

* لماذا لا نرى عملا يجمع بين مروان المخرج ووالده السيناريست الكبير؟

- يا مسهل.. نحضر لفكرة عمل.. وإن شاء الله قريبًا.

شارك الخبر على